أكرم القصاص - علا الشافعي

أكرم القصاص

داعش والقاعدة والإرهاب والقوة الناعمة الأمريكية ما بعد 11 سبتمبر

الجمعة، 13 سبتمبر 2019 08:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
«من يكسب حرب الدعاية يفوز فى النهاية»، كانت هذه دروس الحرب الباردة، حتى لو كانت هذه الحرب تستند الدعاية على الحقائق، وكثيرا ما تكون المبالغة والتزييف جزءا من هذه حرب الدعاية.
 
ولهذا عندما وقعت هجمات 11 سبتمبر 2001 التى راح ضحيتها مئات الأبرياء من موظفى برجى التجارة، وكانت أكبر هجمات تتعرض لها الولايات المتحدة بعد بيرل هاربر فى الحرب العالمية الثانية، ونفذها تنظيم القاعدة، الحليف السابق للولايات المتحدة بقيادة أسامة بن لادن، ويومها طرحت فى الولايات المتحدة تساؤلا «لماذا يكرهونا»، وقاد الرئيس الأمريكى جورج دبليو بوش واحدة من أكبر الحملات الدعائية لتسويق الحرب على الإرهاب فى أفغانستان والتمهيد لغزو العراق. 
 
ومن المفارقات أن حملة الولايات المتحدة وحلفاءها ضد أفغانستان لم تسفر عن قتل أسامة بن لادن الذى استمر حتى ما بعد مجىء الرئيس باراك أوباما، لكن غزو العراق ساهم فى منح المزيد من القوة للإرهاب، وظهر تنظيم داعش الأكثر دموية، وباعتراف كل قادة الحرب فإن الحرب على الإرهاب أنتجت المزيد من الإرهاب. 
 
اللافت للنظر أنه بالرغم من اعتراف قادة الغزو، وكل أطرافه بخطأ الحرب، فقد حافظت السينما الأمريكية على غسل الأخطاء السياسية والعسكرية للأمريكان، وتجميل الصورة، وإظهار الجندى الأمريكى أو رجل الاستخبارات بأنه شجاع وبطل أسطورى، وذلك لأن الولايات المتحدة كانت وما تزال تمتلك أكبر قوة ناعمة يمكنها أحيانا قلب الحقيقة وتحويل الخطأ إلى صواب وشجاعة.
 
بالرغم من سقوط كل الأدلة والوعود الأمريكية لغزو العراق ظلت الصورة التى تقدمها السينما للجيش الأمريكى وجنوده أنهم قوة حماية وإنسانية وليست للغزو، ومن بين أكثر من 30 فيلما عن الغزو الأمريكى للعراق، فقد ركزت أغلبيتها على بطولات الجنود الأمريكيين، وبعضها صور العراقيين على أنهم معتدون وإرهابيون محتملون، أو متعاونون مع قوات الاحتلال.
 
 ولم تتعرض أى من الأفلام الكثيرة، لأعراض الحرب التى أصابت عددا كبير من الجنود الأمريكيين وهو مرض نفسى أصيب به مئات الجنود، ولم يتعرض أى منها لأحداث تعذيب السجناء فى أبو غريب، وحتى الأفلام التى تنتقد الخداع مثل المنطقة الخضراء  «Green Zone، بطولة «مات ديمون» يقدم رجل المخابرات الأمريكية على أنه هو من يبحث عن الحقيقة، ويكشف عن تعمد بعض القيادات فى الإدارة الأمريكية تلفيق الأدلة حول أسلحة الدمار بمعاونة عراقيين، ولكنه لا يقترب من الجيش الأمريكى.
 
وبعد 18 عاما على أحداث 11 سبتمبر، لم يظهر أى فيلم ليعالج هذه الوقائع، وما تزال الكثير من أوراق هذه الأحداث غامضة، خاصة فيما يتعلق بعلاقة المخابرات الأمريكية مع تنظيم القاعدة، منذ دعم إنشائه ضمن الحرب الباردة ومواجهة الغزو السوفيتى، وكيف انقلب بن لادن عدوا، وهو الذى حصل على التدريب والسلاح والمال بمعرفة أمريكية، وهى مرحلة تتعلق بما يمكن تسميته «النقاط الصماء» فى تاريخ الاستخبارات، تماما مثلما تظل هناك نقاط غامضة فى علاقة الولايات المتحدة بنشأة تنظيم داعش، وما إذا كانت أجهزة الاستخبارات كانت تعرف تفاصيل قيام التنظيم، حتى لو أعلن الرئيس الأمريكى أوباما عن حملة لمواجهته.
 
نحن أمام محطات تتداخل فيها الحقيقة بالخيال والمؤامرة بالتخطيط والدعاية كجزء من الحرب.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة