ست الحبايب بدرجة محامى.. أم تترافع أمام المحكمة وتنقذ ابنها من حبل المشنقة بعد اتهامه بالقتل.. والدة المتهم لـ«اليوم السابع»: أثبت معاناة ابنى من مرض الصرع وارتكابه الجريمة دون وعى.. وتحدثت للمحكمة بقلب الأم

السبت، 21 سبتمبر 2019 01:30 م
ست الحبايب بدرجة محامى.. أم تترافع أمام المحكمة وتنقذ ابنها من حبل المشنقة بعد اتهامه بالقتل.. والدة المتهم لـ«اليوم السابع»: أثبت معاناة ابنى من مرض الصرع وارتكابه الجريمة دون وعى.. وتحدثت للمحكمة بقلب الأم ابتسامة الأم بعد البراءة
كتب محمود عبد الراضى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ليست مثل جميع الأمهات، ولكنها سيدة من طراز خاص، تقمصت دور الرجل، حتى تستطيع تربية أبنائها الأربعة، بعد وفاة زوجها.
 
الأم جميلة الملامح شديدة الالتزام، تربت فى أحضان أرياف مدينة الزقازيق بمحافظة الشرقية، وارتبطت بأحد جيرانها وتزوجت منه.
 
أحلام عديدة كانت تراود الفتاة المتزوجة حديثاً مع زوجها ـ قبل 30 عاما من الآن ـ خاصة بعدما أنجبت منه 4 أولاد، كانوا بمثابة القاسم المشترك بين الزوجين، وطالما ملأ الصغار المنزل بهجة وفرحة، لكن أحلام الزوجة فى استمرار المنزل السعيد تحطمت على فراش مرض الزوج، الذى كان يعانى من صرع شديد، حاولت الزوجة مرات عديدة إسعافه وعلاجه، لكن محاولات الزوجة باءت بالفشل، وشاءت الأقدار أن يتربى أطفالها الأربعة فى كنفها بعد رحيل الزوج عن الدنيا.
 
الأم القوية الصلبة، المعروفة بشخصيتها القوية قررت أن تكون لأبنائها الأم والأب فى وقت واحد، تعمل وتجد وتوفر المال والأكل للأطفال منذ نعومة أظافرهم، أملاً فى أن يعوضوها عن فراق زوجها، لكن يبدو أن القدر كان قاسياً للمرة الثانية مع الأم، حيث فوجئت بمعاناة أبنائها من نفس مرض الأب.
 
تماسكت الأم، وقررت مساندة أبنائها، ودعمهم، خاصة ابنها «على.م» الذى يعانى من نفس نوبات الصرع لكن بشكل مكثف، حيث أحاطت الأم «آمال.ف» ابنها رعاية خاصة، حتى وقع ما كانت تتخوف منه، عندما تورط ابنها فى جريمة قتل، ووجدته مهدداً بحبل المشنقة.
 
وفى يوم جمعة، تخوفت على ابنها من تعرضه للنوبة فى المسجد، فطالبته بأداء صلاة الجمعة فى المنزل، وبعد انتهاء الصلاة مر عليه صديقه «محمد» واستئأذن الأم فى اصطحابه للخارج للجلوس على مقهى، حتى يشم بعض الهواء، فوافقت الأم شريطة عدم التأخر عن المنزل كثيراً.
 
جلس الاثنان على المقهى بجوار محطة القطار، وعند ذهاب «محمد» لصاحب المقهى لتسديد الحساب، عاد فلم يجد صديقه «على» الذى كانت أعراض النوبة تتسلل إليه قبل أن يقرر الاثنين مغادرة المكان، وعرف من الموجودين بالمكان أنه توجه لمحطة القطار واستقل قطارا تحرك به، فأسرع لمنزل الأسرة وأبلغ الأم، التى حررت بلاغ بغيابه، وبعد يومين اكتشفت أنه محتجز فى قسم شرطة لتورطه فى قضية قتل.
 
الصدمة أصابت الأم، بعدما تأكدت من تورط الابن فى قتل شخص داخل قطار، حيث كان الشاب دخل فى نوبة صرع لم يتمالك نفسه وألقى مواطنا من القطار، ونجح الأهالى فى السيطرة عليه وتسليمه للشرطة، وتم تداول جلسات محاكمته.
 
4 محامين حاولوا إنقاذ رقبة الشاب من حبل المشنقة، لكن الأم رأت حرصت على الدفاع عنه فلم تتردد فى تنحية المحامين والوقوف بنفسها فى قاعة المحكمة تترافع عن ابنها وتفند أدلة البراءة، وتثبت بالأدلة القاطعة معاناة الابن من الصرع وارتكابه للجريمة بدون وعى، لتحصل على البراءة، وتعود البسمة على وجهها من جديد، فى مشهد أبهر الجميع، عندما تقمصت الأم دور المحامى لتدافع عن فلذة الأكباد.
 
وتقول الأم لـ«اليوم السابع»: أنا خريجة جامعية ولدى معرفة جيدة بالقانون، وتحدثت للمحكمة بقلب الأم، بكلام ليس مغلفا، وبأدلة قاطعة ومستندات تؤيد براءة الابن، حاولت التماسك كى أكون صلبة وقوية، للحفاظ على ابنى المريض والنجاة به، والحمد لله وفقنى المولى عز وجل فى مهمتى وأديتها بنجاح، وهذا توفيق وفضل من الله.
 
وقضت محكمة جنايات دمنهور ببراءة شاب من تهمة قتل شخص مجهول الهوية بإلقائه من قطار ركاب أثناء مروره بمدينة كفر الدوار، حيث شهدت جلسة المحاكمة مفاجآت مثيرة، حيث قامت والدة المتهم بالدفاع عنه والمطالبة ببراءته تحت زعم إصابته بمرض نفسى وراثى يفقد خلاله قواه العقلية، ودعمت كلامها بالتقارير الطبية  وطالبت والدة المتهم مناقشة خبراء الطب الشرعى والنفسى، ووفقا لذلك قررت المحكمة براءة المتهم من التهمة المنسوبة إليه وإيداعه إحدى مصحات الطب النفسى، وترجع أحداث الواقعة حينما تلقت الأجهزة الأمنية بالبحيرة إخطارًا يفيد قيام «ع.م.ع» 24 سنة، مقيم محافظة الشرقية، بإلقاء شخص مجهول الهوية من قطار ركاب بدائرة مدينة كفر الدوار، وتم ضبط المتهم وإحالة القضية إلى محكمة الجنايات فى القضية رقم 1109 لسنة 2018 جنايات دمنهور.
 
الأم-مع-ابنها
الأم مع ابنها
 
p.11
 
 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة