بعد وقوفهم بعرفة.. ضيوف الرحمن يستعدون لرمى الجمرات أول أيام عيد الأضحى.. البعثة المصرية تطمئن على حالة الحجاج وتعلن نجاح نفرتهم إلى مزدلفة.. والسعودية تعلن "موسم الحج خال من الأوبئة"

ليلة إيمانية لم يكن للحياة الدنيا فيها مكانا، قضاها حجاج بيت الله الحرام مابين المشاعر المقدسة على صعيد عرفات ثم نفرتهم إلى مزدلفة، تلك الساعات التى مرت عليهم دقائق معدودة، لم يشعر فيها الحجيج بمشقة الرحلة وعناء الطريق ودرجات الحرارة المرتفعة، فقط تعالت أصواتهم ملبية وموحدة وشاكرة للمولى عز وجل، تلك الهتافات التى لازال صداها يتردد صداه بين الجبال والوديان من قلوب فاض بها الإيمان بالإله الواحد المنان رجاء فى رضا الرحمن.

وبعد أن أدى نحو 2.5 مليون حاج مناسك يوم عرفة خير يوم طلعت فيه الشمس، ثم النفرة إلى مزدلفة، والتى شهدت هذا العام العديد من التيسيرات التى قامت بها السلطات السعودية تيسيرا على الحجاج فى الخروج من عرفات فى طريقهم إلى منى مرورا بمزدلفة، حيث ذكروا الله كثيرا عند المشعر الحرام اقتداء بقول الله تعالى: "فإذا أفضتم من عرفات فاذكروا الله عند المشعر الحرام.. واذكروه كما هداكم وإن كنتم من قبله لمن الضالين".

 ومع الساعات الأولى من صباح يوم النحر أول أيام عيد الأضحى، تهيأ الحجاج لرمى جمرة العقبة الكبرى بملابس الإحرام اقتداء بسنة النبى محمد صلى الله عليه وسلم، يتبع رمى جمرة العقبة الكبرى ذبح الهدى أو النحر، ليستعد الحجاج بعد استقرار إقامتهم فى مشعر "منى" لقضاء أيام التشريق.

وأكدت بعثة الحج الرسمية أن إفاضة الحجاج المصريين من عرفات الى مزدلفة مرت بسلام ودون مشاكل تفسد على الحجاج التمتع بأداء مناسكهم، مشيرا إلى أن لجان البعثات الرسمية الثلاث رافقت الحجاج خلال إفاضتهم إلى مزدلفة وتوجههم بعدها إلى مشعر منى، وتم التواصل مع جميع اللجان المتواجدة بين الحجاج للتأكد من سلامة الحجاج والاطمئنان عليهم، وتنفيذ خطة النفرة وتحرك جميع الحجاج المصريين وعددهم أكثر من ٨٠ ألفا "قرعة -سياحة – تضامن" وخروجهم من عرفات إلى باقى المشاعر المقدسة بمزدلفة ومنى ووصول الحجاج المصريين إلى مخيمات منى بسلام.

وبالتوازى مع عمل بعثة الحج الرسمية قامت البعثات الفرعية بمتابعة حجاجها، حيث أكدت بعثة الحج السياحى أنها اطمأنت على وصول حجاج السياحة بالكامل وتسكينهم فى مخيماتهم، وقال ناصر تركى عضو اللجنة العليا للحج أن تحركات الحجاج للمشاعر المقدسة تمت بعدد اكثر من 700 باص مجهز وحديث، وتم دخولهم بجوار مواقع الحجاج، وانتظروا حتى موعد النفرة بعد المغرب حيث توجهوا إلى مزدلفة لصلاة المغرب والعشاء وجمع الجمرات، ثم التوجة بعد منتصف الليل الى معسكراتهم بمشعر منى للإقامة بأيام التشريق.

وأشار تركى إلى أن رئيس البعثة تابع كافة الترتيبات منذ خروج الحجاج من مكة المكرمة وحتى اللحظة، من خلال التنسيق مع اللجان المنتشرة بجميع المخيمات.

وأشار تركى إلى أن عملية التصعيد والتسكين تمت بدون عوائق أو مشكلات، وذلك نتيجة التنسيق الجيد مع الجانب السعودى من حيث المسارات وخطوط السير، موضحا أن هناك تعاون على مدار الساعة بين وفد وزارة السياحة وغرفة شركات السياحة لعملية تصعيد الحجاج لعرفات وخلال تأدية مناسك الحج.

وأشاد ناصر تركى عضو اللجنة العليا للحج والعمرة، بالمجهودات الكبيرة التى تبذلها بعثة الحج السياحى برئاسة مجدى شلبي، وكيل أول وزارة السياحة، ودعم الدكتورة رانيا المشاط وزيرة السياحة لإنجاح موسم الحج، علاوة على مساندة الشركات فى تنفيذ برامجها بما يراعى ويحفظ حقوق المواطنين خاصة حجاج برامج البرى والاقتصادي.

وأوضح أنه لأول مرة تقوم الغرفة بالمرور على الحجاج فى أماكن سكنهم لمتابعة الأوضاع على الطبيعة والتأكد من إلتزام الشركات بتنفيذ برامجها، وأشار إلى أن السبب فى نجاح موسم الحج يرجع إلى التناغم الذى تعمل فيه كافة المؤسسات ذات الصلة، بداية من الوزارة بدعم الدكتورة رانيا المشاط، وأعضاء غرفة شركات السياحة، وهو الأمر الذى انعكس على منظومة السياحة الدينية بالكامل.

وشكلت بعثة الحج السياحى 18 لجنة للاطمئنان على الحجاج خلال عملية تأدية مناسك الحج فى المشاعر المقدسة، وإزالة المعوقات امامهم لاداء المناسك بسهولة ويسر، خاصة لحجاج برامج البرى والاقتصادي.

وقال مجدى شلبى وكيل ووزارة السياحة، رئيس بعثة الحج السياحى انه تم إعداد 3 غرف عمليات مركزية مقسمة ما بين البرى والاقتصادى والفاخر وجميعهم على اتصال مباشر لحل المشكلات التى قد تواجه الحجاج اثناء عملية التفويج والعمل على حلها، إلى جانب 3 برامج عبر الهاتف المحمول "أبلكيشن" مع كل مشرف للتواصل مع الغرفة المركزية فى الحالات الطارئة.

وأشار إلى أن 1989 شركة سياحة مصرية بدأت فى تصعيد 36 ألف حاجا سياحة و4 آلاف من الهيئات الى المشاعر المقدسة بمنى وعرفات، مؤكدا أن الوزارة قدمت تقرير عن خطة عمل البعثة السياحية فى المناسك، الى رئيس بعثة الحج الرسمية، والتى تضمنت ألية عمل الشركات وعددها، ونسب الاشغالات بكل منطقة لأقامة الحجاج بالمملكة، بالإضافة الى الضوابط المنظمة للعمل وعدد الحجاج.

فى حين ظهرت أزمة فى مخيمات منى خلال تسكين الحجاج، حيث أكد ناصر تركى عضو اللجنة العليا للحج ان غرفة الشركات السياحية واجهت ازمة ضيق مساحات المخيمات بمنى، وهى نفس المشكلة المتكررة خلال الأعوام الماضية، حيث لم يلتزم مقدم خدمة الطوافة بالعقد التجارى الموقع مع الجانب المصري، مشيرا الى انه تم تخفيض مساحات مخيمات منى بنحو 20% عن العام الماضي، لافتا إلى أن الحجيج تفهموا الامر حيث ان مشكلة تخفيض المساحات فى مشاعر منى ليست خطأ من الشركات، مضيفا الى ان اللجنة العليا للحج وجهت المشرفين فى الشركات السياحية للتعامل مع الامر بحرفية مؤكدا على ان باقى الخدمات المقدمة من المطوف على درجة عالية من الجودة بخلاف أزمة المخيمات.

وتابع تركى بأن اعداد الحجاج من الدول الإسلامية زادت مع محدودية أراضى المشاعر المقدسة وهو ما يستدعى ضرورة إيجاد حلول خلال الأعوام المقبلة وتفعيل نموذج المخيمات ذات الطابقين.

وأكد شلبى ان الوزارة رصدت بعض المخالفات لشركات قامت بتغيير برامج الحج المتعاقد عليها دون إخطار الوزارة، وتم تحرير محضر بالواقعة فيما لم تتلق الوزارة أية شكاوى من الحجاج حتى الان، موضحا ان اللجان لم ترصد مشاكل كبيرة تواجه الحجاج وأى مشاكل ظهرت تم حلها فورا، مشيرا الى ان مطار القاهرة سوف يشهد عودة أول فوج سياحى فى 14 أغسطس وعودة الحج البرى عبر ميناء نويبع فى ١٦من الشهر نفسه، بينما يتنهى أخر الافواج السياحية فى 28 أغسطس وذلك لجميع البرامج بمستوياتها.

ورغم الزحام الشديد إلا أن السلطات السعودية كفلت جميع الاجراءات لتيسير الرحلة على ضيوف لرحمن، حيث تم تخصيص حوالى 8 محاور مرورية لتحرك الحافلات الاتوبيسات بالاضافة إلى تكثيف رحلات قطار المشاعر بين عرفات والمزدلفة ومنى لحجاج الداخل لتخفيف العبء عن حركة الأتوبيسات الخاصة بالحجاج الوافدين، ودفعت قوات الدفاع المدنى السعودى برجالها لتنظيم عملية السير والتحرك للحجاج، وتخصيص طرق للمشاة والسيارات وتوجيه الحجاج إلى أماكن المشاعر وذلك بالتنسيق مع جميع بعثات الحج الوافدة من جميع دول العالم.

فيما أعدت قيادة أمن الحج خطةً متكاملةً لتسهيل عملية تصعيد الحجاج إلى مشعر منى ركزت على توفير مظلة الأمن والأمان وتحقيق السلامة واليسر على جميع الطرق التى يسلكها الحجاج إضافة إلى تنظيم عملية حركة المشاة فى مشعر منى.

وأعلنت وزارة الصحة السعودية عن خلو موسم الحج لهذا العام من الأوبئة، مؤكدة أن الوضع الصحى العام للحجاج مطمئن، وأوضح المتحدث الرسمى لوزارة الصحة الدكتور، محمد العبدالعالى أن وزارة الصحة قدمت خدماتها للطوارئ لأكثر من 20 ألف حاج، وخدماتها للتنويم لـ 1096 حالة، واستقبلت العيادات الخارجية 4617 حالة، أما الخدمات المقدمة فى المراكز الصحية فقد تجاوزت 103 آلاف حالة.