لم تعد الأجواء مهيأة للاستثمار فى قطر، هذا هو لسان حال المستثمرين الأجانب المتواجدين فى قطر خلال الفترة الراهنة، حيث لم يعد النظام القطرى ينشغل بشكاوى رجال الأعمال الأجانب ما دفع لهروب رؤوس الأموال من قطر، إلى جانب أن الظروف التى تمر بها المنطقة العربية والتوتر الناشب بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران سيكون له تأثير عكس على القطاع المصري القطرى.
فى السياق ذاته سلطت قناة مباشر قطر الضوء على تردى الأوضاع الاقتصادية داخل الدوحة وقالت إن رأس المال دائمًا يكون جبانًا، فأينما اشتم رائحة الاضطرابات يفر هاربًا على حد قولها، موضحة أن قطر لم تعد بيئة صالحة للاستثمار بسبب سياسات تنظيم الحمدين وهو الأمر الذى أدى إلى هروب كثير من المستثمرين من الدوحة مؤخرًا.
وأضافت فى تقرير لها أن نظام تميم بن حمد تجاهل صرخات رجال الأعمال، وتقدمهم بكثير من الشكاوى، التي تفيد تضرر عدة قطاعات استثمارية في الدوحة، محذرين من أن الأوضاع تزداد سوءًا، وأن تبعاتها ستكون أشد ضررًا من أي خطوة أخرى فى حين أن الأرقام المتدنية التي باتت تلتصق بالاقتصاد القطري لا يستقيم معها تنامي الاستثمارات خاصة أن هناك اضطرابات كبيرة يمر بها سوق المال والأعمال داخل الدوحة.
ولفت التقرير إلى أن سياسات تنظيم الحمدين المتخبطة منذ بدء المقاطعة العربية في يونيو 2017 كانت سببًا رئيسيًا فى هروب كثير من رؤوس الأموال من الدوحة فأمام هذا التجاهل القطري، لم يجد رجال الأعمال أمامهم بُدًا من ترك الميدان لتميم بن حمد وأذرعه الاستثمارية؛ حتى تزداد خساراته، ويتحمل تبعات قراراته السياسية الخاطئة، لاسيما أن الإحصائيات والبيانات الاقتصادية تؤكد أن مستقبل الاستثمار في البلاد يبدو شديد القتامة على حد قولها.
من جانبه أكد موقع قطريليكس، التابع للمعارضة القطرية، أن القلق بين المستثمرين تزايد خلال الأسابيع القليلة الماضية، مع احتمال تصاعد التوترات بين الولايات المتحدة وإيران، وكيف سيؤثر ذلك على المؤسسات المالية والحكومات في قطر، خاصة في ظل علاقاتها المتشعبة سواء مع طهران أو واشنطن، لاسيما وأنها تستضيف آلاف الجنود الأمريكان الذي يتجهزون لاحتمالية ضرب أهداف لنظام الملالي.
وذكر موقع قطريليكس، أنه خلال الفترة الماضية، تناولت وسائل الإعلام الإقليمية والدولية، عددًا لا يحصى من التقارير حول احتمال نشوب صراع عسكري بين الاثنين، حيث أكد البعض أنه من المحتمل بدرجة كبيرة في المستقبل القريب، بينما يشير آخرون إلى أن كلا البلدين يفضلون تجنبه.
ولفت الموقع التابع للمعارضة القطرية، أن القطاع المصرفي في قطر كان وما زال حجر الزاوية لاقتصاد البلد، حيث قد تؤدي المخاطر الجيوسياسية المتزايدة إلى صدمة ثقة في هذه النظم المصرفية، وبناءً على ذلك، من المتوقع أن تترك النظام نسبة عالية نسبيًا من ودائع المغتربين - وهي نسبة كبيرة من بيانات تمويل البنوك داخل الدوحة.
وأوضح موقع قطريليكس، أنه إذا تم إغلاق المضيق حتى لبضعة أيام، أو إذا كان هناك تصاعد كبير في التوترات بين حلفاء الولايات المتحدة وإيران، فإنه يمكن أن نشهد تدفقات كبيرة من رأس المال إلى الخارج، وبالتالي إلى انخفاض السيولة وهو ما يسبب اختناقًا سريعًا لاقتصاد قطر.
ولفت الموقع التابع للمعارضة القطرية إلى أن ستاندرد آند بورز قدرت ودائع المغتربين تمثل حوالي 30 %من إجمالي الودائع المحلية في قطر، والتى من الممكن أن تهرب من قطر، حيث إن هذه النسبة أعلى من تقديراتها لدول مجلس التعاون الخليجي الأخرى 10 %، وذلك بسبب النسبة المئوية الأكبر من المغتربين والعمالة الوافدة، حيث يشكلون 1.7 مليون مقيم مقابل 300 ألف مواطن قطري فقط.