كاتب إسرائيلى: تل أبيب تقوم بتطهير عرقى ضد الفلسطينين.. كتاب الحرب على السلام: اليهود متعطشون للقوة والصهيونية الدينية لا زالت تحكم.. بن أليعازر: هزيمة الجيش أمام المصريين فى 1973 أوجدت تيارا لا يحب الحرب

السبت، 24 أغسطس 2019 12:15 م
كاتب إسرائيلى: تل أبيب تقوم بتطهير عرقى ضد الفلسطينين.. كتاب الحرب على السلام: اليهود متعطشون للقوة والصهيونية الدينية لا زالت تحكم.. بن أليعازر: هزيمة الجيش أمام المصريين فى 1973 أوجدت تيارا لا يحب الحرب كتاب بعنوان "الحرب على السلام"
كتبت بسنت جميل

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
من الكتب الصادرة مؤخرا كتاب بعنوان "الحرب على السلام" من تأليف عالم اجتماع إسرائيلى يدعى "يورى بن اليعازر" وطرح فيه العديد من الأسئلة حول طبيعة المجتمع الإسرائيلى، من أهمها لماذا تسعى إسرائيل لحل كل صراع واجهته أو أحدثته باستخدام الوسائل العسكرية وليست الدبلوماسية. 
 
الحرب على السلام
 
 وقدم موقع electronicintifada، قراءة للكتاب أكدت فيها قول المؤلف بأن "الحرب والعنف جزءان من الأيديولوجية الصهيونية، تنبع مكوناتهما الأساسية من فكرة ضرورة السيطرة على الأرض دون منح العرب أى سلطة سياسية، ولا يمكن النظر إلى هذه الأيديولوجية من وجهة نظر سياسية أو اقتصادية فقط، لكنها كناتج للثقافة الاستعمارية الصهيونية، حيث إن تلك الثقافة تعتمد بشكل متزايد على الدين أكثر من القومية الاستعمارية.
 
وعلى الرغم من أن "بن اليعازر" باحث اجتماعى، إلا أنه يستخدم عدسة تاريخية لدراسة تطور ثقافة "القومية العسكرية" فى إسرائيل، لذا يقدم كتابا يشمل تاريخ الاستعمار الصهيونى، من ذلك نكبة 1947-1949، والعدوان الثلاثى 1956، وحرب1967، وحرب أكتوبر 1973 وغزوات لبنان، والانتفاضات الفلسطينية وأحدث الحروب ضد غزة. 
 
 ويحاول "بن اليعازر" أن يصل إلى الأفكار العرقية الكامنة وراء هذه الصراعات، ويتلقى القارئ فى الكتاب تاريخًا أكثر منه تحليل اجتماعى، ويأتى ذلك لأن المؤلف يدرك الحاجة إلى الوقوف فى وجه الدعاية التى استخدمتها إسرائيل لتصوير نفسهم على أنهم امتداد لـ "داود المستضعف" الذى كان محاطا بجبابرة العرب. 
Yuri Ben Eliezer
 
يبدأ "بن اليغازر"، كتابه بتحليل الحركة الصهيونية التى سبقت وجود دولة إسرائيل، والتى يقسمها إلى "معسكرات، عمل، مراجعات قومية" مشيرا إلى أن مصير اليهود الأوروبيين فى ظل الفاشية النازية أقنع غالبية المستوطنين الصهاينة بالاعتقاد بأن القوة العسكرية ضرورية، وهذا دليل على استنتاجهم بأن "التعطش للقوة.. زيادة القوة.. جنون القوة" كان ضروريًا، حسبما يذكر أرشيف جماعة العمل الصهيونية عام 1943، وقد دفع البحث عن هذه القوة العسكرية، زعيم حزب العمل الصهيونى، ديفيد بن جوريون، للدعوة إلى إنشاء جيش وفيما بعد لطرد جماعى للفلسطينيين فى نهاية الانتداب البريطانى بعد توصية الأمم المتحدة بالتقسيم.
 
وينفى "بن اليعازر"، إدعاء المؤرخ الإسرائيلى "بينى موريس" بأنه لا يوجد دليل وثائقى يثبت وجود أمر صريح للطرد الجماعى، ويقول بن اليعازر إن وجود مثل هذه الوثيقة ليس ضروريًا لأن "نية طرد الفلسطينيين على نطاق واسع كانت مفهومة ومقبولة جيدًا بين الجماعات شبه العسكرية الصهيونية" وتدفقت بسلاسة من "حالة ذهنية إلى تصور ثقافى إلى أيديولوجية". 
 
ويضيف الكاتب، أن هدف التطهير العرقى أصبح واضحًا للغاية عندما رفضت القوات الإسرائيلية حق الفلسطينيين فى العودة إلى ديارهم بعد فترة طويلة من إنشاء إسرائيل، ويكتب أن عمليات الطرد المستمرة فى أواخر عام 1948 وأوائل عام 1949 لا علاقة لها بالأمن. 
 
 وؤكد بن اليعازر، أن عمليات الطرد أظهرت "غرضًا عرقيًا واضحًا: لمنع أى احتمال للانقسام فى المستقبل" وبالتالى أى مطالبة عربية بـ 22% المتبقية من الانتداب على فلسطين، وحتى ذلك الحين سعى القادة الإسرائيليون إلى هذه المناطق كجزء من إسرائيل الكبرى.
 
 وكتاب "الحرب على السلام" يبرز أن الهدف الأسمى المتمثل فى الاستعمار الاستيطانى هو غزو الأرض، لذا أشار الكاتب، إلى أن هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلى كانت تخطط للحصول على المزيد من الأراضى فى عام 1963، بحلول ذلك الوقت أصبح الجيش قويًا لدرجة أنه استطاع تجاوز القيادة المدنية، وهو ما فعله ببساطة بتجاهل استراتيجية وقف التصعيد التى يفضلها رئيس الوزراء ليفى إشكول وبدء حرب عام 1967 ضد القوات المصرية وهو مسار عمل أصبح معروفًا لاحقًا باسم "ثورة الجنرالات".
 الصهيونية الدينية 
أدى احتلال إسرائيل للضفة الغربية، بما فى ذلك القدس الشرقية، وقطاع غزة، وشبه جزيرة سيناء فى مصر، ومرتفعات الجولان السورية فى الستينات، إلى ظهور ما يطلق عليه "بن اليعازر" الصهيونية الدينية، لتبرير تصرفات إسرائيل وأصبح الآن مبررًا بارزًا لغزو فلسطين بأكملها.
لقد تخطت هذه الحركة القومية الدينية الجديدة أسبابًا أمنية للاستيلاء، وبدلاً من ذلك، جمعت بين الحجج الدينية والقومية مع الادعاء بأن الأراضى المحتلة قد أعطيت لليهود من قبل الله وبالتالى لا يمكن التخلى عنها.
 
 وتابع بن اليعازر:أدت الانتكاسات العسكرية التى عانت منها إسرائيل فى حرب 1973 مع مصر وخلال الغزوات الإسرائيلية اللاحقة للبنان إلى إعادة النظر فى هذه الروح الدينية القومية وإلى ظهور جماعات مناهضة للحرب وهى "السلام الآن"، كما أسفرت الإصابات التى تكبدتها هذه الصراعات عن استجواب الجمهور حول ما إذا كانت القومية تتفق مع اليهودية.
 
ويعترف "بن اليعازر" بأن اغتيال رئيس الوزراء اسحق رابين على يد متشدد دينى فى عام 1995، وفشل إسرائيل فى الوفاء باتفاقيات أوسلو، لعب دورًا فيما أسماه تراجعًا عن ظهور مجتمع أكثر ليبرالية، ولذا تزامن هذا مع عودة ظهور القومية الدينية فى شكل أكثر قسوة. ومما لا شك فيه، يستحق كتاب الحرب على السلام الانتباه لدراسة التحليل لدور الثقافة والأيديولوجية فى تشكيل الاستعمار الإسرائيلى.
 
 والكاتب يورى بن اليعازر، محاضر أول (أستاذ مشارك) فى قسم علم الاجتماع والأنثروبولوجيا جامعة حيفا، وهو عالم اجتماع سياسى يركز على الجيش وسياسة الإسرائيليين، والسلام والحرب فى الشرق الأوسط، والمجتمع المدنى فى إسرائيل والديمقراطية.
كان بن اليعازر  يعمل برنامج الدراسات اليهودية فى جامعة ستانفورد فى الفترة ما بين 1988-1989، إضافة إلى أنه عمل  فى برنامج الدراسات اليهودية ومدرسة جاكسون للدراسات الدولية فى جامعة واشنطن فى سياتل فى عام 1990، ومرة أخرى فى عام 1995، وكان يعمل فى قسم علم الاجتماع بجامعة كولومبيا فى عام 2002.
 
 ومن أبرز الكتب التى قدمها "بن إليعازر"، صناعة العسكرية الإسرائيلية عام 1998، وكتاب الصراع القديم، وكتاب الحرب الجديدة، وإسرائيل فى الانتفاضة الثانية، وشارك فى تأليف كتاب باسم "الأمن" عام 2002. 
 
 






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة