"الدم بقى ميه" مقولة شعبية، يرددها البعض تعبيرا عن مدى العداء والجرم المرتكب من جانب الأشخاص فى حق أقاربهم، وأفراد عائلاتهم، وطبقت على أرض الواقع، فى منطقة الوراق بالجيزة، حيث قتل عامل، ابن عمه، بالاعتداء عليه بسكينه، وتركه غارقا فى دمائه، أمام أهالى المنطقة التى يقيم به، وفر هاربا، ليتم القبض عليه بعد فراره بعدة ساعات.
"أحمد" الشهير بـ"ميدو" شاب فى مقتبل عمره، تخيل سيناريوهات حياته القادمة، الوظيفة التى سيحصل عليها، والفتاة التى سيقع فى غرامها، وعش الزوجية الذى سيجمعهما سويا، لم يكن يعلم أن تلك الأحلام ستتبدد وتنهار، وتسقط، على يد أحد أفراد عائلته، الذى يقيم معه فى ذات العقار.
يقيم "ميدو" بمنزل العائلة بصحبة أسرته، وفى شقة أخرى فى ذات العقار، يقيم عمه وزوجته، وأبنائهما الثلاثة، تربطهما علاقة أسرية طبيعية، إلا أنها تتخللها بعض الخلافات فى بعض الأوقات، أحد ابناء عمه يدعى "أحمد" شهرته "سمارة"، يبلغ من العمر 23 عاما، اعتاد فى الاونة الأخيرة، الجلوس أمام العقار بصحبة أصدقائه، يدخنون السجائر، ويتعاطى البعض منهم المواد المخدرة، كما ذكر أحد الجيران لـ"اليوم السابع"، متحدثا عن تفاصيل الجريمة، والدافع وراء ارتكابها.
حاول "ميدو" إقناع ابن عمه "سمارة"، بعدم تدخين أصدقائه للمواد المخدرة، أسفل العقار الخاص بهم، خشية تعرض والدته والفتيات الأخريات من أفراد عائلته للمضايقة، إلا أن "سمارة" أخذ الأمر على محمل العناد، لتنشب بينهما مشادة كلامية، كادت أن تتطور إلى مشاجرة، إلا أن أفراد العائلة تدخلوا للفض بينهما، وافترق أبناء العم، كل فى طريقه.
اعتقد "ميدو" أن الأمر انتهى، وخلافه مع ابن عمه "سمارة" كأنه لم يكن، إلا أن "سمارة" كان له رأى آخر، حيث اتخذ قرارا بالانتقام من ابن عمه، فى اليوم التالى للخلاف، ترصد لابن عمه، وانتظره حتى انتهى من قص شعره، بمحل مجاور لمسكنهما، وفور خروج "ميدو" من المحل، وسيره عدة أمتار، هاجمه "سمارة" ممسكنا بسكين، أحضرها من منزله، سدد له الضربة الأولى، فاخترقت جسد "ميدو" أسفل قلبه، فسقط إثرها أرضا، وقبل محاولة الجيران وسكان الشارع، منع الجريمة، سدد له الطعنة الثانية بظهره، وردد جملة "اللى ييجى على سكينتى هيموت"، وفر هاربا عقب ذلك، كما روى شهود العيان لـ"اليوم السابع".
حاول أفراد أسرة "ميدو" وجيرانه وأصدقائه، إنقاذه من الموت، نقلوه إلى المستشفى، إلا أن الأطباء أكدوا لهم مفارقته الحياة، ليتم إبلاغ قسم شرطة الوراق بالجريمة، ويبدأ الرائد هانى مندور رئيس مباحث الوراق، فى إجراء التحريات، وجمع المعلومات حول الجريمة، وقبل مرور 24 ساعة على الحادث، كان المتهم فى قبضة رجال المباحث، معترفا أمام العميد عمرو طلعت رئيس مباحث قطاع شمال الجيزة، والعقيد أحمد الوليلى مفتش المباحث الجنائية، بارتكاب جريمته، ليتم إحالته إلى النيابة للتحقيق.
الضحية
القتيل
المتهم
المجنى عليه
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة