احتفالا بأول يوم مدرسة.. من جامعة أون إلى التابلت هكذا تطور التعليم فى مصر

الأحد، 15 سبتمبر 2019 12:00 ص
احتفالا بأول يوم مدرسة.. من جامعة أون إلى التابلت هكذا تطور التعليم فى مصر التعليم فى الأزهر
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
منذ فجر التاريخ والتعليم هو السبيل الأول لتطور وتقدم الشعوب، ولم تكن لأى من الحضارات القديمة النجاح والخلود إلا بأسس علمية، ومع التطور العالمى،  أصبح التعليم ضرورة ملحة للجميع، وجميع التجارب الدولية المعاصرة بخلاف تجارب حضارات العالم القديم، أثبتت أن البداية الحقيقية للتقدم والتطور تكمن في نظام التعليم المتبع واستخدامه للأساليب الحديثة والأساليب العلمية المتجددة.
 
وشهدت مصر على مدار تاريخها الطويل، العديد من التجارب والأنظمة التعليمة، وكان الفراعنة من أوائل شعوب الأرض التى أرست أنظمة تعليمية ومدارس كانت سببا فى النهضة المعمارية والعلمية الكبيرة لدى المصريين القدماء
 
وبحسب الدكتور ممدوح الدماطى، أستاذ الآثار، ووزير الآثار الأسبق، فإن الـ"بر عنخ" وترجمته "بيت الحياة" وهو اسم أول مدرسة ومكتبة فى تاريخ الإنسانية، وكانت مدرسة لتعلم الكتابة واللغة وجامعة لتعلم العلوم الدينية وعلوم الطب والرياضيات والفلك والجغرافيا وأكاديمية للفنون، أما التعليم الأساسى للكتابة فقد عرف له مبنى آخر مستقل عرفه المصرى القديم باسم «عت سبا» بمعنى مكان العلم أى المدرسة، وقد يبنى مستقلا أو يلحق بمعبدكما كان فى معبد الرامسيوم فى عصر الدولة الحديثة، وكلمة "سبا" بالمصرية القديمة تعنى أيضاً النجم، واشتق منه أيضاً لفظة المعلم "سباو" أى المرشد والهادى، وهى صفة عرفها المصرى القديم للنجوم.
 
88597-تعليم
 
 
وكانت المدارس فى مصر قديما مرتبطة بالمعابد، ويقوم بالتدريس فيها الكتبة والكهنة، وكان هدفها بعيدا عن الدين هو إعداد مسئولين لإدارة مؤسسات الدولة المالية والسياسية، أما التعليم المتخصص فقد تم تطبيقه على أبناء الملوك والقادة، حيث قام المعلمون المرتبطون بالقصور الملكية بتدريب الحكام المستقبليين فى فنون الحكومة.
 
وتم العثور على العديد من النظريات التعليمية القديمة خلال التنقيب عن الآثار المصرية، وهى عادة ما تكون رسومات وكتابات هيروغليفية على الحجر الجيرى وورق البردى.
 
وأوضح إلى الدكتور ممدوح الدماطى، حيث أكد أن كما عرفت أيضاً المدارس الملحقة بالإدارات الخاصة بالدولة لتعلم شؤون هذه الإدارات، وهى أشبه اليوم بالمدارس المهنية، وكذلك كان هناك مدارس ملحقة بالجيش لتعلم العلوم العسكرية بما فيها من تدريبات على فنون القتال واستعمال السلاح.
 
ويصف الحكيم خيتى الذى عاش فى عصر الدولة الوسطى حوالى 2000 ق.م. وهو يصاحب ابنه بيبى للذهاب إلى المدرسة، فضل التعليم ومكانة المتعلم وهو ينصح ابنه معددا مزايا مهنة الكاتب، وتعكس هذه الوصية رؤية خيتى لوظيفة الكاتب، وهى بصفة عامة تعكس الموقف الحقيقى لطبقة الكتبة نحو العمال اليدويين.
 
32475-مكتبة-الاسكندريه
 
 
وتشير عدد من الدراسات إلى أن البطالمة لم يهتموا برعاية مدارس المعابد وفقدت مدرسة هليوبوليس الكثير مكانتها القديمة، لكن على الرغم من ذلك فإن المعابد المصرية احتفظت بمدارسها لمختلف مراحل التعليم، وفى العصور الإغريقية عرفت مصر طريقها إلى التعليم الحكومي، وأعطى البطالمة اهتمامًا خاصًا للعلوم والأداب، فأنشأوا دار العلم فى الحى الملكى، وألحقوا بها مكتبة الإسكندرية، وأطلق على الأدب اليونانى فى تلك الفترة الزمنية اسم الأدب السكندرى.
 
ومع انتشار المسيحية انتشارا واسعا وسريعا وازداد عدد المنضمين إليها، وبدأ التفكير في تأسيس مدرسة الإسكندرية للتعليم المسيحي، حيث كانت من أهم المدارس المسيحية التي تخرج فيها العديد من رجال الدين المسيحي كالأساقفة والبطاركة ولقد أعطت هذه المدرسة لبطاركة الإسكندرية مركز الزعامة الدينية والعلمية في العالم المسيحي كله.
 
83165-الأزهر
 
وبالعودة إلى الدكتور ممدوح الدماطى، الذى أكد أنه بعدما دخل العرب مصر، ظلت الطرق القديمة سائدة حتى  تأسست جامعة الأزهر الشهيرة عام 970 ميلادية، وصارت الدراسات الدينية والقرآنية واللغة العربية هى أساس التعليم، ومن هنا ظهرت الكتاتيب التعليمية، وإن احتفظت بالقليل من دراسة العلوم خاصة "الجبر والفلك".
 
 
بالطبع كانت الدراسة فى الأزهر تستغرق مدة من 12 إلى  14 عامًا، ومع تولى محمد على باشا بدأ عصر جديد للتعليم فى مصر، حيث أدرك الباشا أنه إذا كانت بلاده ستأخذ مكانها بين الدول الحديثة فى العالم،  فسيكون من الضرورى أن يكتسب الشباب المصرى النظرة الحديثة التى لا يمكن أن يقدمها إلا التعليم الحديث، ولذلك أرسل عددا من الشبان للدراسة فى أوروبا،  وفى مصر نفسها،  قدم كل تشجيع لفتح المدارس فى البلدات والقرى.
 
60820-العصر-الحديث
 
 
ومع عهد عباس الأول على ضاع الاهتمام بالتعليم فألغيت المدارس بعد تعطيل الكثير منها في آخر حكم محمد علي باشا ولم يبق منها إلا القليل، وفي عهد سعيد استمرت سياسة إغلاق المدارس وتضييق الخناق على التعليم، حتى جاء عصر إسماعيل ليعيد لمصر نهضتها التعليمية، فاهتم بالكتاتيب وأدخلها في نطاق النظام التعليمي وأنشأ مجلس المعارف للمشورة في أمور التعليم، وكان بداية اللبنة الأولى لإقامة أول جامعة أهلية فى مصر الجامعة المصرية (القاهرة حاليا)، و عملت ثورة يوليو 1952 على الاهتمام بتعميم التعليم ونشره وإقرار مجانيته وذلك بإصدار القانون رقم 210 لسنة 1953.
 
31053027
 
ومؤخرا وفى ظل الخطوات التى تقوم بها الدولة المصرية للنهوض بالتعليم، أدخلت وزارة التعليم مؤخرا المنظومة الجديدة التى تعتمد بالأساس على أجهزة «التابلت» المعبّأة بالمناهج الدراسية، بمختلف الوسائل المقروءة والمسموعة والمرئية، وأوضح أن الوزارة اتفقت مع عدد من الشركات على تطوير المناهج التعليمية، بالإضافة إلى تخزين "الفيديوهات" والكتب الخارجية مثل "الأضواء" على ذاكرات الأجهزة.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة