صور.. الطاقة الشمسية مستقبل ترشيد استهلاك الكهرباء بالأقصر.. المحافظة تشغل محطات متكاملة بمبنى المحافظة والمكتبة العامة وقاعة المؤتمرات لخدمة المناطق المحيطة.. ومشروع لدعم عشرات المنازل بالقرى المحرومة

خطوات جادة اتخذتها محافظة الأقصر على مر السنوات الماضية للتنويع فى مصادر الطاقة ومع زيادة الأحمال بسبب ارتفاع درجات الحرارة وإطلاق الدولة عدة خطوات لترشيد استهلاك الكهرباء، تحركت الأقصر فى طريق مختلف منذ حوالى 5 سنوات مضت للبدء فى الاستفادة من الطاقة الشمسية لتوليد الطاقة الكهربائية بشكل أمثل يساهم فى خدمة المجتمع الأقصرى وتحقيق توفير كبير فى مصادر الطاقة.

ومحافظة الأقصر كغيرها من محافظات صعيد مصر تمتاز بطقس حار صيفاً ومعتدل صيفاً وتشرق عليها الشمس طوال العام، ولذك تم البدء فى استغلال الطاقة الشمسية بإنشاء عدد من المحطات المختلفة فى المقرات الحكومية لترشيد استهلاك الكهرباء، وكانت أولى تلك المحطات فى مبنى ديوان عام المحافظة لإنارة المبنى حيث أنشأت محطة الطاقة الشمسية أعلى ديوان المحافظة لكى تعمل بقدرة 80 كيلو وات فى ساعة وبلغت تكلفتها وقتها حوالى 3 مليون جنيه فهى تعمل بنظام (off grid) بطاريات، وتم فيها استخدام 200 كشاف شارع ليد بقدرة الكشاف 140 وات ليلاً بالإضافة إلى تركيب 1800 لمبة ليد 60 سم و520 اسبوت ليد، وتم تغيير لمبات مبنى ديوان المحافظة بالكامل من النوع النيون إلى لمبات ليد وتعمل المحطة منذ حوالى 4 سنوات بديوان المحافظة بنسبة نجاح تصل إلى 100%، فهى تستطيع إنارة المنطقة التى تقع بين فندق إيتاب بكورنيش النيل وحتى مبنى بنك القاهرة على طريق كورنيش النيل الجديد، وتم تنفيذ تلك المحطة وتشغيلها بالكامل برعاية وإشراف جهاز مشروعات الخدمة الوطنية شركة البصريات.

أما المحطة الثانية التى تم إنشاؤها بمحافظة الأقصر، فيقول محمد عباس مدير مكتبة مصر العامة ومدير العلاقات العامة والإعلام الأسبق بالمحافظة، أنه توجد محطة أعلى مكتبة مصر العامة تعمل بطاقة 40 كيلو وات، كما تم تنفيذ 3 محطات طاقة شمسية فى عدة مناطق منها محطة طاقة شمسية أعلى مبنى قاعة المؤتمرات بمنطقة الكرنك تستهدف إنارة المبنى وإدارة الأزمات وطابق غرفة التحكم الرئيسى لمشروع كاميرات المراقبة وإنارة الشارع الكائن به المبنى حيث تعمل المحطة بقدرة 70 ك.وات/ساعة، ومحطة أعلى مبنى كلية الفنون الجميلة بقدرة تبلغ 100 ك.وات تساهم فى إنارة المنطقة من ميدان النوفوتيل حتى ميدان الشيراتون بقدرة 80 ك.وات وإنارة مبنى الكلية بقدرة 20 ك.وات/ساعة.

ويضيف محمد عباس لـ"اليوم السابع"، أنه من ضمن محطات الطاقة الشمسية التى تم إنشاؤها بالأقصر محطة لتوليد الطاقة الشمسية الأهم أعلى جهاز مدينة طيبة بطاقة 90 كيلو وات، كما يجرى التخطيط لإنشاء سلسلة من محطات الطاقة الشمسية أعلى مبانى الإسكان الاجتماعى والمبانى الخدمية المختلفة داخل مدينة طيبة لتصبح مدينة متكاملة تعمل بالطراز الحديث فى توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية، كما تمت إعداد دراسة مؤخراً لإنشاء محطات طاقة شمسية ببعض القرى المحرومة من الإضاءة تحت مسمى "إنارة التوابع" بحصر عدد المنازل فى كل قرية والتى شملت قرى (السباقات بأرمنت وقرية عزبة العرب وعزبة نافع بالطود)، وأعلن المحافظة الأسبق اللواء طارق سعد الدين عن توصيل الكهرباء بالطاقة الشمسية داخل 133 منزلاً موزعين على 6 قرى ونجوع بمدن المحافظة، كما يجرى التخطيط لتنفيذ العديد من المشروعات، منها مشروع المدينة الخضراء (Green city) لتصبح محافظة الأقصر المدينة المستدامة الخضراء فى مصر بحلول عام 2020.

وفى نفس السياق تقول المهندسة مارى روحى مدير إدارة الكهرباء بديوان محافظة الأقصر، أنه المحافظة تلقت خلال الفترة الماضية عرض من شركة ألمانية سويسرية لإقامة حزمة مشروعات فى مجال الطاقة المتجددة باستثمارات تصل قيمتها إلى 3.5 مليار دولار أمريكى، أى ما يقارب لـ30 مليون جنيه مصرى، لتنفيذ 4 مشروعات منها إنشاء مصانع لإنتاج ألواح الخلايا الشمسية والمحولات، ومحطات لتوليد الكهرباء بواسطة خلايا الألواح الضوئية، إضافة إلى تخصيص صناديق استثمارية لتدريب وتأهيل الكوادر البشرية الشابة، ودعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة فى مجال الطاقة المتجددة، وهو ما يساهم فى خدمة المجتمع الأقصرى حال البدء فى تنفيذه مستقبلاً.

وتضيف مدير إدارة الكهرباء بديوان محافظة الأقصر لـ"اليوم السابع" أن مؤشرات متوسط الاستهلاك الشهرى للكهرباء بمحافظة الأقصر تشير إلى أن الأقصر تستهلك حوالى 205 كيلو وات ساعة / شهر، لتكون من بين المحافظات متوسطة الاستهلاك، ويتزامن ذلك مع إعلانات متكررة من جانب المسئولين بالمحافظة بالعمل على تحويلها إلى محافظة مضاءة بالكامل بالطاقة الشمسية لخدمة حركة السياحة والتخطيط لتشغيل كافة المبانى الخدمية ومجالس المدن والقرى بالطاقة الشمسية.

وفى القطاع السياحى صرح محمد عثمان عضو لجنة التسويق السياحى، أن الوزارة والقطاع السياحى بأكمله يسعى لإعداد خطط خلال الفترة المقبلة لجذب أكبر قدر من السائحين فى الشتاء وكذلك الصيف الحالى والمقبل، ومن تلك الخطوات التى يشرف عليها يحيى راشد وزير السياحة، ما يسمى بـ"خطة 6 فى 6" والتى تم إطلاقها للنهوض بالسياحة عقب أزمة الطائرة الروسية وحظر السفر لمصر، وشملت إطلاق أكبر حملات دولية للترويج السياحى للأقصر ومصر بمختلف دول العالم، وكذلك تحفيز الطيران بالمطارات المصرية ودعم شركتى مصر للطيران وإير كايرو لدعم السياحة، وأيضاً تشجيع السياحة الخضراء حيث تقوم هيئة التنمية السياحية بوضع ضوابط خاصة بضمان تطبيق المشروعات الجديدة باستخدام الطاقة المتجددة (الشمسية والرياح) بنسب تتراوح بين 15 لـ20%..

وأضاف محمد عثمان فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، أن الخطة "6 فى 6" تشمل أيضاً تحسين الخدمة والمنتج السياحى وتطوير البنية التحتية، حيث تقوم الوزارة بتطوير عدد من المناطق الهامة لزيارات السياح ورفع كفاءة الطرق واستكمال الطرق الداخلية، وتشجيع الاستثمار عبر طرح أراضى جديدة للاستثمار السياحى والتعاون مع البنك المركزى المصرى لتأجيل مديونية المستثمرين وإعادة تأهيل الفنادق المختلفة.