الإنسان خلق من طين، وكان عدوه الأول "إبليس" بحسب المعتقدات الدينية، مخلوق من نار، وحساب الإنسان الضال فى الدنيا هو الجحيم أو نار جهنم، ويبدو أن النار ظلت وستظل العدو الاكبر للإنسان.
فعلى مدار التاريخ الإنسانى شهد العالم العديد من الكوارث الضخمة كانت بفعل النار، بعضها كان نتاج الطبيعة والآخر كان بسبب فعل الإنسان.
فى التقرير التالى نوضح 10 كوارث ضخمة تعرضت لها البشرية كانت بسبب إندلاع الحرائق، وهى:
حريق مكتبة الإسكندرية
تذكر المراجع التاريخية أن مكتبة الإسكندرية القديمة دمرت بفعل حريق قد لحق بالمكتبة، حيث عرضت المكتبة للعديد من الحرائق وانتهت حياتها فى عام 48 ق.م، فى وقت كانت فيه أعظم مكتبة فى العالم فى 391 م عندما أمر الإمبراطور الرومانى ثيودوسيوس الأول بتدميرها، ويطرح بعض المؤرخين نظرية أخرى أنه رغم حريق ثيودوسيوس الأول فان المكتبة قد صمدت حتى العام 640م، حيث يقول بعض المؤرخين أنها دمرت تماما إبان فترة حكم عمرو بن العاص لمصر بأمر من الخليفة عمر بن الخطاب.
وكان تحتوى المكتبة على اكثر من نصف مليون من اللفائف والمخطوطات، فى مختلف العلوم والرياضيات والفلسفة لكنها فقدت جميع.
حريق روما العظيم
حريق روما الكبير كان حريقا كبيرا دمر نحو ثلثي مدينة روما وذلك في سنة 64 ميلادية. وفقا لتاسيتس فقد انتشر الحريق سريعا واستمرت النيران مندلعة لمدة خمسة أيام ونصف. فيما لم تتضرر أربعة فقط من أحياء روما الأربعة عشر، حيث دمرت ثلاثة أحياء تماما فيما تضررت سبعة أحياء ضررا بالغا.
وهو أشهر الجرائم البشرية والمتهم فيها الإمبرطور الرومانى السابق نيرون، كان حريق روما الشهير سنة 64 م، حيث راوده خياله فى أن يعيد بناء روما، وبحسب كتاب "الطاغية نيرون سنوات الهرطقة والمحرقة" للكاتب محمد عصمت أن نيرون كان جالساً فى برج مرتفع يتسلى بمنظر الحريق الذى خلب لبه وبيده آلة الطرب يغنى أشعار هوميروس التى يصف فيها حريق طروادة.
بركان فيزوف
فى 4 أغسطس عام 79 ميلادي، ثار بركان فيزوف الإيطالى فى أحد أكثر الانفجارات البركانية عنفا فى التاريخ، مطلقا النيران والغازات البركانية على بعد 21 ميلا فى الهواء، بكميات تصل إلى عشرات الآلاف من الأمتار المكعبة فى الثانية.
وقيل إن الطاقة الحرارية المنبعثة تبلغ مائة ألف مرة الطاقة النووية، التى أُطلقت فى هيروشيما وناغازاكي، ودُفنت المدن الرومانية فى بومبى وهيركولانيوم بالمخلفات البركانية، ما أسفر عن مقتل زهاء 13 ألف شخص، وحتى يومنا هذا، يجد العلماء بقايا ثقافية وعمرانية وإنسانية على ضفاف فيزوف.
حريق لندن الكبير
أشهر حريق فى التاريخ "حريق لندن" وقع عام 1666م، لم يكن يتوقع سكان مدينة لندن أن حريقا فى مبنى خباز فى إحدى شوارع المدينة سوف يلتهم نحو 80% من مبانى المدينة التاريخية، لتتحول فى ساعات إلى رماد وذكرى، تحتاج مجهودا مضنيا لإعادة بناء المدينة من جديد.
وبحسب كتاب "فرسان الهيكل والمحفل الماسونى: بريطانيا منبت الباطنية الصهيونية العالمية" للكاتب مايكل بيجنت، فإن حريق لندن العظيم سحق 80% من المدينة القديمة، غير الكنائس السبع والثمانين، واستوجب الأمر بناء كاملا للعاصمة، واستوجب جهدا عظيما ومركزا من نقابات الحجارين المهرة، كما وضح كتاب "إدارة الخطر والتأمين" للكاتبين عيد أحمد أبو بكر ووليد إسماعيل، فإن الحريق الذى قضى على أكثر من 20 ألف منزل بالمدينة، تم بناء نصب تذكارى يخلد ذكرى يسمى "the monument" يقع فى محطة البنوك على مقربة من مبنى هيئة اللويدز للتأمين، حيث نشب الحريق على بعض 100 متر من مكان النصب التذكارى.
حريق ميرييكى
صنف هذا الحريق والذي عرف بحريق ميريكي العظيم ضمن قائمة أسوأ الكوارث في تاريخ اليابان، حيث يقارن حجم الخراب الذي أحدثه إضافة إلى عدد ضحاياه، بما أسفرت عنه عملية استهداف كل من هيروشيما وناغازاكي، بالقنابل الذرية خلال شهر أغسطس سنة 1945.
ويرجع سبب اندلاع هذا الحريق الهائل، بناء لإحدى الأساطير اليابانية، إلى قطعة ثياب تقليدية ملعونة، لينتشر سريعا نحو بقية الأحياء بسبب الرياح العاتية، التي ساهمت في تأجيج النيران.
بركان كراكاتوا
وهو بركان بدأ بعد ظهر يوم 26 أغسطس 1883، وبلغ الذروة مع العديد من الانفجارات المدمرة للكالديرا المتبقية، وفى 27 أغسطس إنهار ثلثى كراكاتوا فى سلسلة من الانفجارات الضخمة مع تدمير معظم الجزيرة والأرخبيل المحيط بها، ويعد هذا أعنف انفجار ومن أكثر الثورات تدميرًا فى التاريخ المسجل، تسبب انفجار البركان إلى جانب التسونامى التى خلقها فى مقتل 36417 على الأقل، بالإضافة إلى التأثيرات الواضحة للانفجار على العالم كله.
وبحسب كتاب "سلسلة ألفا العلمية: الزلازل والبراكين" تأليف نيكولا باربر، وقع أسوأ جزء من الانفجار البركانى فى 27 أغسطس حيث وصل الرماد إلى علو 80 كليومترا، والناس المقيمون فى الجزر المجاورة لم يروا أى ضوء للشمس لمدة يومين ونصف، وأصبح البركان ينفجر بصورة مستمرة حتى وقع انفجار ضخم كان أقوى انفجار سمعه الناس على وجه الأرض، ولدى ارتطام الصخر الأحمر الحار بالبحر تولدت أمواج ضخمة اطلق عليها اسم "تسوناميز" غمرت الجزر المجاورة وأغرقت ما يزيد عن 36 ألف شخص.
حريق القاهرة
حريق القاهرة هو حريق كبير اندلع فى 26 يناير 1952 فى عدة منشآت فى مدينة القاهرة عاصمة مصر، التهمت النار نحو 300 محل بينها أكبر وأشهر المحلات التجارية فى مصر مثل شيكوريل وعمر أفندى وصالون فيردي، و30 مكتبًا لشركات كبرى، و 117 مكتب أعمال وشققا سكنية، و 13 فندقًا كبيرًا منها: شبرد ومتروبوليتان وفيكتوريا، و40 دار سينما بينها ريفولى وراديو ومترو وديانا وميامي، و 8 محلات ومعارض كبرى للسيارات، و 10 متاجر للسلاح، و73 مقهى ومطعمًا وصالة منها جروبى والأمريكين، و 92 حانة، و 16 ناديًا. وقد أسفرت حوادث ذلك اليوم عن مقتل 26 شخصًا، وبلغ عدد المصابين بالحروق والكسور 552 شخصًا، وقد ذكر محمد نجيب فى مذكراته أن القتلى كانوا 46 مصريًا و 9 أجانب.
حريق وانهيار جسر ويهلتال
فى عام 2004 ارتطمت شاحنة تحمل 3200 لتر من الوقود بجسر (ويهلتال) فى ألمانيا وعندما ارتطمت بالأرض تسبب الوقود بانفجار هائل ، أدى إلى تدمير جزء كبير من الجسر، و قُدرت تكلفة الإصلاحات و تبديل الجسر المتحطم بـ 358 مليون دولار.
حريق متحف البرازيل
من الكوارث التى تسببت بسبب حرائق كان اندلعَ حريق كَبير فى قصر سانت كريستوفر والذى يضم متحف البرازيل الوطنى فى ريو دى جانيرو. كانت ردود الأفعال على الخسارة التراثية سريعة جدًا، حيثُ يتضمن المُتحف أكثر من 20 مليون قطعة جُمعت على مدار أكثر من مئتى عام، وقد وصفَ رئيس البرازيل ميشال تامر فقدان التراث التاريخى والثقافى بأنهُ "لا يُمكن حسابه". لم يُحدد بعد سبب اندلاع الحريق، ولكنه قد يكون مُتصلًا بالنقص المُستمر فى التمويل المتاح للمتحف فى العقد السابق. لم يتم الإبلاغ عن أى إصابات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة