يحتفل المغرب بذكرى اليوم الذى رُفِض فيه قرار فرنسا بنفي الملك محمد الخامس إلى كورسيكا عام 1953 واستبداله بابن عمه محمد بن عرفة، والذى سمى بعد ذلك بـ"ثورة الاستقلال"، المعروفة أيضًا باسم "ثورة الملك والشعب" والتي ساهمت في استقلال المغرب عن فرنسا.
ويأتى هذا اليوم، بالتزامن مع ذكرى ميلاد العاهل المغربى محمد السادس، الذى أعلن فى بيان رسمى أصدره القصر الملكي أمس، التوقف عن الاحتفال بهذه المناسبة، ابتداءً من هذا العام.
وفى خطاب له، أكد محمد السادس العاهل المغربى، فى خطاب شعبى، بهذه المناسبة، أنه يريد الثورة متجددة يحمل مشعلها جيلا عن جيل، مشددًا على أنه سيواصل حمل المشعل لاستكمال الرسالة وحمل الأمانة.
ودعا محمد السادس ملك المغرب، إلى رفع مستوى الطبقة الوسطى الاقتصادى، باعتباره يشكل قاعدة للنظام الملكي في المغرب، وتوسيع قاعدتها من خلال رفع مستوى النمو وتحقيق العدالة، مشيراً إلى أنه يتعين العمل على صيانة مقومات الطبقة الوسطى وتوفير الظروف الملائمة لتقويتها وتوسيع قاعدتها وفتح آفاق الترقي منها وإليها.
وأشار في خطابه الذي بثه التليفزيون الرسمي مساء الثلاثاء أن المغرب يواجه تحديات لن يتم رفعها إلا بخلق المزيد من الثروات وتحقيق العدالة في مجال توزيعها، داعيا الحكومة إلى العمل على الحد من الفوارق الاجتماعية والاهتمام بالعالم القروي.
وأكد العاهل المغربي حرصه على جعل المواطن المغربي في صلب التنمية ضمن مقاربة تنموية واندماجية تشاركية، ودعا الحكومة إلى الانكباب على تصحيح الاختلالات وإيجاد كفاءات قادرة على تحمل المسؤولية مضيفًا: بلغنا مرحلة لا تقبل التردد أو الأخطاء، وجب فيها البحث عن الحلول، ولا يجب أن نخجل من نقط الضعف، بل هي دروس لتقويم وتصحيح المسار".
علم المغرب
وقال إنه ينتظر من اللجنة الخاصة للنموذج التنموي التي سبق أن أعلن عنها، ان تكون تقويمية واستباقية واستشرافية للمستقبل ، وشدد على أن طابع اللجنة الخاصة بالنموذج التنموي "طابع وطني، وأن التوصيات التي ستخرج بها يتعين أن تكون نموذجًا مغربيا خالصا، وفق تعبيره.
وأعرب محمد السادس عن ثقته الكاملة في أن تشكل توصيات اللجنة المذكورة "قاعدة صلبة لانبثاق عقد اجتماعي جديد ينخرط فيه الجميع من هيئات وأحزاب ونقابات ومجتمع مدني، لتكون عماد المرحلة الجديدة مرحلة المسؤولية والإقلاع الشعبي".
و دعا العاهل المغربي الملك محمد السادس، إلى المزيد من الدعم والاهتمام بسكان العالم القروي وضواحي المدن، مهيبًا في نفس الوقت بهؤلاء السكان أن يأخذوا بزمام المبادرة من أجل العمل في تغيير وضعهم الاجتماعي وتحسين ظروف عيشهم.
ملك المغرب
وقال العاهل المغربى، إن الغاية من تجديد النموذج التنموي، ومن المشاريع والبرامج التي أطلقناها، هو تقدم المغرب، وتحسين ظروف عيش المواطنين، والحد من الفوارق الاجتماعية والمجالية. والواقع أن الفئات التي تعاني أكثر، من صعوبة ظروف العيش، توجد على الخصوص، في المجال القروي، وبضواحي المدن".
وأضاف "هذه الفئات تحتاج إلى المزيد من الدعم والاهتمام بأوضاعها، والعمل المتواصل للاستجابة لحاجياتها الملحة. لذا، ما فتئنا ندعو للنهوض بالعالم القروي، من خلال خلق الأنشطة المدرة للدخل والشغل، وتسريع وتيرة الولوج للخدمات الاجتماعية الأساسية، ودعم التمدرس، ومحاربة الفقر والهشاشة".
وأشار الملك محمد السادس إلى أن البرنامج الوطني للحد من الفوارق بالعالم القروي، الذي خُصّص له ما يقرب من 50 مليار درهم (5.3 مليار دولار) خلال الفترة ما بين 2016 و2022، يندرج في هذا الإطار.
ووجه العاهل المغربي نداء لاستنهاض الفئات الاجتماعية المعنية في العالم القروي وضواحي المدن، مشيرا إلى "أن هذه الفئات من جهتها، مطالبة بالمبادرة والعمل على تغيير وضعها الاجتماعي، وتحسين ظروفها". وأوضح أن "من بين الوسائل المتاحة لذلك، الحرص على الاستفادة من تعميم التعليم، ومن الفرص التي يوفرها التكوين المهني، وكذا من البرامج الاجتماعية الوطنية".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة