حكاية "توماس كوك" من الطموح غير المحدود إلى الوداع المأسوى .. بائع كتب تربع على عرش السياحة 178 عاما.. بدأ رحلته بقطارات إنجلترا.. نظم أول رحلات أوروبية للأقصر عبر النيل..اسمه تحول لـ"براند"رغم تغير ملاك الشركة

الثلاثاء، 24 سبتمبر 2019 10:42 ص
حكاية "توماس كوك" من الطموح غير المحدود إلى الوداع المأسوى .. بائع كتب تربع على عرش السياحة 178 عاما.. بدأ رحلته بقطارات إنجلترا.. نظم أول رحلات أوروبية للأقصر عبر النيل..اسمه تحول لـ"براند"رغم تغير ملاك الشركة توماس كوك
كتبت آمال رسلان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لم يكن يتخيل هذا الشاب البريطانى الذى أسس أول مكتب سفريات عام 1841، والذى أصبح بمرور السنوات إمبراطورية سياحية يجوب اسمها دول العالم، أن ينتهى هذا الكيان بخبر إفلاس يحتل مانشيتات الصحف العالمية بعد مسيرة 178 عاما من خدمة ملايين السائحين.
 
 
إنه توماس كوك مواليد 22 نوفمبر 1808، الذى صنع العلامة التجارية الأشهر فى تاريخ السياحة العالمية، بدأ حياته فى ديربيشاير بإنجلترا، ولم يكن من أثرياء بلدته فى ذاك الوقت بل نشأ فى ظروف اجتماعية صعبة، وإلتحق بالمدرسة فى سن العاشرة، وعمل بائعا للكتب ليتغلب على أوضاعه.
 
اعلان لرحلات الشركة النيلية

اعلان لرحلات الشركة النيلية

 
وما بين بيع الكتب وعمله بالسياحة علاقة وثيقة، تلك المهنة التى ثقفت الشاب البريطانى، وفتحت عقله على التنوع الثقافى وقبول الآخر، حتى أصبح أحد النشطاء فى وقته الـمنادين بالاعتدال في الدين، وبدأ ينظم رحلات يجوب بها أوروبا ترويجا لفكره، لتنشأ من هنا علاقته بالسياحة.
 
 
وفي 5 يوليو 1841 نظم توماس هو وصديقه ماريو رحلةً بالقطار كان على متنها 570 ناشطاً من ليستر إلى لافبرا، لتكون بذلك أول رحلة سياحية منظمة مكتملة العناصر، كما نظم أيضاً في وقت لاحق رحلات أخرى بالقطار والسفن البخارية، وبعدها أسس مكتب سفرياته الشهير توماس كوك وهو لازال فى سن الـ33.
 
 
رحلات توماس كوك لم تنقطع بل تجاوزت حدود القارة العجوز، وفى عام 1855 نظم أول رحلة برية أوروبية، وفي 17 مايو 1861 قام كوك بتنظيم رحلة عمل بواسطة تجمع بين القطار والسفينة إلى باريس وفي عام 1866 قام بتنظيم رحلة أخرى لأول مرة إلى أمريكا، إلى أن جاء العام 1872 حيث نظم رحلةً حول العالم بطول 40 ألف كلم، دامت 222 يوماً. 
 
تمثال توماس كوك

تمثال توماس كوك

 
مصر كانت هدفا للشركة منذ تأسيسها ففى عام 1869 قام توماس كوك بفتح مكتب له فى القاهرة فى عهد الخديوى إسماعيل لتنظيم رحلات بالبواخر، وكانت الرحلة يتم تنظيمها من أوروبا إلى الأقصر في جولة عبر نهر النيل، وفى 1884 عملت شركته لنقل حملة الجنرال جوردون إلى السودان عام 1884 حيث نقل 11 ألف جنديا ً بريطانياً و7 آلاف جندي مصري.
 
 
وفي عام 1879 انسحب توماس كوك من الشركة، وبقى ابنه الشريك الوحيد فى إدارتها، ولم يوجد أسباب معلنة تاريخيا أو إعلاميا عن أسباب خروج الأب -الذى توفى فى عام 1892 - من الشركة التى أسسها بفكره وجهده.
 
 
وبعد عقدين من انسحاب توماس الأب، توفى ابنه وآلت إدارة أعمال الشركة إلى أولاده فرانك هنرى وإرنست إدوارد و وتوماس ألبرت، وعملوا على الحفاظ على الشركة حتى أصبحت فى عام 1900 رائدة عالميا فى مجال السفريات.
 
 
وكان لتوماس كوك الفضل فى إصدار أول تذكرة سفر طيران عام 1919، وظلت متطورة فى عملها إلى أن باع أحفاد توماس كوك الشركة فى عام 1928 لتنتهى ولاية العائلة عليها، لتستمر مسيرتها السياحية حتى نهايتها المأساوية بالافلاس، التى يعتبر التحول التكنولوجى وتنامى السياحة الالكترونية أحد أسبابها.
 
 
مكتب السفريات الذى حقق نجاحا كبيرا وتحول إلى شركة سياحية أسسها توماس كوك وابنه عام 1871، وهى الشركة التى استمرت تحت كنف العائلة وإدارة أجيال مختلفة حتى عام 1928، ورغم انتقال ملكيتها إلى مٌلاك آخرين، وتم بيعها وإندماجها مع كيانات آخرى، إلا أن اسم العائلة ظل هو ال"براند" الذى عاش عليه الكيان السياحى لمدة 178 عاما.
 
 
توماس كوك
توماس كوك

 

 






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة