يا دار عبلة بالجواء تكلمى.. البحث عن عبلة حبيبة عنترة بن شداد.. كتب السيرة تؤكد وجودها.. وتكشف: تزوج 7 نساء بعدها.. وبعض قصائده تشير إلى عدم زواج الفارس منها أصلا.. وأستاذ أدب يؤكد: لا وجود لها إلا فى الشعر

الخميس، 29 أغسطس 2019 08:00 ص
يا دار عبلة بالجواء تكلمى.. البحث عن عبلة حبيبة عنترة بن شداد.. كتب السيرة تؤكد وجودها.. وتكشف: تزوج 7 نساء بعدها.. وبعض قصائده تشير إلى عدم زواج الفارس منها أصلا.. وأستاذ أدب يؤكد: لا وجود لها إلا فى الشعر سيرة عنترة بن شداد
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

"يا دار عبلة بالجواء تكلمى.. وعمى صباحا دار عبلة واسلمى".. من الشخصيات الرئيسية فى التاريخ العربى، كتابة وشفاهية، عنترة بن شداد العبسى، فهو واحد من أشهر الشعراء الفرسان، استطاع أن ينقذ نفسه من العبودية، وكلما ذكر عنترة ذكرت "عبلة" فهى الجانب الناعم فى شخصيته "الشرسة"، هى حبيبته التى خلدها فى شعره، لكن من هى عبلة فى الحقيقة؟.

أثار الدكتور أحمد بلبولة، رئيس قسم الأدب، بكلية دار العلوم فى جامعة القاهرة، مؤخرا، كثيرا من الجدل، بعدما قال فى أحد البرامج التليفزيونية إن شخصية "عبلة" التى تغنى بها الشاعر العربى الكبير الفارس عنترة بن شداد فى قصائده ليست حقيقية، لكنها "خيال شعراء"، مؤكدا أن العديد من المشاهد فى شعر عنترة بن شداد تدل على أن شخصية "عبلة" فى شعره غير حقيقية ومستوحاة من خياله.

وأرجع أحمد بلبولة قوله إلى أن شعر عنترة قدم "عبلة" على أنها محبوبة صغيرة وفتاة كبيرة، وأم، وقدمها على أنها من قبيلة بينها وبين قبيلته معارك وحروب، وبعض الكتابات قدمتها على أنها ابنة عمه أو من قبيلته، وهو ما يدعم فكرة أن شخصيتها مستوحاة من خياله فى أشعاره.

ويبدو أن هذا الأمر لم يعجب الكثيرين، لذا رد عليه الكاتب الصحفى الكبير سمير عطا الله فى مقالته بالشرق الأوسط والتى جاءت تحت عنوان (مفكرة الطائف: البحث عن عبلة) والتى قال فيها "حين قرأنا أن باحثاً عربياً توصل إلى الاكتشاف بأن لا وجود لعبلة ولا لدارها، وإنما اخترعها فارسنا من أجل تزويق الشعر وتجميل الرواية، يفهم المرء أن تكون بعض الأبيات نُسبت إلى عنترة، فليس معقولاً أن حمَّاد الراوية قد حفظ كل ما قيل إنه حفظ، أما أن عبلة كلها اختراع ابن عمها، فماذا تريد برهاناً أكثر من قوله..

 

فبعثت جاريتى فقلت لها اذهبي

فتجسسى أخبارها لى واعلمى

 

نعرف جميعا أن لـ عنترة بن شداد سيرة شهيرة، تأتى فى مجلدات عدة، خلاصتها أن عنترة كان منبوذًا عن القبيلة إلى أن بلغ الشباب وقاتل ببسالة دفاعا عن قومه فتم الاعتراف به وتحرر من العبودية التى ينظر بها الناس إليه، ليصبح حرًا ومن ثم يحب ابنة عمه عبلة بنت مالك.

وإذا كان عنترة قد خاض عشرات المعارك مع القبيلة ليحرر نفسه ويحقق الفوز، فإن المعركة الأشرس كانت من أجل عبلة حتى ظفر بها حبيبة وزوجة، ذلك لأن شقيقها وزوج اختها المسماة "مروة" تآمرا عليه، لكنه كسب معركته بعد أن استجاب لطلب والد عبلة بأن يحضر مائة من "النوق العصافير".

راح الناس يرددون السيرة ويخلدون قصة الحب الشهيرة بين عنترة وعبلة، لأن بها قيمة مهمة تعلقت بفكرة تجاوز (الطبقة) فعبلة بادلت عنترة المحبة رغم وجوده فى طبقة العبيد ورغم نسبه إلى أمة، أى أنه مجهول الأب، لكن السيرة نفسها تقول بأن عنترة بعد فوزه بعبلة، وزواجه منها تزوّج عليها 7 نساء أخريات.

أما أسماء النساء اللواتى تزوجهن عنترة بعد عبلة فهن، "مهرية" وقد سباها فى إحدى معاركه، بعد سرقة فرسه، وافتُتن بجمالها، وحملت منه ليلتها، ولم يُعلم أنها ولدت له أول أبنائه "ميسرة"، الذى كبر ليُصبح فارسًا حارب والده عنترة فى إحدى المعارك، وبعد انكشاف السر يجتمع شمل الأسرة من جديد، ويكرم عنترة "مهرية" ويقيم لها سرادقًا خاصًّا.

 

كذلك الأميرة "سروة" التى لبسها الجن ووقعت هى ووالدها فى الأسر أثناء بحثه عن علاج لابنته، فيخلصهما عنترة ويُعالج الأميرة بتعويذة أعطاها له صديق، وطلب يدها من أبيها الذى وافق مُكرهًا، وأنجب منها ولدا سُمِّى "الغضبان"، كبر ليصبح فخورًا بوالده البطل، كما تزوَّج بامرأة عربية من قبيلة بنى كنانة "دُر مُلك" وأنجب منها "جار المعلم" و"زيدان"، وتزوج كذلك من "قناصة الرجال" بناءً على طلب أخيها الذى أعجب بفروسية عنترة، ورحَّب عنترة بالزواج من قناصة الرجال التى اشتهرت فى السيرة بـ"الهيفاء"، وهى فارسة عربية لها باع فى الحرب وأنجبت لعنترة ابنته "عنيترة" التى ورثت فروسية الأب والأم، وتزوَّج عنترة أيضًا بأميرة رومية تدعى "مريم"، كما تزوج الملكة الرومية "مريمان" بعد أن قتل والدها فى المعركة وأسرها، وأنجب منها "الجوفران" و"الغضنفر".

لكن هناك قصة أخرى ترى أن عنترة بن شداد لم يتزوج عبلة، حيث إنه يصرح فى بعض شعره بأنها تزوجت، وأن زوجها فارس عربى ضخم أبيض اللون، يقول لها فى إحدى قصائده الموثوق بها التى يرويها الأصمعى:

"إما ترينى قد نحلت ومن يكن/ غرضاً لأطراف الأٍنة ينحل/ فلرب أبلج مثل بعلك بادن/ ضخم على ظهر الجواد مهبل/ غادرته متعفرا أوصاله/ والقوم بين مجرح ومجدل".







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة