محمد أحمد طنطاوى

أولياء الأمور ومشاهد الزحام بأول أيام الدراسة

الأحد، 22 سبتمبر 2019 11:52 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

بدأت الدراسة بكامل طاقتها فى آلاف المدارس الحكومية والخاصة على مستوى الجمهورية، وانتظم أكثر من 23 مليون طالب، فى العملية التعليمية، خلال عام جديد فى عمر النظام التعليمى الجديد، وبداية قوية لإصلاح هذه المنظومة التى نعول عليها جميعا لتنشئة جيل جديد مسلح بكل وسائل العلم الحديث، إلا أن المشهد اللافت مع بداية الدراسة كان الزحام الشديد من جانب أولياء الأمور أمام المدارس، حتى وصل الأمر إلى غلق بعض الطرق الجانبية نتيجة تكدس السيارات والزحام الشديد.

مشهد الزحام فى أول أيام الدراسة غريب، ولا أجد له تفسير منطقى، فيمكن أن يلجأ أولياء الأمور إلى اصطحاب أبنائهم فى مرحلة رياض الأطفال والابتدائية، بينما لماذا يتم اصطحاب من صاروا فى المراحل المتقدمة بالإعدادية والثانوية، فأغلبهم تجاوز سن الثالثة عشرة، ويمكنهم الاعتماد على أنفسهم فى الحركة والتعامل مع اليوم الدراسى بصورة طبيعية وغير مقلقة.

لم نر منذ سنوات بعيدة أولياء أمورنا يصطحبوننا إلى المدارس، على الرغم من أننا كنا نستخدم وسائل المواصلات العامة، ونعتمد على أنفسنا فى التنقل والحركة خلال اليوم الدراسى، دون تدخل الأب أو الأم، وهكذا كان الطالب يبنى شخصيته المستقلة ويستطيع اكتشاف ما حوله بصورة أفضل وتكوين صداقات ومعارف وعلاقات بصورة أكثر تحررا ونجاحا، بدلا من التحرك وسط أجواء الرقابة عديمة الجدوى والفائدة من جانب الأسرة.

دور الأسرة قوى ومهم فى حياة طلاب وتلاميذ المدارس، ولكن يجب أن يكون هذا الدور مرهون بدعم شخصية الطالب، وتنمية روح الاعتماد على النفس، والقدرة على التعامل مع الظروف والتحديات الجديدة، والتفاعل بصورة أكثر تلقائية مع أى مستجدات جديدة، حتى يمكننا بناء أجيال أكثر قدرة على التعامل مع تحديات الظروف، بدلا من أن نصطف لانتظارهم بالسندوتشات فى أوقات الفسحة، أو نكلمهم من خلف الأبواب خلسة.

يجب أن يكون لدينا مهارة وفلسفة التعامل مع طلاب المدارس، فهذا الجيل الذى يرى العالم من خلال شاشة الموبايل أو التابليت الصغير، لا يمكن بأى حال تربيته وتأهيله بهذه الطريقة التقليدية، التى لن تنمى لديه سوى ثقافة الاعتماد على الغير، والفشل فى العمل الجماعى أو التفاعل مع المجتمع والتجارب الجديدة.

اتركوا أبناءكم يصنعوا تجاربهم بأنفسهم، اتركوهم يتخيروا أصدقاءهم ويعيشوا حاضرهم كما يرونه، لا تفرضوا عليهم رؤاكم وتوجهاتكم الشخصية، حتى لا نخلق نماذج مشوهة غير قادرة على التعامل مع مفردات هذا العصر.







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة