11 خطأ يقع فيها بعض الحجاج لدى وقوفهم بجبل عرفات، أو الوقف بعرفة، لا يدركها البعض، ويجب تجنبها، وهى كالتالى:
1- الوقوف خارج حدود عرفة: يقف بعض الناس بالقرب من مقدمة مسجد نمرة سواء داخله أو خارجه، مع العلم أن مقدمة المسجد، بل معظم أجزاء المسجد تقع خارج حدود عرفة، وقد خطب الرسول صلى الله عليه وسلم فى هذا المكان وصلى به الظهر والعصر جمعا وقصرا، ثم توجه إلى داخل عرفة.
2- وبعض الناس يبحث عن مكان فى عرفة، ويحاول أن يختار مكانا قريبا من الطرق الرئيسة، فإذا لم يجد فينزل خارج حدود عرفة، مع العلم أن الحدود واضحة جدا، ومكتوبة بأكثر من خمس لغات، ويبقى هؤلاء فى أماكنهم خارج عرفة حتى تغرب الشمس، ثم ينصرفون منها إلى مزدلفة من غير أن يقفوا داخل حدود عرفة. وهذا خطأ عظيم يفوت به الحج، فإن الوقوف بعرفة هو ركن الحج الأعظم، لا يصح الحج إلا به، فمن لم يقف بعرفة فى وقت الوقوف فلا حج له لقول النبى صلى الله عليه وسلم : (الحج عرفة من جاء ليلة جمع قبل طلوع الفجر فقد أدرك) حديث صحيح رواه أصحاب السنن، وبعض الناس يقلد الآخرين دون أن ينتبه إلى تحرى الحدود المكتوبة، ويا حبذا لو تعاون أهل الخير فى النصح, وقام المسئولون أيضًا عن الحج بتنبيه هؤلاء المخالفين، مع بيان خطورة هذا الأمر وحتى يكون حجهم مقبولا.
3- ينصرف بعض الناس من عرفة قبل غروب الشمس: وهذا فيه التفريط أو الاستغناء عن استثمار وقت عرفة بالدعاء والذكر، وهذا خطأ أيضا لأنه خلاف سنة النبى صلى الله عليه وسلم حيث وقف إلى أن غربت الشمس وغاب قرصها، ولأن الانصراف من عرفة قبل الغروب عمل أهل الجاهلية، وفى الحديث: فلم يزل واقفاً مستقبل القبلة رافعاً يديه يذكر الله ويدعوه حتى غربت الشمس وغاب قرصها فدفع إلى مزدلفة.
4- عدم استقبال القبلة فى الدعاء: يستقبل بعض الناس عند الدعاء: الجبل، أى جبل عرفة أو جبل الرحمة الذى عنده الصخرات التى وقف عندها الرسول صلى الله عليه وسلم، وهذا خلاف السنة، فإن السنة استقبال القبلة حال الدعاء كما فعل النبى صلى الله عليه وسلم.
5- الازدحام حول الصخرات الموجودة عند الجبل (أى جبل الرحمة) والتى وقف عندها الرسول صلى الله عليه وسلم، ويظن بعض الناس أنها السنة، والصحيح أن الرسول صلى الله عليه وسلم وقف عند هذا المكان وقال: (وقفت هاهنا وعرفة كلها موقف) رواه مسلم. ويتكلف بعض الناس فى الذهاب إلى الجبل. فيفقد أفضل أوقات الدعاء فى الذهاب والرجوع، وقد لا يستدل على مكان المخيم.
6- الانشغال ببعض الأمور فى غير وقتها:
مثل الانشغال بأعمال خيرية قد تكون فى غير وقتها، فتجد بعضهم يوزع الطعام وهذا أمر طيب وجميل ولكن هذا يكون قبل الزوال أما بعض صلاة الظهر والعصر ينبغى الاجتهاد فى الدعاء فى هذا اليوم الذى لا يأتى إلا مرة واحدة فى العام، والدعاء فيه مستجاب، فينبغى أن يكثر الحاج من الأدعية المأثورة عن الرسول صلى الله عليه وسلم , وإذا لم يتمكن أو أصابه الملل فليقرأ من كتاب مناسب أو يدعو بما يعرفُ من الأدعية المباحة. أو يشغل وقته بالتلبية والتهليل، أو الأذكار المعروفة، أو ينشغل بتلاوة أو مُدارسة القرآن، أو قراءة ما تيسر من الكُتب المفيدة، ثم إذا نشط فعليه أن يعود إلى الدعاء والتضرع إلى الله، ويحرص على اغتنام آخر النهار بالدعاء.
7- عرفة يوم الدعاء: عدم الاستفادة بروعة الموقف، فبعض الناس لا يحسن استغلال الوقت فبعد انتهاء الصلاة؛ يمكن للحاج أن يناول الطعام ويمكن أن يأخذ قسطا من الراحة، ثم يتفرغ فى بقية يوم عرفة للدعاء والذكر والقراءة ويحرص على الأذكار والأدعية الواردة عن النبى صلى الله عليه وسلم، فإنها من أجمع الأدعية وأنفعها فالدعاء يومَ عرفة خيرُ الدعاء. قال النبى صلى الله عليه وسلم: "خَيْرُ الدُّعَاءِ دُعَاءُ يَوْمِ عَرَفَةَ وَخَيْرُ مَا قُلْتُ أَنَا وَالنَّبِيُّونَ مِنْ قَبْلِى لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ " حديث حسن رواه الترمذى وغيره.
8- عدم مراعاة آداب الدعاء: وينبغى أن يتأدب بآداب الدعاء، فيكون وقت الدعاء مستقبلاً القبلة بعد الوضوء، ويرفع يديه, ويُظهر الافتقار والذلة والتواضع والحاجة إلى الله عز وجل، ويُلح فى الدعاء ولا يستبطئ الإجابة. ولا يعتدى فى دعائه بأن يسأل ما لا يجوز شرعاً، وأن يغتنم هذا الموقف العظيم فى الدعاء، فهو من أشرف الأماكن وأحسن الأوقات التى يستجاب فيها الدعاء.
9- ترك الجمع والقصر بين صلاتى الظهر والعصر والسنة جمعهما وقصرهما، وثبت عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه مكث يوم عرفة بنمرة حتى زالت الشمس، ثم ركب ثم نزل فصلى الظهر والعصر ركعتين ركعتين جمع تقديم بأذان واحد وإقامتين كما فى حديث جابر فى صحيح مسلم.
10- الصلاة خلف المذياع: لا تجوز، وأما من يحب الاستفادة من خطبة عرفه، ولا يتمكن من الذهاب للمسجد لصعوبة الذهاب إلى المسجد، فيمكن وضع مكبر الصوت أمام المذياع ليسمع الناس الخطبة، ثم يصلون فى المخيم، ولا يصلوا خلف المذياع.
11- صلاة المغرب والعشاء فى عرفة: بعض الناس قد يتأخر فى الدفع من عرفة بسبب الزحام، فيصلى المغرب والعشاء فى عرفة، والسنة أن يصلى المغرب والعشاء بعد الوصول إلى مزدلفة، أو فى أثناء الطريق إلى مزدلفة لمن لم يصل إلى مزدلفة وخاف خروج الوقت، لأن وقتَ صلاة العشاء إلى نصفِ الليل، كما ثبت ذلك فى « صحيح مسلم» من حديث عبدالله بن عمرو بن العاص عن النبى صلى الله عليه وسلّم فلا يحلُّ تأخيرها عن مُنتصف الليل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة