كانت البرازيل بمثابة إغراء كبير لشبكة القاعدة الإرهابية وغيرها من المنظمات الأصولية، وكان الإرهابيون يستفيدون من هشاشة التشريعات البرازيلية، وتتشارك البرازيل حدوداً مع عشرة بلدان، هى موطن أكثر من مليون مسلم، وملايين الفقراء الذين يعانون أوضاعاً معيشية تقارب الإضطهاد، وفى ظل المشكلات الأمنية أصبحت بيئة خصبة لنمو التطرف.
ومنذ هجمات 11 سبتمبر فى الولايات المتحدة الأمريكية تم اكتشاف أعضاء لتنظيم القاعدة الإرهابى فى البلد الأمريكى جنوبى، والتى كان آخرها البحث عن المصرى محمد أحمد السيد أحمد إبراهيم، الذى يعيش فى البرازيل منذ عام 2018، والذى تم إضافته إلى قائمة المطلوبين من قبل مكتب التحقيقات الفيدرالى.
وقالت الحكومة البرازيلية، إن السلطات الأمريكية أطلقت حالة تأهب ضد المصرى محمد أحمد السيد أحمد إبراهيم، ووفقا لصحيفة "الباييس" الإسبانية، فتعتزم السلطات الأمريكية اعتقال المشتبه فيه لاستجوابه حول "دوره المزعوم كعميل وميسر للقاعدة، بزعم تورطه فى التخطيط لهجمات ضد الولايات المتحدة ومصالحها، ولتوفير الدعم للقاعدة منذ عام 2013 تقريبًا".
وحذر مكتب التحقيقات الفيدرالى، من أن المصرى "مسلحًا وخطيرًا"، تم نشر المعلومات التى انضم إليها مع مجموعة من المطلوبين بواسطة الوكالة على حسابها على تويتر.
وقالت وزارتا الخارجية والعدل والأمن العام فى البرازيل، إن "محمد أحمد دخل البرازيل فى 2018 وحصل على تصريح إقامة، لذلك فهو فى وضع هجرة منتظم"، وفقا لوزارة الخارجية "الحكومة البرازيلية مستعدة للتعاون مع السلطات الأمريكية فى طلبها بموجب قانوننا وتتابع القضية".
وأشارت الصحيفة إلى التنبيهات ضد المشتبه فى انتمائه لتنظيم القاعدة ليست شائعة فى البرازيل، ولكن فى يوليو، أنشأت الأرجنتين والبرازيل وباراجواى والولايات المتحدة فريق تنسيق لمكافحة الإرهاب لمراقبة الحدود الثلاثية بين دول أمريكا اللاتينية الثلاثة، وهى منطقة مضطربة حيث تقوم منظمة حزب الله اللبنانية، وفقًا لمختلف خدمات التجسس، بجمع الأموال لأنشطتها فى القارة.
ووفقا لصحيفة "انفوباى" الأرجنتينية فإن تنظيم القاعدة يظل "أم" المنظمات الإرهابية فى جميع أنحاء العالم ، على الرغم من وفاة زعيمها أسامة بن لادن ، على أيدى القوات الأمريكية الخاصة فى باكستان فى مايو 2011.، ومنذ ذلك الحين ، أصبحت قوة الشبكة فى أيدى المصرى أيمن الظواهرى أثناء التحضير لخلافة حمزة بن لادن ، وتواصل الشبكة عملها ، لا سيما فى ليبيا والمغرب العربى والعراق وسوريا مع الحفاظ على خلايا نائمة فى جميع أنحاء العالم.
وقالت الصحيفة فى تقرير نشرته على مواقعها الإلكترونى إنه بناءا على معلومات من عدة وكالات استخباراتية فى العالم فهناك 20 عضوا بارزا على الأقل من القاعدة وحزب الله لاجئون فى البرازيل، قاموا بنشر الدعاية وجمع الأموال وتجنيد النشطاء والهجمات المخطط لها، والمشتبه به الرئيسى هو اللبنانى خالد حسين على، أحد قادة الدعاية للقاعدة، والذى كان يمتلك مقهى إنترنت فى حى إيتاكيرا فى سان بابلو، حيث استقر فى منتصف التسعينيات ، وتزوج ولديه ابنة برازيلية.
وأوضحت الصحيفة أن فى التسعينات لم يكن لدى البرازيل قانون لمكافحة الإرهاب ، وعلى الرغم من ذلك فإن حسين على امضى 21 يوما فى السجن متهما بالعنصرية والتحريض على الجريمة ، ولكن لم تتم محاكمته وتم إطلاق سراحه فى نهاية المطاف، وتشير التقارير إلى أنه توجه إلى مصر.
وأوضح التقرير أن الإرهاب سيستمر فى التهديد الأخطر على الأمن فى أمريكا اللاتينية خلال الأعوام المقبلة. إن التعرف بشكل أعمق على طبيعة هذا التهديد وأبعاده الحقيقية وكذلك الإصلاحات اللازمة للتعامل معه هو مهمة لا تقتصر على الدول فحسب. فيتعين على المجتمع المدنى فى أمريكا اللاتينية أن يكون متيقظاً أيضاً وأن يستعد ويتعاون مع الحكومات دفاعاً عن التجارب الديمقراطية فى بلاده.
وأكد التقرير أنه لا غنى عن زيادة تأمين حدود أمريكا اللاتينية للحيلولة دون دخول أفراد أو أسلحة إلى أراضيها. وكذلك هناك حاجة ماسة لرفع مقاومة المجتمع لتبعات التخويف كيلا يحقق الإرهابيون ومؤيدوهم أهدافهم المتمثلة فى التلاعب بالمواطنين.
وأشار إلى أن هناك حاجة لأمريكا لاتينية أقوى وأصلب فى الدفاع عن مبادئها، أكثر ثقة فى نفسها ومستعدة بشكل أكبر لخوض والانتصار فى هذه المعركة، تعمل اليوم كل من البرازيل والأرجنتين وتشيلى وبيرو على هذا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة