كتاب العمة فى زمن تلبيس العمم، هو أحدث كتب الكاتب الصحفى صفوت يوسف، رئيس تحرير جريدة نداء الوطن الدولى بأمريكا.. الكتاب يحمل تشريحًا لواقع المصريين سواء من هم يعيشون على أرض مصر أو المصريين بالخارج.. ويحلل الأوضاع المجتمعية من خلال رصد دقيق لسلوكيات المصريين، ويكشف عن طبيعة حب المصريين للسلطة أو التقرب من المسئولين، وكذلك ما ينتج عن ذلك من ارتكاب جرائم وخطايا فى حق المجتمع.. وقد طرح الكاتب عدة ملفات فى الكتاب وكان الملف الأول هو قضايا المصريين فى الخارج، وشمل هذا الملف مجموعة من الحقائق المخيفة منها مخاطر تهدد الهوية المصرية والثقافة والانتماء الوطنى وانفصال الجيلين الثانى والثالث عن البلد الأم.
كتاب العمة
وكشف عن حال العرب فى أرقام من خلال عرضه تقرير مؤتمر الحكومات على مستوى العالم الذى عقد فى دبى العام الماضى حيث إن هناك 57 مليون عربى لا يعرفون القراءة ولا الكتابة، و13.5 طفل عربى لم يلتحقوا بالمدارس، وأن كلفة الفساد فى المنطقة وصلت إلى تريليون دولار، و95 مليونًا يعيشون تحت خط الفقر.
و20 ألف كتاب ينتجها العالم العربى سنويًا أى أقل من دولة رومانيا.. وكشف الكاتب فى كتاب العمة عن الصراعات التى تحدث بين المصريين فى الخارج بسبب هوس التقرب من السلطة، وأن هناك من يسعى لمد جسور مع أصحاب القرار عن طريق تأسيس كيانات وهمية تتخذ من أصحاب القرار الشرعية، ما يجعلهم يستغلون اسم مصر وينتفعون فى تحقيق مكاسب مادية من وراء تلك الكيانات الظلامية.. وطرح أيضًا سلسلة من الأفكار لاستثمار المصريين فى الخارج من خلال نشر رسالة لأحد المصريين المهتمين ببناء المجتمع، والذى قدم مشروعا متكاملا لوزارة الهجرة لم تأخذ به.
وتناول الكاتب ملف الكيانات المصرية بالخارج وسلط الضوء حول الكيانات الوهمية التى تتاجر بالمرض وذوى الاحتياجات الخاصة والفقراء.. وقال إن بعض المسئولين ليس لديهم معلومات موثقة عن حقيقة الكيانات المصرية ولا معلومات عن نشاط تلك الكيانات أو القائمين عليها، وهو ما يفتح الباب لاستغلال اسم مصر فى أعمال مشبوهة والترويج أنهم مسنودون من الدولة.
واصل الكاتب كشفه لتلك الكيانات وقدم تحليلاً موثقًا بالأرقام وطالب الجهات المعنية بالقضاء على الفساد الوظيفى وإعلاء مصلحة الوطن.
وتناول أيضًا فلسفة العمل الدبلوماسى واستخدام القوة الناعمة متمثلة فى الفن والثقافة لتحقيق طفرات بين الجاليات الأخرى وضرب عدة أمثلة بالجالية الهندية التى نجحت في جذب ما يقرب من 300 ألف سائح أمريكى للهند.
وفى قسم آخر من الكتاب تناول مشكلات من الواقع المصرى منها قضايا الإعلام والحريات وكذلك قضايا المجتمع المدنى والجمعيات الخيرية التى تقع تحت طائلة القانون بممارسات خاطئة واستغلال مشاعر المصريين فى التربح.. وقام بسرد العشرات من الجرائم التى ارتكبت باسم الجمعيات الوهمية وأساليب النصب.
ثم تناول ملف قضايا الأمن القومى متمثلة فى البناء العشوائى والبناء المخالف وما يترتب عليه من إهدار مال الدولة وتهالك البنية الأساسية وتهديد أرواح الآلاف من المواطنين.. واستعرض أيضًا كارثة التوك توك وعمل الأطفال والتسرب من التعليم وتعاطى المخدرات مع تنامى معدلات الجريمة من سرقة وخطف واغتصاب.
ثم كان القسم الأخير من الكتاب وهو كتابة التاريخ وطرح الكاتب عدة أسئلة من له حق كتابة التاريخ وكيف يكتب التاريخ ومتى؟.
واستعرض عدة نماذج من التاريخ الحديث تم كتابة التاريخ تحت تأثير الحاشيات أو القرارات السياسية ما أدى إلى طمس الحقائق وبتر التاريخ والأحداث.
كتاب العمة يستحق القراءة لما يناقشه من ملفات مسكوت عنها وقضايا شائكة.. جدير بالذكر أن الكاتب رغم كونه صحفيًا وله باع طويل فى العمل الإعلامى إلا أن روح البحث والتحليل هى التى أضفت عمقًا فى عرضه القضايا المطروحة.. الكتاب يحمل جرأة كبيرة وجلدًا للذات وتشريحًا واقعيًا لواقع شديد الصعوبة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة