أكدت الولايات المتحدة الأمريكية، أنها تدعم إجراء معالجة قضائية عادلة وشفافة ودون أى تدخل سياسى، فى أحداث العنف الدامى والاشتباكات المسلحة التى وقعت فى منطقة الجبل بلبنان.
وأشارت السفارة الأمريكية فى بيروت – فى بيان لها اليوم – إلى وجوب رفض أى محاولة لاستغلال "الحدث المأساوى" الذى وقع فى منطقة الجبل فى 30 يونيو الماضى، بهدف تعزيز أهداف سياسية.
وأضافت السفارة فى بيانها: "لقد عبرت الولايات المتحدة بوضوح للسلطات اللبنانية، عن توقعها أن تتعامل مع هذا الأمر بطريقة تحقق العدالة دون تأجيج نعرات طائفية ومناطقية بخلفيات سياسية".
وكان وزير الصناعة والقيادى بالحزب التقدمى الاشتراكى وائل أبو فاعور، قد قال فى مؤتمر صحفى عقده بالأمس، بوجود ضغوط تمارس على السلطات القضائية، وأعمال "تزوير وتآمر" فى المحكمة العسكرية لتلفيق واصطناع وقائع لضمان الحصول على "اتهام سياسى" بحق مسئولين فى الحزب الاشتراكى عن حادثة الجبل، وهو الأمر الذى نفى صحته بصورة كلية الفريق السياسى المناويء (التيار الوطنى الحر ورئاسة الجمهورية) مشددين على أن القضاء بمنأى كامل عن أى تجاذب سياسى تشهده البلاد.
ووقعت فى منطقة الجبل فى 30 يونيو الماضى، أحداث عنف مسلحة أودت بحياة شخصين وإصابة أشخاص آخرين، على نحو تسبب فى توتر سياسى شديد فى عموم لبنان، وذلك على خلفية زيارة أجراها وزير الخارجية رئيس "التيار الوطنى الحر" جبران باسيل إلى عدد من قرى الجبل، حيث اندلعت اشتباكات نارية مسلحة بين أعضاء الحزب الديمقراطى اللبنانى الحليف لباسيل، وبين الحزب التقدمى الاشتراكى، بعدما اعتبر الفريق الأخير أن "باسيل" أدلى بتصريحات من شأنها إشعال الفتنة الطائفية بين المسيحيين والدروز من سكان الجبل.
ويشهد مسار العمل الحكومى فى لبنان حالة من الجمود والتوقف التام، حيث لم تنعقد جلسات مجلس الوزراء منذ ما يزيد على الشهر، وذلك بعدما اضُطر رئيس الحكومة سعد الحريرى إلى تأجيل الجلسة التى كانت مقررة لاجتماع الحكومة فى 2 يوليو الماضى، مشيرا إلى أنه ارتأى إيقاف الجلسات فى ظل الأجواء المشحونة والاحتقان السياسى الكبير فى البلاد جراء أحداث عنف الجبل، وحتى لا يتحول مجلس الوزراء إلى "ساحة للمواجهات" بين القوى السياسية.
وتعد الأزمة السياسية الناتجة عن أحداث الجبل، هى الأخطر على لبنان منذ تشكيل الحكومة برئاسة الحريرى فى 31 يناير الماضى، وسط مخاوف أن تتسبب فى الإطاحة بالحكومة، جراء التصاعد الكبير فى حدة المواجهات بين القوى السياسية الرئيسية، وفشل كافة المبادرات التى قادها رئيس المجلس النيابى نبيه برى ومسئولون آخرون، للتوصل إلى حلول ومصالحة تنهى الأزمة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة