على مر التاريخ كانت الحضارات القديمة تستخدم جميع أنواع الطرق المبتكره لإنشاء أصباغ لتلوين الملابس والأشياء وحتى المبانى، وكانت بالفعل بعض الأصباغ رائعة ومدهشة، لكن البعض الآخر كان قاتلاً.
فى الزمن القديم كان الحصول على معظم الأصباغ من مصادر طبيعية، ومع ظهور الثورات العلمية والصناعية ازدادت مجموعة الأصباغ الاصطناعية بشكل كبير، جاء ذلك بحسب ما ذكر موقع ancient-origins
الرصاص الأبيض
يعد الرصاص الأبيض، واحدا من الأصباغ الأكثر شيوعا، والتى شكلت تهديدا لصحة الإنسان، حيث كان يستخدم منذ 2500 سنة.
وذكر الفيلسوف ثيوفراستوس إريسوس فى كتابه "الأحجار"، أنه يمكن الحصول على الرصاص الأبيض عن طريق مزج الرصاص المعدنى بالخل.
ينما كانت صبغة الرصاص الأبيض مفضلة لدى الرسامين الأوروبيين، إلا أنه كان استخدامه مأساويا أكثر، فقد استخدمه المصريون القدماء والإغريق والرومان فى تحضير المراهم ومستحضرات التجميل، مما أنتج عواقب وخيمة.
والعنصر الكيميائى للصبغة، 2PbCO3.Pb (OH) 2، وهو عنصر ضار للغاية للإنسان والحيوان ويمكن إدخاله فى الجسم عن طريق واحدة من ثلاث طرق - الاستنشاق، أو الجلد، أو الابتلاع.
وتختلف أعراض التسمم بالرصاص على حسب الفئة العمرية، على سبيل المثال الشخص البالغ المعرض للرصاص يعانى من الصداع وآلام البطن وآلام المفاصل والعضلات وارتفاع ضغط الدم، وقد يعانى الأطفال من تأخر النمو وصعوبة التعلم وفقدان الوزن.
الرصاص الأحمر
الرصاص الأبيض ليس الصبغة الوحيدة التى تحتوى الرصاص، لذا فهناك صبغة أخرى مع هذا العنصر الكيميائى هى الرصاص الأحمر الذى يحتوى على الصيغة الكيميائية Pb3O4.
اكتشف الرصاص الأحمر بالصدفة عندما تم إلقاء الرصاص الأبيض فى النار، ويلاحظ أن المنتج الصناعى كان أفضل بكثير من المنتج الطبيعى، كما تم إنتاج الرصاص الأحمر فى الصين منذ عهد أسرة هان ولا يوجد دليل على أن الشكل الطبيعى لهذه الصبغة قد استخدم هناك على الإطلاق.
وأقدم مثال على استخدام الرصاص الأحمر مباشرة يأتى من مصر، وفقد تم العثور على هذه الصباغ من خلال بورتوريهات الفيوم والتى تعود إلى القرنين الثانى والرابع الميلادى، واستخدم الرصاص الأحمر على نطاق واسع فى مخطوطات العصور الوسطى.
نابولى الأصفر
هناك صبغة خطرة أخرى قاتلة، تحتوى الصبغة الكيمائية: Pb3 (SbO4) 2 وهى ملح من معادن شديدة السمية ورصاص وبالتالى فهى سامة للغاية، كانت بداية الاستخدام فى مصر القديمة وبلاد ما بين النهرين.
وأعيد استخدام نابولى الأصفر عدة مرات على عكس الصبغات الأخرى، ووصلت إلى ذروته فى الفن الأوروبى بين عامى 1750 و1850، وخلال هذا الوقت استخدمه فنانون المناظر الطبيعية.
الزئبق السام
الرصاص ليس العنصر الكيميائى الوحيد الذى يشكل خطرا على البشر، الزئبق هو عنصر آخر يعرف بفتكه للبشر، فهو معدن يستخدم فى العصور القديمة لإنتاج صبغة حمراء / قرمزية ساطعة تعرف باسم القرمزى.
وقد يدخل الجسم بطرق مشابهة مع الرصاص مثل الاستنشاق وامتصاص الجلد والابتلاع.
وتشمل أعراض التسمم بالزئبق لدى البالغين ضعف العضلات، وصعوبات فى النطق والسمع، قد يعانى الأطفال والرضع الذين يتعرضون لمستويات عالية من الزئبق من حالات التخلف فى النطق والإدراك الوعى البصرى.
الزرنيخ الأخضر القاتل
على عكس الأصباغ الأخرى المذكورة حتى الآن، فإن الزرنيخ الأخضر لم يكن موجودا فى العالم القديم ولم يتم اختراعه إلا خلال القرن الثامن عشر، وكان هذا اللون مشتقًا من أصباغ كربونات النحاس، واستخدم مبيدا حشريا حتى أوائل الثمانينيات.
تأثير الصبغات على الجلد
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة