أكرم القصاص - علا الشافعي

المهرجان القومى للمسرح المصرى.. حصاد ومكاسب

الإثنين، 02 سبتمبر 2019 01:58 م
المهرجان القومى للمسرح المصرى.. حصاد ومكاسب من المهرجان
أعد الملف - جمال عبد الناصر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
 
 
«أعطنى مسرحا وخبزا أعطك شعبا عظيما» مقولة مهمة جدا، يقال إن قائلها الكاتب الكبير والشاعر وليام شكسبير، ويقال إن الفيلسوف اليونانى أفلاطون هو أول من تفوه بها، ونحن هنا لسنا بصدد البحث عن القائل الحقيقى لها، ولكن ما يهمنا هو معنى هذه الجملة على هامش انتهاء الدورة الثانية عشرة للمهرجان القومى للمسرح المصرى برئاسة النجم أحمد عبدالعزيز والتى يعتبرها الكثير من المسرحيين الأفضل فى كل دوراته، فهل فعلا أحدثت الدورة حراكا مسرحيا وحاولت أن تصنع شعبا عظيما؟ 
 
للحق منذ بداية تولى النجم أحمد عبد العزيز رئاسة المهرجان وهو يعمل على تأصيل ملامح المسرح المصرى المعبر عن شخصية مصر ونشر الرسالة التنويرية لبناء الإنسان المصرى، وكذلك تشجيع المبدعين من فنانى المسرح على التنافس الخلاق وتحفيز الفرق المسرحية على تطويرعروضها فكريا وأدائيا وتقنيا، من أجل المشاركة فى صناعة مستقبل أفضل للوطن ليؤكد من خلال تلك الفلسفة التى وضعها مقولة الفيلسوف والمسرحى الفرنسى فولتير، الذى قال: «فى المسرح وحده تجتمع الأمة ويتكون فكر الشباب وذوقه وإلى المسرح يفد الأجانب ليتعلموا لغتنا فلا مكان فيه لحكمة ضارة ولا تعبير عن أية أحاسيس جديرة بالتقدير إلا وكان مصحوبا بالتصفيق إنه مدرسة دائمة لتعلم الفضيلة» فأحمد عبد العزيز لديه وعى بأهمية المسرح فى نهضة الشعوب واحتياجاتها له مثله مثل الخبز، ولكن للأسف ما يزال كثيرون لا يستوعبون الدور المهم للمسرح فى حياة المجتمع وشبابه وفى تعزيز القيم والهوية ويغلبون مصالحهم الشخصية على المصلحة العامة.
 
لا يخلو مهرجان فنى فى العالم من سلبيات، ولا تمر دورة فى أى مهرجان إلا ولها مؤيدون ومعارضون، ولكن فى النهاية يشكل الاختلاف فى وجهات النظر ظاهرة صحية وإيجابية والدورة المنقضية من المهرجان القومى للمسرح المصرى كان بها الكثير من الإيجابيات والقليل من السلبيات التى نرصدها فى السطور التالية: 
 
تأتى أولى الإيجابيات فى المهرجان فى رفع قيمة الجوائز وزيادة ميزانية المهرجان، فقد زادت قيمة الجوائز ثلاثة أضعاف الدورة السابقة وتنازل أعضاء اللجنة العليا بالمهرجان عن أجورهم لرفع قيمة الجوائز، وهذه إيجابية تستوجب الإشادة بمن قاموا على الوصول إليها لأنهم انتصروا للمسرح رغبة فى إسعاد الفائزين بالجوائز.
 
ومن إيجابيات الدورة الـ12 أيضا وجود السجادة الحمراء فى حفلى الافتتاح والختام والتى تظهر للمرة الأولى فى فعاليات المهرجان، وأشاد بها كل حضور المهرجان، حيث إنها صنعت شكلا احترافيا للمهرجان وكانت مناسبة لتوافد الكثير من النجوم الذين حضروا المهرجان ففى الدورات السابقة كان يعانى المهرجان القومى للمسرح من مقاطعة نجوم الفن والمسرح له.
 
اختيار اللجنة العليا للمهرجان برئاسة النجم أحمد عبد العزيز لقائمة المكرمين كانت جميعها فى محلها ولا يوجد اسم فيها سواء من النجوم الأحياء أو الراحلين لا يستحق التكريم، بل إن تكريم الفنان الكبير توفيق عبد الحميد كان أهم إيجابية فى المهرجان، حيث إن هذا الفنان من النجوم المنسية فى التكريمات برغم عطائه وإبداعه فى المسرح، وبقية المكرمين جميعهم يستحقون بلا جدال مثل الفنان القدير لطفى لبيب والمخرج الكبير محسن حلمى والنجم الكبير يوسف شعبان والكاتب الكبير يسرى الجندى وحتى أسماء النجوم الراحلين جميعهم أفنوا أعمارهم فى المسرح وقدموا الكثير من الأعمال والتجارب المهمة مثل محمد نجم فى مسرح القطاع الخاص ومحمود الجندى وفاروق الفيشاوى ومحسنة توفيق والراحل فؤاد السيد أحد رجالات المسرح القومى.  تقسيم مسابقات المهرجان لخمس مسابقات حدثت حولها مناقشات كثيرة وجدل كبير، لكنها تعد ضمن الإيجابيات لعدة أسباب، أولها العدالة فى التسابق فلا يعقل أن تتنافس جهات إنتاجية ضخمة ولها ميزانيات كبيرة مع عروض لمسرح الشباب ومسرح الجامعة والفرق المستقلة ومسرح الطفل، فالتقسيم جزء من توفير العدالة حتى يأخذ كل مبدع حقه فى التنافس ويكون التنافس متوفرا فيه مبدأ التكافؤ.
 
تخصيص مسابقة خاصة لمسرح الطفل وذوى الهمم نقطة إيجابية جدا ونواة لتخصيص مهرجان خاص بمسرح الأطفال على غرار مهرجانات السينما الخاصة بمسرح الطفل، فالاهتمام بمسرح الطفل يصنع جيلا مسرحيا فيما بعد لديه وعى وفكر ودائما تبدأ نهضة المسرح من خلال مسرح الأطفال، فكل الفنانين الذين يلمع نجمهم فى المسرح حينما تسألهم عن بداياتهم يرجعونك لمسرح الطفل الذى شاركوا فيه أو شاهدوه وهم صغار كما أن الجمهور وإقباله على العروض المسرحية وإعادة عرض بعض الأعمال فى اليوم الواحد لأكثر من مرة يعد نجاحا للمهرجان فى اختيارات عروضه. 
 
كذلك تخصيص مسابقتين للتأليف المسرحى باسم الكاتب الكبير لينين الرملى وأخرى للنقد المسرحى باسم الدكتور والناقد الكبير فوزى فهمى أحد أهم الإيجابيات فى الدورة الـ 2، وهذه الخطوة تشجع الكاتب المصرى على التأليف والكتابة للمسرح، كما تشجع الناقد على التمييز فى الكتابات والدراسات النقدية، وفى نفس الوقت هى تكريم لعظيمين من عظماء المسرح المصرى هما الكاتب الكبير لينين الرملى، والناقد الكبير الدكتور فوزى فهمى.  من ضمن إيجابيات المهرجان فى دورته المنقضية أيضا الإصدارات فقد أصدر المهرجان 20 كتابا منها 16 كتابا عن المكرمين سواء الأحياء أو الراحلين و4 كتب أخرى أرخت لتاريخ المسرح المصرى، وناقشت همومه وأزماته وجميع هذه الكتب ألفها كبار كتاب المسرح ونقاده. أما لو تحدثنا عن السلبيات فسنجد أنها تنحصر فى التغييرات فى الجدول الخاص بالعروض ووجود أكثر من جدول مما أدى إلى تشتيت الجمهور فى تحديد أماكن ومواعيد العروض المسرحية، إلى جانب إلغاء عدد من العروض المسرحية لأسباب مختلفة، ربما تكون خارجة عن إدارة المهرجان ومنها مثلا مرض بطلة عرض للأطفال فاضطرت إدارة المهرجان إلى استبعاد العرض وعرض آخر «البؤساء» تم إلغاؤه بسبب عطل فنى فى المسرح وأعيد عرضه فى يوم آخر تم تحديده.

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة