18 عاما على هجوم 11 سبتمبر.. كيف تغير وجه العالم؟ اقتصاديا الصين تحجز مكانها بعد أمريكا.. سياسيا تغير خريطة علاقة الدولة العظمى بشرق آسيا وأوروبا.. اجتماعيا منصات التواصل الاجتماعى الأمريكية تسيطر على العالم

الثلاثاء، 10 سبتمبر 2019 07:30 م
18 عاما على هجوم 11 سبتمبر.. كيف تغير وجه العالم؟ اقتصاديا الصين تحجز مكانها بعد أمريكا.. سياسيا تغير خريطة علاقة الدولة العظمى بشرق آسيا وأوروبا.. اجتماعيا منصات التواصل الاجتماعى الأمريكية تسيطر على العالم احداث 11 سبتمبر - صورة أرشيفية
كتب محمد صبحى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

18 عاما مرت على أحداث هجمات 11 سبتمبر، والتى وقعت فى عام  2001 واستهدفت برج التجارة العالمى بمنهاتن فى الولايات المتحدة الأمريكية، وسقط ضحيتها حوالى 2973 ضحية إضافة إلى 24 مفقودا، فضلا عن آلاف الجرحى والمصابين ، وهو الأمر الذى ترتب عليه حدوث تغييرات عديدة على الساحة الدولية وعلاقات دول العالم على المستوى السياسى والاجتماعى والاقتصادى.

واعتبرت الولايات المتحدة الأمريكية ، أن حادث هجمات 11 سبتمبر، عملا إرهابيا، مما ترتب عليه حدوث تغييرات عديدة فى السياسة الأمريكية والتى انعكست على مستوى العلاقات الدولية ، اذ بدأت الإدارة الأمريكية فى الحرب على أفغانستان والعراق على اعتبار أنها حربا ضد الإرهاب.

هجوم 11 سبتمبر

مفارقات عديدة شهدتها دول العالم قبل وبعد هجمات 11 سبتمبر اسفرت عن تغيير المشهد السياسى ، ولعل أبرزها الوضع الاقتصادى لعدد من الدول ذات الاقتصاديات والموازنات المرتفعة قبل الاحداث وبعدها، اذ أن وفقا للبيانات التى وفرها صندوق النقد الدولى والبنك الدولى وقوائم الأمم المتحدة نجد أن اقتصاديات دول العالم شهدت تغيير كبير ، حيث أنه فى عام 2000 أى قبل عام واحد من وقوع هجمات 11 سبتمبر كان تصنيف الدول على المستوى الاقتصادى كالأتى : فى المقدمة الولايات المتحدة الأمريكية يليها اليابان وألمانيا والمملكة المتحدة ، وبحسب نفس التقرير أيضا فإنه وفقا لحساب متوسط قيم الناتج المحلى الإجمالى نجد أن الصين فرضت نفسها بقوة ضمن جدول الدول ذات الاقتصاديات المرتفعة اذ أن  تنبؤوات صندوق النقد الدولى يضعها فى المرتبة الثانية بعد الولايات المتحدة الأمريكية ، يليها اليابان والهند والمانيا.

وشهد الاتحاد الأوروبى تقدم كبير فى الوضع الاقتصادى ، خاصة للمزايا التى حصلت عليها من الولايات المتحدة الأمريكية من خلال إعفاء  دخول الصادارات إلى أمريكا ، مما ساهم فى تحقيق معدلات نمو اقتصادى، أدى إلى قفزة كبيرة فى المكانة الاقتصادية للكيان الأوروبى المشترك، واصبحت تزاحم أمريكا، إلا أن الأمر تغيير كثيرا مع وصول ترامب إلى حكم أمريكا ، نظرا لاتخاذ قرارا بضرورة فرض رسوم على صادرات أوروبا إلى الولايات المتحدة الأمريكية بالإضافة إلى التهديد بالخروج من حلف "الناتو".

ولعل أبرز الأسباب التى أسفرت عن حدوث تغيير كبير فى اقتصاد الولايات المتحدة الأمريكية ، حجم المليارات التى انفقتها الولايات المتحدة الأمريكية على الجانب العسكرى فى الحرب فى افغانستان والعراق ردا على هجمات 11 سبتمبر، إضافة إلى التأثيرات التى احدثتها الأزمة المالية العالمية فى اعوام 2007 و2008 .

وعلى المستوى السياسى ، كانت لاحداث 11 سبتمبر انعكاسات عديدة بالنسبة للعديد من دول العالم ، فعلى سبيل المثال ، نجد أن الصين انطلقت نحو توجهات سياسية جديدة فى العلاقات الدولية بعد أحداث سبتمبر، خاصة أنها قبل الأحداث كانت فى تسابق وتنافس مع الولايات المتحدة الأمريكية اقتصاديًا، وبعد الاحداث وضعت الصين اتجاهات علاقاتها الدولية عبر اتجاهات رئيسية، حيث اعتبرت الصين أن الأحداث عبارة عن تكريس نهائى لمسار واتجاهات العلاقات الدولية منذ انهيار الاتحاد السوفيتى، فمشهد الهيمنة الأمريكية الأحادية هو الذى أوصل العالم إلى 11 سبتمبر 2001، لذا انتبهت الصين أن العلاقات الدولية هي السبيل لهذه الهيمنة.

كما انعكست احدات 11 سبتمبر على روسيا  ، فقد أعادت لها أحداث 11 سبتمبر الآمال بإمكانية استعادة المكانة الدولية لها، خاصة بعد المخاوف الأمريكية من الرغبة الروسية فى التوسع عالميا، وأعدت روسيا مسودة الاستراتيجية الروسية الجديدة عبر لجنة كونتها لوضع استراتيجية تسمى «استراتيجية السيطرة الروسية المستقبلية»، رغبة منها في قيادة  العالم خلال ثلاثين سنة على الأكثر.

ولم يخلو المشهد فى المنطقة العربية من التعرض لتغير كبير فى الخريطة السياسية بعد أحداث هجوم سبتمبر 2001 على مركز التجارة العالمى فى أمريكا، حيث اخترقت الولايات المتحدة الأمريكية افغانستان والعراق ، إضافة إلى تغيير المشهد السياسى فى العديد من منطقة الشرق الأوسط والدول العربية  .

كما تحولت السياسة الأمريكية تجاه أوروبا فى عهد ترامب، من مبدأ الشراكة إلى دبلوماسية الإخضاع وذلك بهدف الحفاظ على المكانة الدولية للولايات المتحدة باعتبارها القوى الوحيدة المهيمنة على العالم، دون مزاحمة من أى دولة ،فاذا ما نظرنا، إلى الاتفاقية النووية الإيرانية، والتى وضعت الدول الأخرى الموقعة على الاتفاقية، وهى ألمانيا وبريطانيا وفرنسا و روسيا والصين، على قدم المساواة مع أمريكا، باعتبارها  الضامن للاتفاقية، وهو ما يفسر اتجاه ترامب على الانسحاب بشكل أحادى من الاتفاقية فى مايو 2018، دون الالتفات إلى  الحلفاء الذين تمسكوا بالاتفاقية.

وعلى مستوى القارة الآسيوية ، اتسمت العلاقات الثنائية بين أمريكا وكوريا بحالة من الندية والتوتر على مدار نحو 70 عاما قبل وبعد 11 سبتمبر، إلا أن العلاقات شهدت تطور ملحوظ وانفراجة كبيرة مؤخرا و بالتحديد منذ وصول ترامب إلى الحكم حيث شهدت العلاقة تقارب تاريخى والتى ظهرت فى القمة الأمريكية الكورية الشمالية الأولى بين ترامب وكيم، والتى عقدت فى سنغافورة فى شهر يونيو الماضى، وبدأ ذلك واضحا من تصريحات الزعيمين سواء التصريحات الإعلامية والتلفزيونية او من خلال تدويناتهم عبر منصات التواصل الاجتماعى.

ترامب وزعيم كوريا الشمالية

ظهور منصات التواصل الاجتماعى

شاشات الفضائيات والصحف كانت المصدر الرئيسى لمتابعة احداث 11 سبتمبر ، بداية من مشهد تفجير البرجين مرورا بمحاولات انقاذ المصابين و استخراج جثث القتلى، أو متابعة الموقف الأمريكى تجاه دول العالم لضبط المتورطين فى تنفيذ هجوم 11 سبتمبر، إلا أنه بعد 18 عاما لم تعدل هذه المنصات الاعلامية هى الأساس فى متابعة المجريات العالمية، حيث سيطرت منصات التواصل الاجتماعى  على متابعة الأحداث داخل أى دولة أخرى بعد وقوع الحادث مباشرة، إضافة المواقع الالكترونية للمؤسسات الصحفية التى لم تكن معروفة قبل تلك الأحداث ، والتى أصبحت تنقل الأخبار بصورة لحظية، فلو تخيلنا أن مواقع التواصل الاجتماعى و منصات السوشيال ميديا كانت موجودة وقت هجوم 11 سبتمبر، لكانت متابعة الحدث مختلفة و ردود الفعل عليها كانت ستصبح أضخم مما حدث سواء فى تناقل الصور و الفيديوهات أو ابداء وجهات النظر أو حتى تناقل الشائعات المختلفة عليها.

كيف تغير شكل منظمات الإرهاب بعد أحداث 11 سبتمبر

 شهدت المنظمات الإرهابية تغييرا كبيرا بعد تلك الأحداث فبعد أن كان تنظيم القاعدة و طالبان هما المسيطران على مشهد العمليات الإرهابية فى العالم، أصبح تنظيم داعش الإرهابي هو الأكثر ظهورا حاليا ، ومع هذا التحول اختلف أسلوب الجماعات الإرهابية فى تنفيذ هجماتها، فتنظيم القاعدة على سبيل المثال كان يعتمد على أسلوب العمل الجماعى  وهو ما ظهر فى تفجير 11 سبتمر الذى  أعلن التنظيم مسئوليته عنه بمشاركة 19 من أعضاءه ، فأصبح الآن "مصطلح" الذئاب المنفردة هو الأكثر ظهورا فى أسلوب العمليات الإرهابية و الذى تتبناه داعش وغيرها من الجماعات الإرهابية الحالية، ويظهر ذلك فى تبنى المنتمين لها حوادث كالدهس و الطعن فى العديد من الحوادث الإرهابية العالمية.

.

تنظيم داعش

وفى هذا الإطار يقول الدكتور طارق فهمى  أستاذ العلوم السياسية ، إن الولايات المتحدة ظلت بمأمن واستقرار بعد أحداث 11 سبتمبر، ولم تشهد أحداث مشابهة تضرب الداخل الأمريكي ولكن جاء ذلك علي حساب فرض المزيد من القيود علي الحريات والحقوق الشخصية ومفاهيم الليبرالية وتدشين استراتيجية الحفاظ علي الامن القومي الأمريكي وعدم تعرضه لمخاطر جديدة مع السعي لتأمين الولايات المتحدة داخليا عبر إجراءات استراتيجية.

الدكتور طارق فهمى استاذ العلوم السياسية

وأضاف فهمى فى تصريح لـ" اليوم السابع" أن أمريكا قبل أحداث 11 سبتمبر كانت ضمن القوى السياسية والعسكرى على مستوى العالم وكانت عامل مؤثر كبير وفاعل على المستوى الدولى ، ولكن بعد الأحداث أصبحنا أمام قطب واحد يعمل على بناء هندسى لشكل النظام الدولى وأمام رؤية جديدة تتمثل فى شعار من ليس معنا فهو ضدنا،  فخرجت لمحاربة العالم ومناطق الجنوب الأفريقى ودخلت الجيوش الأمريكية فى مواجهات عديدة بهدف منع التعرض لعمل عسكرى مشابه مؤكدا أن أمريكا لم تخسر أى اقتصاديات أو أموال كثيرة كما هو شائع بل بالعكس اعتمدت على حلف الناتو والأطلنطى واستخدمت أساليب وانماط كثيرة للتحرك نحو حربها ضد الإرهاب .

وأكد استاذ العلوم السياسية، أن أمريكا خرجت للعالم لتحارب في دول عدة لتؤمن نفسها من الداخل وهو أمر يثير تساؤلات حول : العلاقة الراهنة بين تنظيم القاعدة الأم والتنظيمات الفرعية وأمريكا وهي علاقة طبيعية خاصة وأن الولايات المتحدة  تعايشت مع مخاطر التنظيم حتي الان وكذلك مع القاعدة  وهو ما يكشف عن طبيعة العلاقات الممتدة والموجودة فعليا .

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة