سلطت صحيفة "الجارديان" البريطانية الضوء على ما وُصف بـ"سرقة القرن" فى القارة العجوز، وقالت إن مجموعة من التجار ومحامى الضرائب المحنكين وشباب فائقى الذكاء رياضيا، أطلق عليهم "الرجال الذين نهبوا أوروبا"، تآمروا فى قلب مدينة لندن لسحب ما لا يقل عن 60 مليار يورو من أموال دافعى الضرائب من خزائن الدول فى العديد من دول الاتحاد الأوروبى.
وأوضحت الصحيفة أن الفضيحة التى تعرف باسم "كام إكس"، لم تحظ بكثير من الاهتمام فى بريطانيا، وسط الجدل الدائر حول انسحاب المملكة المتحدة عن الاتحاد الأوروبي، غير أنه تم الكشف عن مخطط الاحتيال في عام 2017.
المحكمة الإقليمية فى بون
لكن على النقيض، لاقت هذه القضية اهتماما واسعا للغاية، حيث وصفتها صحيفة "لوموند" الفرنسية بـ"سرقة القرن"، معتبرة أنه تعيد تشكيل وجهة النظر بشأن بريطانيا شأنها شأن بريكست. ووصفتها وسائل الإعلام الهولندية بأنها "جريمة منظمة". بينما أعرب كثيرون فى ألمانيا عن ترحيبهم الآن بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي على أمل أن يضعف ذلك تأثير البنوك الاستثمارية في لندن على المؤسسات المالية الأوروبية.
في هذا الأسبوع ، قدم مصرفي استثماري بريطاني سابق متورط فى قضية الاحتيال لأول مرة نظرة ثاقبة حول كيفية عمل المخطط والدوافع وراء القيام بذلك.
ورسم مارتن شيلدز أحد المصرفيين السابقين الذين تمت محاكمتهما بتهمة القيام بـ 34 حالة من حالات الاحتيال الضريبي الخطير بين عامي 2006 و 2011 ، صورة للمشهد المصرفي في لندن والذى جذب أذكى العلماء من أفضل الجامعات في البلاد و استخدمهم لتعزيز هوامش الربح - دون تعليمهم العواقب الأخلاقية والقانونية لأفعالهم فى المقابل، وذلك أثناء حديثه أمام محكمة إقليمية فى بون.
وقال شيلدز البالغ من العمر 41 عامًا للمحكمة يوم الأربعاء الماضى، إن هذه كانت البيئة فى ذلك الوقت: صناعة مالية موجهة نحو تحقيق أقصى قدر من الربح .
لندن
وأضاف "إحدى الأدوات لتحقيق هذا الهدف هى الاستفادة من الضرائب: أى تجنب فرض الضرائب قدر الإمكان - والاستفادة من أي فرصة يمكن إيجادها أو إنشاؤها. وهذا النهج لم يكن سريا واتبعه كثيرون. بدلاً من ذلك ، رأيت ذلك بمثابة أمرا متوقعا وواضحا ومتواصلا لمعظم البنوك الكبرى وعملائها ".
وأوضحت الصحيفة أن شيلدز كان فائق الذكاء فى مادة الرياضيات وعمل فى شركة ميريل لينش بعد دراسة الهندسة والاقتصاد والإدارة في جامعة أكسفورد.
ولفتت "الجارديان" إلى أن شيلدز قدم عرضا توضيحيا أمام المحكمة لنظام "كام إكس" الذى ساعد فى عملية الاحتيال من خلال متاهة تجارية والتي يقول المدعون إنها كلفت الدولة الألمانية 450 مليون يورو.
ويبدو أن هذا النظام ساعد شيلدز على جمع الكثير من الأموال، فعلى مدار السنوات الخمس مدى السنوات الخمس التي مارس فيها شيلدز عمليات التداول من خلال "كام إكس" عبر وسيلة الاستثمار Ballance Capital التي يوجد مقرها في جبل طارق ، بلغ دخله الشخصي 12 مليون يورو.
وفي عام 2010 ، تمكن شيلدز وزوجته من شراء قصر قيمته 9.7 مليون جنيه إسترليني في تشيلسي ، تلاه شراء ممتلكات بقيمة 6 ملايين يورو في أغلى شارع سكني في دبلن.
في حين أن شيلدز لم يعترف مباشرة لتهم الاحتيال الضريبي الخطير هذا الأسبوع ، قال بعد فوات الأوان أنه بدأ يشعر بالأسف حيال وضع المخططات ، التي رفعت أموالاً كان من الممكن إنفاقها على بناء الطرق أو المستشفيات أو دور الحضانة.
البنك الألمانى
وأوضحت "الجارديان" أن شيلدز اتخذ "قرارًا صعبًا" بالتعاون مع التحقيق ، مما يزيد من فرصته في تقليل مدة السجن المحتملة لمدة 10 سنوات.
كما شارك نيك ديابل (39 عامًا) ، الذي عمل مع شيلدز في رابع أكبر بنك في ألمانيا HypoVereinsbank (HVB) ، في الشهادة التي من المتوقع أن تستمر حتى العام المقبل.
وقال شيلدز إن عمليات التداول على أساس برنامج "كام إكس" كانت تمارس على "النطاق الصناعي" في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين ، وشملت شبكة واسعة من البنوك والشركات والسماسرة والمحامين والمستشارين الماليين. حتى أبسط صفقة لهذا البرنامج تنطوي على 12 صفقة على الأقل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة