ساد الإضراب الشامل كافة مرافق مدينة شفاعمرو داخل أراضى 1948، اليوم الخميس، احتجاجا على هدم السلطات الإسرائيلية ثلاثة منازل خلال أقل من 24 ساعة بحجة البناء غير المرخص.
وهدمت آليات وجرافات السلطات الإسرائيلية صباح أمس منزلى مصطفى نمارنة وماجد نمارنة فى حى البصلية، واندلعت مواجهات بين أهالى المدينة وقوات الشرطة والوحدات الخاصة التى وفرت الحماية للجرافات، ومنعت المواطنين من الخروج من منازلهم والاقتراب إلى المكان الذى نفذت فيه السلطات عمليتى الهدم.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن الشرطة اعتقلت عددا من الشبان الفلسطينيين خلال المواجهات التى اندلعت بالقرب من البلدية، حيث قام عناصر من الشرطة بالاعتداء على المحتجين قبالة مبنى البلدية وقمعتهم بالغاز المسيل للدموع.
وعقب هدم المنازل والاعتقالات عقدت فى بلدية شفاعمرو جلسة طارئة بمشاركة رئيس وأعضاء البلدية وممثلى اللجنة الشعبية، ونواب عن القائمة المشتركة، بالإضافة لعدد من رؤساء السلطات المحلية ورئيس اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية، مضر يونس، ورئيس لجنة المتابعة العليا، محمد بركة.
وأعلن خلال الجلسة الإضراب العام فى كافة مرافق المدينة، اليوم الخميس، بالإضافة إلى تنظيم مسيرة احتجاجية على أن تنطلق من مبنى البلدية إلى المنازل المهدومة، تقرر إلغاؤها لاحقا، وإنشاء صندوق دعم مالى لإعادة بناء المنازل بعد استكمال الإجراءات القانونية من قبل الطاقم المهنى المكلف بذلك.
وأكدت اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية، على رفضها وتنديدها الشديد بعملية هدم عدد من البيوت فى شفاعمرو.
واعتبرت اللجنة، فى بيان صدر عنها أن الهدم "عملية إجرامية تأتى فى سياق سياسة منهجية رسمية تستهدف هدم البيوت العربية فى البلاد، بالحجة الممجوجة ذاتها المسماة "البناء غير المرخص".
وشددت اللجنة على "الإصرار على إعادة بناء البيوت التى هدمت كرد إستراتيجى إلى جانب القرارات والإجراءات الهامة الأخرى فى مختلف المسارات والمستويات".
ويهدد شبح الهدم والتشريد عدة منازل عربية بالداخل، ورفع المواطنون العرب صوتهم فى مظاهرات ووقفات احتجاجية ضد هدم المنازل، ووقعت مواجهات بين الأهالى والشرطة واعتقالات لعدد من الشبان العرب.
وتواصل السلطات الإسرائيلية هدم المنازل فى البلدات العربية بحجة البناء غير المرخص، فى الوقت الذى تضع السلطات العراقيل أمام عشرات آلاف المنازل للحصول على التراخيص اللازمة.
وكان رئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية بالداخل الإسرائيلى محمد بركة، قد حذر من استمرار السياسة التى تنتهجها إسرائيل بهدم المنازل داخل أراضى 48 ضمن خطة لحصر الوجود العربى فيها وتضييق الخناق عليهم، قائلا إن هناك عشرات آلاف المنازل مهددة بالهدم.
وقال بركة "إن سياسة الحكومة الإسرائيلية تقوم بالتضييق على السكان العرب فى كافة المدن، ولم تبق لهم إلا المساحة التى يسكنون عليها، وترفض لهم التوسع إلا بشروط تضعها وفق خطة لحصرهم فى مناطق معينة.
وأشار إلى أن الحكومة الإسرائيلية تنفذ جرائمها بحق الفلسطينيين داخل أراضى الـ48 باتجاهين، الأول هدم البيوت من خلال منعهم من توسيع مسطحات القرى والبلدات، وبالتالى يلجأ المواطنون إلى البناء غير المرخص، والاتجاه الآخر محاولة فرض البناء الذى لا يتناسب والعادات والتقاليد المتعارف عليها من خلال الضغط باتجاه بناء الأبراج السكنية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة