ليون الإفريقى.. رواية أمين معلوف عن سيرة "الحسن الوزان" مسلم عاش فى الفاتيكان

الأربعاء، 28 أغسطس 2019 06:00 ص
ليون الإفريقى.. رواية أمين معلوف عن سيرة "الحسن الوزان" مسلم عاش فى الفاتيكان ليون الأفريقى
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تعد رواية "ليون الإفريقى" للكاتب أمين معلوف، من أشهر الروايات وقد نشرها "معلوف" بالفرنسية عام 1986، وصدرت ترجمتها العربية عن دار الفارابى.
 
وليون الإفريقى تؤرخ لحياة الرحالة والعالم الأندلسى "الحسن بن محمد الوزان" النبيل الأندلسى الذى عاش الأعوام الأخيرة للمسلمين فى الأندلس ثم هاجر مع أسرته إلى المغرب وقام برحلات إلى شمال إفريقيا ومصر ثم اختطفه القراصنة الإيطاليون وعاش فى البلاط البابوى، حيث تغير اسمه إلى ليون دى مويتشى وتزوج فتاة متنصرة من يهود الأندلس وأنجب منها ابنه "يوسف" أو "جوزيف" أو "جيوسبى" الذى يروى لنا قصة حياته.
 
ليون الأفريقى
 
 وليون عند معلوف ليس عربيا مسلما متنصرا ثم عائدا إلى دينه الذى أقام عليه طوال فترة أَسره ولكنه شخصية أسطورية مثالية حالمة، شخصية تحلم بعالم فاضل بلا حرب تتدفق فيه المعرفة ويتبادل فيه البشر الخبرات، إنه تجسيد للتسامح.
 
اشتملت رواية ليون الأفريقى أربعة كتب (كتاب غرناطة، كتاب فاس، كتاب القاهرة، كتاب رومه)، ويمكن اعتبار الرواية فى مجملها تمثل تجربة حياة، وسجل لمرحلة تاريخية، وأحداث عظام عاصرها. دونت بأسلوب أدبى راقي، وحوت الكثير من الحكم والعبارات الدليقة، وبحس المؤرخ والسياسى الذى خاض غمار خطوب شتى. صاغ المؤلف رائعته، واجاد المترجم صقلها فى قالب عربى دليق.
 

كتاب غرناطة

يجسد سقوط الأندلس، بتسليم مفاتيح غرناطة للجيش القشتالى، تمتد هذه المرحلة بين سنتى 1488 و 1494، ويسرد فيها الحسن الوزان ظروف نشاته والبيئة العائلية التى نشأ فيها، نظرا لصغر سنه فى هذه المرحلة، أغلب السرد يتم نقلا عن روايات أمه سلمى و والده محمد الوزان. يصف كتاب غرناطة الأحداث و الظروف السياسية التى واكبت سقوط غرناطة. 

كتاب فاس

فى فاس، ستستقر أسرة محمد الوزان، لتبنى حياتها من جديد، وسط مجتمع ذى جالية أندلسية مهمة، يصف كتاب فاس حياة الحسن الوزان بين سنتى 1494 و 1513، عاش سنوات طفولته وسط ظروف عائلية صعبة بسبب مشاكل أسرية، إلا أن ذلك لم يمنعه من العلم والتحصيل و إمضاء طفولة حافلة رفقة صديقه الحميم هارون المنقب. 
ليون الأفريقى بالفرنسية
 

كتاب القاهرة

يحكى كتاب القاهرة فترة حياة الحسن الوزان بين سنتى 1513 و 1519. بعد استقراره فى القاهرة، سيتعاطى الحسن للتجارة و سينجح فيها نجاحا كبيرا، سيمكنه من الارتقاء إلى علية المجتمع القاهرى فى فترة أفول الحكم المملوكى و بداية صعود الدولة العثمانية. سيتزوج خلال مقامه بالقاهرة أميرة جركسية، و سيتبنى ابنها بايزيد، المتستر عليه فى ضواحى القاهرة، و الذى تتيمن أمه بأن يستعيد عرش أجداده. سيقفل راجعا إلى المغرب رفقة نور و بايزيد، حماية للأمير الصغير من أى بطش محتمل. فى فاس، سيجد عائلته فى ظروف صعبة ، بعد وفاة محمد الوزان، و بسبب العزلة المفروضة على عائلته إثر تداعيات قضية هارون المنقب و أخته مريم. سيرحل عائلته، سرا، نحو الجزائر حيث سيلتحق بهارون المنقب الذى كان قد أصبح قائدا فى جيش عروج بربروس. ستستقر عائلة الحسن بتونس، و سيكلفه هارون بسفارة إلى السلطان العثمانى بالقسطنطينية. هناك، سيطلع على أنباء مؤامرات تحاك ضد مصر، فيقفل عائدا رفقة نور لإنذار طومان باى الرجل الثانى فى الدولة و أكثر قادة مصر شعبية. رغم ذلك، ستسقط دولة المماليك و سيضطر الحسن و نور لمغادرة مصر نحو الحجاز. بعد أداء فريضة الحج، سيغادر الحسن عبر غزة، فى مركب التاجر السوسى عباد، عائدا نحو عائلته فى تونس. بعد نزولهم فى جربة، سيتعرض الحسن و عباد للاختطاف من طرف بحارة صقليين.

كتاب روما

يروى كتاب روما الفترة الممتدة من 1519 و 1527. انتهى المطاف بالحسن فى روما، حيث وجد فيه البابا ليون العاشر، الذى كان نصيرا للثقافة و الفن، ضالته التى كان يبحث عنها منذ زمن، و هى "اصطياد" مثقف عربى مسلم متفقه فى ثقافات و علوم و سياسة العالم العربى الإسلامي، و هو ما لم يفت انتباه المختطفين الصقليين أثناء تلصصهم على محادثة الحسن و عباد فى جربة. سيعيش الحسن الوزان (أو ليون الإفريقى كما عمد فى روما) حياة جديدة من التحصيل، مؤطرا من سبعة معلمين متعلما لغات جديدة الإيطالية و التركية و العبرية، لكى يتمكن الفاتيكان من الاستفادة من علمه و رحلاته، حيث سيدأب على تدوين مشاهداته الجغرافية و السياسية فى كتاب "وصف أفريقية".
سيكلف الحسن بمهمات سياسية فى عهد ليون العاشر كسفاراته إلى ملك فرنسا والسلطان العثمانى سليمان القانوني. بعد وفاة ليون العاشر، سيتربع على كرسى البابوية أدريان، الشديد المحافظة، والذى عرفت روما فى عهده انتكاسة فنية و ثقافية، ستؤدى تداعياتها إلى سجن ليون الإفريقى سنتين. سيسترجع ليون حريته بعد تنصيب بابا جديد، من رجالات ليون العاشر، لن يلبث أن يعيد له مكانته السياسية والثقافية. تم تكليفه بسفارة لدى ملك فرنسا، و خلالها سيلتقى ليون بصديق طفولته هارون المنقب الذى تطورت به الأمور ليصبح مستشارا للسلطان العثمانى سليمان القانوني. 
أمين معلوف
 
يصف الجزء الأخير من كتاب روما الظروف السياسية المتقلبة، و التطاحنات و المؤامرات السياسية التى عرفتها الممالك الأوروبية فى فجر عصر النهضة، و التى انتهت بهجوم المرتزقة الألمان، الوحشي، على روما، مفردا مكانة مهمة لمقاومة العصابات السوداء، بقيادة يوحنا.
وأمين معلوف كاتب لبنانى شهير، صدر له سمرقند وصخرة طانيوس، والهويات القاتلة. 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة