بالتعاون مع دار المتوسط، أصدرت مكتبة تنمية طبعة مصرية، لـ روايتين من روائع الأدب الإيطالى، الأولى هى "كلهم على حق" لـ باولو سورنتينو، الكاتب والمخرج الحاصل على الأوسكار.
ورواية "كلهم على حق" تبرز الفوضى والتفاهة واللامبالاة، كسماتٍ ضرورية لفهم الحياة، وطرح التساؤلات عن الجدوى والنجاح والفضيلة، بنقدٍ ذاتى لاذعٍ يقوم به البطل، المطرب، وزير النساء، وتتغلغل الدعابة والمأساة فى ثنايا هذا الكتاب لتجعل منه مسرحيّة تشهد لكاتبها على براعته فى الإيحاء والاستفزاز معتمداً على الإثارة والتشويق والمفاجأة، فجميع الاحتمالات مفتوحة فى نظر المؤلف، وجميع التأويلات منطقية؛ وجميع شخصيات الرواية على حقّ، وتوصف هذه الرواية على أنّها امتداد للأدب العبثى الذى كرّسه ألبرتو مورافيا فى الرواية، وأبدع به ألبير كامو فى الفلسفة، ونقله إلى السينما مخرجٌ بحجم فيديريكو فيلليني. ولعلّ هذه هى الأسس الثلاثة التى تقوم عليها رواية سورِّنتينو.
والرواية الثانية هى "القرصان الأسود" لـ إميليو سالجارى (1862-1911) ، وهى واحدة من أهم كلاسيكيات الأدب الإيطالى، ترجمها كاصد محمد، والمعروف أن العلامة التى أحدثها سالجارى، عبر هذه الرواية فى تاريخ الأدب الإيطالى هي، باعتراف الجميع، علامة فارقة، فضلاً عن بصمته المميزة التى بات أثرها واضحاً فى مجمل تاريخ الأدب العالمى، وصنع سالجارى بطلاً شعبياً تميز عن الذين صنعتهم الآداب الأوروبية والعالمية، وهذا ما لفت انتباه أنتونيو جرامشى حين حلّل النظرية القومية فى الأدب الإيطاليّ، واصفاً سالجارى بالمبدع لقدرته على خلق بطلٍ شعبى تَرَوج حكاياته فى أرجاء إيطاليا، على رغم أنه من صنع الخيال، ومغامراته المفترضة تدور فى بلادٍ بعيدة جداً من إيطاليا، وتمتدّ من ماليزيا إلى وسط أفريقيا فالكاريبى والقارة الأميركية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة