أكرم القصاص - علا الشافعي

مع انطلاق الدورة الـ74 للجمعية العامة للأمم المتحدة.. 5 خطابات للرئيس السيسي بالمنظمة من 2014 حتى 2018.. تناولت تقديم استراتيجية للعالم لمكافحة الإرهاب والتطرف.. وطرح رؤية مصر لإنهاء القضايا العربية الإقليمية

الأحد، 22 سبتمبر 2019 03:00 م
مع انطلاق الدورة الـ74 للجمعية العامة للأمم المتحدة.. 5 خطابات للرئيس السيسي بالمنظمة من 2014 حتى 2018.. تناولت تقديم استراتيجية للعالم لمكافحة الإرهاب والتطرف.. وطرح رؤية مصر لإنهاء القضايا العربية الإقليمية الرئيس السيسي بالأمم المتحدة
كتب محمد صبحى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تستعد الدولة المصرية للمشاركة للمرة السادسة فى حضور فعاليات أعمال الدورة الـ 74 للجمعية العامة للأمم المتحدة، والتى من المقرر انطلاقها غدا، وفى هذا الإطار يرصد" اليوم السابع" أبرز التصريحات التى أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسى فى خطاباته خلال مشاركته فى الجمعية العامة للأمم المتحدة على مدار الأعوام السابقة، إذ شاركت مصر فى 5 دورات سابقة اتسمت جميعها بالمشاركة القوية والتمثيل الجيد من خلال تركيز خطابات الرئيس على القضايا العالقة.

الخطاب الأول للرئيس السيسى: مواجهة الإرهاب ضرورة

لم يمر سوى أشهر قليلة على تولى الرئيس عبد الفتاح السيسى مسئولية الدولة المصرية، وبدأ فى مشاركته فى أعمال الدورة الـ69 بالجمعية العامة للأمم المتحدة والتى انعقدت فى سبتمبر من عام 2014، والتى حرص الرئيس خلال مشاركته فيها على عرض محاور مواجهة الإرهاب وتعريف الدول المشاركة بحقيقة ما جرى فى مصر منذ ثورة 30 يونيو خاصة وأن جماعة الإخوان الإرهابية كانت قد سخرت كل طاقتها وأموالها من أجل تشويه صورة مصر فى الخارج.

واستعرض الرئيس فى خطابه الأول بالدورة الـ69 للجمعية العامة للأمم المتحدة، ما جرى فى مصر قائلا: "شعب مصر صنعَ التاريخَ مرتين خلال الأعوام القليلة الماضية.. تارة عندما ثار ضد الفساد وسلطة الفرد، وطالب بحقه فى الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية، وتارةً أخرى، عندما تمسك بهويته، وتحصن بوطنيته، فثارَ ضد الإقصاء، رافضا الرضوخ لطغيان فئة باسم الدين، وتفضيل مصالحها الضيقة على مصالح الشعب. تلك بإيجاز شديد، معالم اللحظات الفارقة التى عاشتها مصر فى الفترة الماضية".

وفى الخطاب أكد الرئيس أيضا على أن العالم بدأ فى إدراك حقيقة ما جرى فى مصر، وطبيعة الأوضاع التى دفعت الشعب المصرى، بوعيه وحضارته، إلى الخروج منتفضا ضد قوى التطرف والظلام، التى ما لبثت أن وصلت إلى الحكم، حتى قوضت أسس العملية الديمقراطية ودولة المؤسسات، وسعت إلى فرض حالة من الاستقطاب لشق وحدة الشعب وصفه.

ولم يخل حديث الرئيس من التطرق لخطر الإرهاب، إذ أكد ما تشهده المنطقة حاليا، من تصاعد التطرف والعنف باسم الدين، يمثل دليلا على الأهداف الحقيقية لتلك الجماعات التى تستغل الدين، وهو ما سبق لنا أن حذرنا منه مرارا وتكرارا، أن قيم العدل والمحبة والرحمة التى جاءت فى اليهودية والمسيحية والإسلام، تحولت على يد تلك الجماعات، إلى طائفية مقيتة، وحروب أهلية وإقليمية مدمرة، يقع ضحيتها أبرياء من أديان مختلفة، وعرض "السيسى" فى خطابه رؤيته للسبيل الأسلم لمواجهة الإرهاب.

الخطاب الثانى للرئيس: الإنجازات أولا

وفى سبتمبر 2015 كان الرئيس السيسى على موعد للمشاركة فى دور الانعقاد الـ 70 للجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث ركز فى مستهل خطابه على نقل حجم الانجازات التى بدأت الدولة المصرية فى تحقيقها، ومنها افتتاح قناة السويس الجديدة، إذ قال الرئيس: "لقد شهدت مصر والعالم منذ أسابيع افتتاح قناة السويس الجديدة.. ذلك الإنجاز الذى ينطوى على أبعاد تمس مجالات اقتصادية.. كالنقل والتجارة والخدمات.. وأخرى تتعلق بقدرة مصر وتصميم المصريين على العمل بإخلاص.. والتغلب بشجاعة على الصعاب والتحديات.. لكننى لا أعتزم اليوم الخوض فى تفاصيل كل تلك الأبعاد.. التى أثق أنكم تدركونها.. لكن ما أردت أن نتوقف عنده هو مغزى ما تحقق على أرض مصر.. فتلك القناة الجديدة ليست هدية مصر للعالم فحسب.. لكنها تمثل تجسيد الأمل.. وتحويله إلى واقع ووجهة جديدة من خلال العمل.

كما تطرق الرئيس السيسي فى حديثه خلال الدورة الـ 70 للجمعية العامة للأمم المتحدة، إلى دعاوى المتطرفين ومحاولاتهم إقصاء وإسكات من يعارض فكر تلك الجماعات التى تسعى لتحقيق أغراض دنيوية وأغراض خفية، كما تناول الأوضاع فى ليبيا وسوريا والدعم السياسى والعسكرى الذى قدمته مصر لليمين الشقيقية ومتابعة التطورات التى شهدتها الساحة العراقية فى تلك الفترة، بالإضافة إلى تفاقم أزمة اللاجئين الفارين من ويلات النزاعات المسلحة، كما ركز فى حديثه على تسوية القضية الفلسطينية وتمكين الشعب الفلسطينى من تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.

الخطاب الثالث للرئيس السيسى: التنمية المستدامة فى مصر

ركز الرئيس السيسى فى خطابه أمام الدورة الـ71 للجمعية العامة للأمم المتحدة والتى انعقد فى سبتمبر من عام 2016، على تأكيد إطلاق مصر مرحلة جديدة للتنمية المستدامة بأبعادها البينة والاجتماعية والاقتصادية وفقا لأجندة التنمية المستدامة 2030، بالإضافة إلى التركيز على أهمية توجيه العم لأفريقيا ومراعاة الانصاف والحق فى التنمية والالتزام بمبادئ القانون الدولى.

واستعرض الرئيس خلال خطابه، قدرة الشعب المصرى فى فرض إرادته لتحقيق الاستقرار وحماية الدولة ومؤسساتها وتحصين المجتمع من التشرذم والانزلاق نحو الفوضى، وإقرار دستورا جديدا يحمى الحقوق والحريات وتمكين المرأة من خلال الفوز بعدد غير مسبوق من مقاعد مجلس النواب وتوسيع تمثيل الشباب، فضلا عن استعراض خطة الإصلاح الاقتصادى.

وتناول السيسي فى خطابه أيضا الأوضاع فى منطقة الشرق الأوسط التى تموج بصراعات دامية، والأوضاع فى سوريا وليبيا واليمن، والصراع العربى الإسرائيلى، فضلا عن تحمل مصر مسئوليتها تجاه أمن واستقرار القارة الأفريقية من خلال دعم مصر للحكومة الصومالية وبوروندى وسعى مصر لإنها الأزمة فى جنوب السودان.

وتطرق الرئيس لظاهرة الإرهاب بما تمثله من اعتداء على الحق فى الحياة وخطرها على السلم والأمن الدولييين، مع طرح لرؤية مصر للتصدى للإرهاب، ودعوة المجتمع الدولى لاتخاذ كافة التدابير للحيلولة دون استغلال الإرهاب للتقدم المعلوماتى والتكنولوجى الذى ساهم فى إضفاء أبعاد خطيرة على الإرهاب والتطرف الفكرى.

الخطاب الرابع للرئيس السيىسى: الدولة الفلسطينية شرط لاستقرار المنطقة

فى سبتمبر من عام 2017، شارك الرئيس السيىسى فى حضور فعاليات الدورة الـ 72 من الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث ركز فى خطابه على ما تتعرض له المنطقة العربية من خطر الإرهاب والهجرة غير الشرعية، كما استعرض الأوضاع فى مصر بالقول: "تقع مصر على حافة أخطر بؤر الأزمات فى العالم.. وقَدَرُها أن تشق طريقَها بثقة فى ظل مخاطر غير مسبوقة، متبنيةً استراتيجية تنموية طموحة، تقوم على إصلاحات اقتصادية جذرية وشجاعة، تهدف قبل كل شيء لتمكين جيل الشباب، الذين يمثلون غالبية السكان ليس فى مصر وحدها، وإنما فى أغلب المجتمعات الفتية فى الدول العربية والعالم النامى".

ولم يفوت الرئيس السيسي الفرصة للحديث عن القضية الفلسطينية إذ وجه الدعوة إغلاق هذا الملف، من خلال تسوية عادلة تقوم على الأسس والمرجعيات الدولية، وتنشئ الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، هو الشرط الضرورى للانتقال بالمنطقة كلها إلى مرحلة الاستقرار والتنمية، والمحك الأساسى لاستعادة مصداقية الأمم المتحدة والنظام العالمى.

وخرج السيسي عن النص المكتوب فى تلك الدورة وتوجه بكلمة ونداء للشعب الفلسطينى والشعب الإسرائيلى قائلا: "اسمح لى، سيدى الرئيس، أن أخرج عن النص المكتوب وأن أتوجه بكلمة ونداء إلى من يهمهم هذا الأمر، وأوجه ندائى الأول إلى الشعب الفلسطينى، وأقول له من المهم للغاية الاتحاد وارء الهدف، وعدم الاختلاف، وعدم إضاعة الفرصة، والاستعداد لقبول التعايش مع الأخر، مع الإسرائيليين فى أمان والسلام، وتحقيق الاستقرار والأمن للجميع.. وأوجه ندائى للشعب الإسرائيلى، وأقول لدينا فى مصر تجربة رائعة وعظيمة للسلام معكم منذ أكثر من أربعين سنة، ويمكن أن نكرر هذه التجربة والخطوة الرائعة مرة أخري.. أمن وسلامة المواطن الإسرائيلبى جنبًا إلى جنب مع أمن وسلامة المواطن الفلسطينى.. ندائى إليكم أن تقفوا خلف قيادتكم السياسية وتدعموها ولا تترددوا.. إننى أخاطب الرأى العام الإسرائيلى... اطمئنوا نحن معكم جميعًا من أجل إنجاح هذه الخطوة، وهذه فرصة قد لا تتكرر مرة أخرى، وكلمتى الأخرى إلى كل الدول المحبة للسلام والاستقرار، إلى كل الدول العربية الشقيقة.. أن تساند هذه الخطوة الرائعة، وإلى باقى دول العالم أن تقف بجانب هذه الخطوة التى إذا نجحت ستغير وجه التاريخ.. ونداءً إلى القيادة الأمريكية والرئيس الأمريكى، لدينا فرصة لكتابة صفحة جديدة فى تاريخ الإنسانية من أجل تحقيق السلام فى هذه المنطقة".

وأكد السيسي، أن مصر تخوض حربا ضروسا لاستئصال الإرهاب من أرضها مجدد التزام مصر بمواجهته وتعقبه والقضاء عليه بشكل نهائى وحاسم حيثما وجد، وتطرق الرئيس للمأساة الإنسانية التى تتعرض لها أقلية الروهينجا فى ميانمار لتذكير المجتمع الدولى بمسئولياته الاخلاقية قبل القانونية.

الخطاب الخامس للرئيس السيسى: تحديات أمام مصداقية الأمم المتحدة

كان للدولة المصرية تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى مشاركة قوية فى الدورة الـ 73 للجمعية العامة للأمم المتحدة والتى انعقدت فى عام 2018، حيث طرح الرئيس رؤية مصر لتفعيل النظام الدولى والنهوض بالدول، مع عرض حلول لإنهاء الصراعات داخل الدول العربية، والالتزام بتحقيق التنمية المستدامة والشاملة لإيجاد نظام عالمى مستقر.

وطرح السيسي فى خطابه 3 قضايا رئيسية تمثل أولويات ضرورية لتحديد مصداقية ومستقبل الأمم المتحدة والنظام الدولى والتى تمركزت على تعزيز الشراكة بين الأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية، واستكمال العمل لإنفاذ مبادرة مصر التى أطلقتها خلال عضويتها فى مجلس الأمن الدولى لإيجاد إطار دولى وشامل لتطويل السياسات وأطر التعاون لمكافحة الإرهاب، بالإضافة إلى ضرورة معالجة أوجه القصور الكبير فى تعامل المجتمع الدولى مع قضايا حقوق الإنسان. فلا مجال لاستعادة مصداقية الأمم المتحدة طالما استمر الملايين يعانون من فقر مدقع، أو يعيشون تحت احتلال أجنبى، أو يقعون ضحايا للإرهاب والصراعات المسلحة.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة