أحمد إبراهيم الشريف

بحثا عن المسرح فى المدارس

الأحد، 18 أغسطس 2019 11:26 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بمناسبة انطلاق  المهرجان القومى للسينما، وبمناسة اقتراب المدارس، أردت أن أسأل هل لا يزال هناك مسرح فى المدارس.
 
 أذكر، قديما، أن المناهج التعليمية كان لها شأن آخر، فعندما كنت تلميذا فى الصف الثانى الابتدائى، كان كتاب الدين الإسلامى، يحتوى نصا مسرحيا بسيطا عن مولد النبى، عليه الصلاة والسلام، هذا النص المسرحى كان مدرس اللغة العربية والدين الإسلامى يدربنا على أدائه بشكل يكاد يكون يوميا، حتى إذا جاء موعد المولد النبوى الشريف وقفنا على مسرح المدرسة وقدمنا العرض وصفق جميع الحاضرين.
 
كان ذلك يحدث فى قرية بعيدة فى أسيوط، لكنه انتهى بعد ذلك، فقد خلت الكتب والمناهج التعليمية من النصوص المسرحية، وإن وجدت، فقد توقف المدرسون عن تدريب التلاميذ والطلبة، لأن الحفلات المدرسية لم تعد تقدم المسرحيات، ولم تعد هناك خشبة مسرح مدرسى من الأساس، ولم يعد الناس خاصة التلاميذ يعرفون عن المسرح شيئا غير أنه كلام مضحك يقدمه فى التليفزيون مجموعة من الممثلين "خفيفى الظل"، مثل شباب "مسرح مصر" حاليا وعادل إمام ومحمد صبحى وسمير غانم سابقا.
 
وبسبب غياب المسرح المدرسى لم يعد التلاميذ يعرفون أنه أبو الفنون وأنه فى جوهره أداة للوعى وجرأة فى الحياة واختصار لتجارب الآخرين، وأصبح البعض يعتبرونه فنا صعبا ومجهدا، لذا لا يلجأون إليه إلا قليلا وعلى استحياء.
 
بالطبع فإن النتيجة الطبيعية لغياب المسرح المدرسى هو نشأة جيل كامل لا يحب هذا الفن ولا يسعى لمتابعته، ولا يضع فى ترتيباته الحياتية أنه سيذهب إلى المسرح لمشاهدة العروض الجادة، وهو معذور فى ذلك، لأن ثقافته لا تحتوى على كلمات مثل مسرح وقاعة وعرض وجمهور مباشر ويعتبر ذلك أمرا صعبا ولا يستسيغه.
 
جانب آخر مهم بشكل كبير يتسبب فيه غياب المسرح المدرسى، هو نشأة جيل غير جرىء فى مواجهة مشكلاته، بالطبع لدينا جرأة شوارع لكنها جرأة سلبية تقوم على استعراض القبيح فى داخلنا، وهذه الجرأة السلبية اكتسبناها من الأفلام والدراما خاصة فى السنوات الأخيرة، لكن ما أقصده وهو أحد أساسيات المسرح هو مواجهة النفس أولا ثم مواجهة الجمهور بشكل مباشر بعد ذلك، وما ينتج عنه من قوة وقدرة لا يعرفها سوى المشاركين فى هذه العملية الإبداعية.
 
الأمر ليس صعبا كما نتخيل، فهناك بروتوكولات تعاون بين الوزارات فى مصر منها ما بين التربية والتعليم والثقافة، لذا من الممكن اعتبار إحياء هذه العملية الإبداعية المهمة أحد بنود هذا البروتوكول، وذلك لن يكلفهم شيئا، فالتلاميذ مادة خام تملك قدرا كبيرا من الموهبة التى تحتاج إلى اكتشافها.
 
 






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة