سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 23 سبتمبر 1973.. فى شهادة أخيرة عن لقاء السادات مع اتحاد طلاب عين شمس: الرئيس: «أنا سميت اسم ابنى على اسم جمال عبدالناصر»

الإثنين، 23 سبتمبر 2019 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 23 سبتمبر 1973.. فى شهادة أخيرة عن لقاء السادات مع اتحاد طلاب عين شمس: الرئيس: «أنا سميت اسم ابنى على اسم جمال عبدالناصر» محمد أنور السادات

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أختتم اليوم الشهادات الخاصة بلقاء الرئيس السادات مع اتحاد طلاب جامعة عين شمس يوم 20 سبتمبر 1973، وذلك بشهادة من أحد الذين حضروا وهو المحامى عبدالوهاب سلميان نائب رئيس اتحاد طلاب كلية الحقوق.. كان المستشار حمدى ياسين هو رئيس اتحاد الكلية وضمن الأربعة الرئيسيين الذين تحدثوا أمام السادات.. «راجع، ذات يوم، 20 و21 22 سبتمبر 2019».
 
 يؤكد «سليمان» أن الدعوة للقاء الرئيس السادات كانت مفاجئة.. ولم تحمل أى مقدمات تشير إلى أن الرئاسة تفكر فى هذا الأمر.. عرفنا أن الدكتور كمال أبوالمجد، وزير الدولة للشباب، هو من تحدث بشأنها مع المرحوم نبيل صفار، رئيس اتحاد طلاب الجامعة.. أتذكر أنه جرى البحث عنا حسب عناوين إقامتنا لإبلاغنا فردا فردا باجتماع عاجل..بعضنا كان مغتربا، كما أن «جامعة الزقازيق» كانت فرعا تابعا لجامعة عين شمس والذين يمثلون كليات هذا الفرع لم يكن أحد منا عنده تليفون أرضى.. «حضر إلى منزلى موظف فى إدارة الجامعة ليبلغنى بضرورة الحضور لاجتماع مهم اليوم الساعة الخامسة فى نادى الاتحاد».. يوضح «سليمان»: «كانت كليات فى الزقازيق، أصبحت جامعة مستقلة فيما بعد، فرعا تابعا لجامعة عين شمس، ونظرا لبعد المسافة لم يتم إبلاغ الزملاء الذين يمثلون هذه الكليات فى الاتحاد، ونظرا لكل ذلك فإن عدد الذين حضروا كان 19 طالبا». 
 
يضيف سليمان: «كانت الأجواء فى الجامعة ساخنة جدا، والغضب شديد ضد السادات، ومظاهراتنا ضده تحتوى على شعارات غاضبة جدا بعضها يصل إلى شتائم، بسبب ضبابية الموقف فيما يتعلق بموعد الحرب ضد إسرائيل لتحرير الأرض، بالإضافة إلى السياسات الداخلية التى كانت تشير إلى التراجع عن مكتسبات ثورة 23 يوليو فى العدالة الاجتماعية.. كان اتحاد طلاب عين شمس ناصريا، ونظرته إلى سياسات السادات سلبية جدا، وعبرنا كاتحاد عن ذلك فى عدة مواقف أبرزها، عدم دعوة السادات لحضور”«قاء ناصر الفكرى» الذى بدأنا فى عقده والإشراف عليه منذ الذكرى الأولى لوفاة عبد الناصر «28 سبتمبر 1971».
 
يؤكد سليمان: «لم نقتصر كاتحاد طلاب على تجاهل دعوة السادات لحضور اللقاء، بل وجهنا الدعوة إلى الرئيس الليبى العقيد معمر القذافى، ولم يحضر لكنه أناب وزير دفاعه «أبوبكر يونس» للحضور»..أغضب هذا التصرف السادات من «اتحاد الجامعة»، وتصور أن «الاتحاد» يتحداه، لكنه لم يعبر علانية عن هذا الغضب.. يتذكر«سليمان»: «تحركنا من القاهرة إلى الإسكندرية فى أتوبيس «باص» تابع لوزارة الشباب، كان متهالكا، وقطع المسافة على طريق «مصر– إسكندرية الزراعى» فى وقت طويل، ونزلنا فى فندق بالرمل، ثم أخذنا نفس الأتوبيس من الفندق إلى استراحة «برج العرب»، وفوجئنا أثناء دخولنا بمنع زميلنا الدكتور محمود الحاجرى رئيس اتحاد طلاب كلية الطب، وكان يساريا ماركسيا متشددا فى نظرته للسادات، لكننا واجهنا الموقف برأى موحد وهو، إما الدخول جميعا، وإما الانسحاب جميعا، وللتاريخ فإن نبيل صفار، رئيس الاتحاد، تزعم هذا الموقف، وحدثت اتصالات من أبوالمجد أظنها مع الرئيس السادات شخصيا أنهت الموقف، وشارك «الحاجرى».
 
يتذكر »سليمان»: بدأ السادات حواره معنا بترحيب حار وبمنتهى الصراحة، وقال لنا: «اللقاء ليس للنشر، عشان كده اللى عايز يقول أى حاجة يقول».. شمل الحوار كل القضايا التى كنا نطرحها فى نشاطنا ومظاهراتنا، تحدثنا عن السياسات الاقتصادية التى تدل على التراجع عن مكتسبات ثورة يوليو، وعبر أحد الزملاء له بأنه يتخذ موقفا سلبيا من عبدالناصر وتاريخه وإنجازاته، وسأله: «لماذا لا تذيع الأغانى الخاصة بالثورة وجمال، ولماذا لا تذيع خطبه؟.. أتذكر أن الزميل نبيل صفار هو من قال ذلك، وأتذكر أن الزميلة نازلى محجوب، عضو اتحاد الطلاب عن كلية الآداب، انفعلت وعلا صوتها فى هذه المسألة.. كانت «نازلى» تجلس بعد منى بكرسى واحد، ولهذا مازال صوتها يرن فى أذنى، وشكلها فى انفعالها يحضر أمام عينى.. يقول «سليمان»: كان السؤال له بمثابة اتهامه بأنه هو الذى أعطى تعليمات المنع للإذاعة، لكنه نفى كل ذلك، وأخذ يردد قوله بشكر جمال عبدالناصر، وحبه وتمجيده.. أتذكر أنه قال: «عشان تعرفوا حبى لجمال، أنا سميت ابنى الوحيد على اسمه».
 
يشهد «سليمان»: «كان السادات ذكيا فى إدارة الحوار، واستوعب كل الحاضرين.. لم تكن إجابته تصادمية، بل كان يتجاوب مع كل واحد فى كلامه.. أحد الزملاء انتقده فى أنه سبق أن حدد «عام الحسم» أى العام الذى سيشهد الحرب مع إسرائيل، ومر العام دون حسم، فعلق على ذلك بدبلوماسية شديدة.. يعترف «سليمان» بأنه وزملاءه أعادوا تفسير ماحدث كله من اللحظة التى بدأت فيها حرب 6 أكتوبر 1973: «قلنا إن اللقاء وترتيبه كان تمويها استعدادا للحرب، وتهدئة الجبهة الداخلية».









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة