سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 22 أغسطس 1965 ..أمريكا تعتذر لمصر لعدم تحية مدمرتها «كورى» باخرة «الحرية» أثناء دخولها ميناء جدة بجمال عبد الناصر.. والوفد المصرى يؤدى العمرة

الخميس، 22 أغسطس 2019 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 22 أغسطس 1965 ..أمريكا تعتذر لمصر لعدم تحية مدمرتها «كورى» باخرة «الحرية» أثناء دخولها ميناء جدة بجمال عبد الناصر.. والوفد المصرى يؤدى العمرة جمال عبد الناصر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
وصلت الباخرة «الحرية» بالرئيس جمال عبد الناصر والوفد المرافق له إلى جدة ظهر يوم 22 أغسطس¨  مثل هذا اليوم 1965،  للقاء العاهل السعودى الملك فيصل فى محاولة لتسوية الأزمة اليمنية.. «راجع–ذات يوم 21 أغسطس 2019».
 
كان الوفد المرافق لعبد الناصر، زكريا محيى الدين، أنور السادات، والسفير السعودى بالقاهرة محمد على رضا، والكاتب الصحفى محمد حسنين هيكل.. يذكر هيكل فى كتابه åالانفجارò عن واقعة غريبة حدثت أثناء دخول åالحريةò إلى ميناء جدة.. يقول: åكان جمال عبد الناصر يقف على سطح الباخرة، ويتطلع نحو الميناء، والتفت فشاهد مدمرة أمريكية تقف على جانب من الميناء، وأبدى ملاحظة مؤداها åأنهم يريدون أن يقولوا لنا إنهم هناò، ثم كانت ملاحظة عبد الناصر الثانية هى أن المدمرة الأمريكية لم تتبع التقاليد البحرية السليمة لتحية رئيس الدولة الذى يرفرف علمها على «الحرية»، وقام قائد «الحرية» بلفت نظر قائد المدمرة الأمريكية إلى أنه خالف التقاليد المرعية فى البحار، وطلب منه إيضاحا».
 
صباح اليوم التالى كتب السفير يحيى عبد القادر مذكرة نصها: åقدم للسفارة اليوم السكرتير الأول بالسفارة الأمريكية فى جدة، وأبلغ السيد السكرتير الثانى بها ما يلى:1-إنه مكلف من قبل حكومته رسميا بإبلاغ أسف واعتذار الحكومة الأمريكية رسميا إلى حكومة الجمهورية العربية المتحدة، عن عدم قيام المدمرة الأمريكيةuss.corryالراسية فى ميناء جدة البحرى للتحية الواجبة وإطلاق مدافعها إلى اليخت «الحرية» المقل للسيد الرئيس جمال عبد الناصر، لدى وصوله إلى ميناء جدة.
 
2-ذكر أنه مكلف من حكومته أيضًا بشرح ما حدث، وهو أنه كان من المفروض وفقًا للقواعد الدولية، أن تقوم الحكومة السعودية بإبلاغ قائد المدمرة الأمريكية بوصول يخت السيد الرئيس وموعد الوصول، إلا أن ذلك الإبلاغ من جانب الحكومة السعودية لم يحدث، وصحيح أن وصول السيد الرئيس إلى ميناء جدة أمر معروف، إلا أن قائد المدمرة الأمريكية كان يجهل موعد الوصول فتعذر عليه أداء التحية الواجبة.
 
3-أضاف أنه ينتظر اليوم وصول مدمرة أمريكية أخرى إلى ميناء جدة اسمهاuss.fox، وستقوم بإطلاق 21 طلقة تحية لليخت الحرية، فى حالة وجود السيد الرئيس فى جدة، ولن تقوم بإطلاق مدافعها لتحية ميناء جدة ذاته، حيث إن السلطات السعودية أفادت السفارة الأمريكية بعدم وجود ذخيرة كافية فى الميناء لتحية المدمرة الأمريكية الجديدة.
 
4-ذكر أن المدمرة uss.corry بوصف قائدها أعلى رتبة من قائد المدمرة الأخرى سوف يقوم بأداء التحية لليخت الحرية فى حال رحيل السيد الرئيس بحرا عليه».
 
يؤكد هيكل، أن قائد المدمرة الأمريكية كتب رسالة اعتذار للقائد العام لأسطول الجمهورية العربية المتحدة جاء فيها: «إننى أقدم لكم أسفى العميق على أن السفينة البحرية الأمريكية «كورىò لم يجر إخطارها بالوصول المتوقع لرئيس الجمهورية العربية المتحدة أو للقائد العام لأسطولها.. أرجو قبول اعتذارى الشخصى عن أى سوء فهم نشأ من تجاهل مراسم الشرف المرعية، وأرجو بكل احترام أن تأذنوا لى بزيارتكم فى أى وقت ملائم لكم مع كل الاحترام».
 
يكشف هيكل، أن عبد الناصر طلب من السفير «يحيى عبد القادر» أن يطلع åعمر السقاف» وكيل الخارجية السعودية على تفاصيل الحادث حتى لا تفاجأ الحكومة السعودية بموقف يحرجها، ووصلت التفاصيل إلى الملك الذى أشار إليها فى بداية جلسة المحادثات فى قصر «خزامò¨ قائلا لعبد الناصر: «والله يا فخامة الرئيس أنتم تعرفون كيف تتعاملون مع هؤلاء الناس».
 
يؤكد سامى شرف مدير مكتب عبد الناصر فى åالكتاب الرابع من مذكراتهò: åطلب الرئيس عبد الناصر قبل أن يتم أى لقاء بين الجانبين أن يقوم بتأدية العمرة بعد العشاء الرسمى الذى أقيم يوم الوصول، وصاحبه فيها الأمير سلطان بن عبد العزيز والأمير فواز بن عبد العزيز، ثم تمت جلسات ودية بعد أن قال الرئيس عبد الناصر إنه لا داعى لمباحثات رسمية بالوضع التقليدى، وأنه من أجل ذلك لم يرافقه وزير الخارجية». 
 
يتذكر هيكل موقفا خاصا به أثناء تقديم عبد الناصر للوفد المصرى إلى الملك فيصل: «كنا جميعا بملابس الإحرام ذاهبين لأداء العمرة قبل أول جلسة من جلسات المفاوضات، وحين جاء دورى، فوجئت بالملك يقول: «والأستاذ هيكل بملابس الإحرام؟ ثم أضاف قائلا: åلعلها توبة».. ولم أستطع قبول الملاحظة ساكتا وقلت للملك بكل احترام: جلالة الملك، إن الناس يتوبون عن خطاياهم وليس عن آرائهم»، وعندما خرجنا لركوب السيارات إلى جدة نادانى الرئيس، ليقول: åلا تنس الهدف الذى جئنا من أجله، لقد قدمنا إلى هنا لحل مشكلة، ولم نجئ لتعقيدها، واعترفت له أنى أفهمه».. وبدأت المباحثات، فماذا حدث فيها؟.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة