تعد القيادة واحدة من أكبر التحديات التي تواجه كبار السن، فالمشكلات المرتبطة بالعمر مع البصر والمهارات الحركية وردود الفعل والقدرة الإدراكية تزيد من خطر وقوع حادث أو تصادم، لذلك هل ستكون السيارات ذاتية القيادة بمثابة حل؟
وفقا لما ذكره موقع "phys" العلمى، يوضح الدكتور شو لي، خبير أنظمة النقل الذكية في جامعة نيوكاسل بالمملكة المتحدة، "يُنظر إلى السيارات ذاتية القيادة على أنها أداة تغيير محتملة لهذه الفئة العمرية، ومؤمنة بالكامل، ويمكن أن تصلك لمدن غير مألوفة في جميع الحالات دون تدخل من السائق".
وأضاف "هناك عدة مستويات من التأمين، تتراوح من الصفر حيث يتحكم السائق بالكامل، وحتى المستوى الخامس حيث تكون السيارة هى المسؤولة، نحن مازلنا بعيدًا عن المستوى الخامس، ولكن المستوى الثالث قد يكون اتجاهًا جيدا فى الوقت الحالى، فهذا سيسمح للسائق بالانفصال تمامًا، ويمكنهم الجلوس ومشاهدة فيلم وتناول الطعام وحتى التحدث عبر الهاتف خلال القيادة".
ولكنها تختلف عن المستوى الرابع أو الخامس، لأنها لا تزال هناك بعض المواقف التي تطلب فيها السيارة من السائق استعادة السيطرة، وفي هذه المرحلة، يجب تشغيلها والعودة إليها في وضع القيادة خلال بضع ثوانٍ.
وبالنسبة للأشخاص الأصغر سناً، يعد التبديل بين المهام أمرًا سهلاً للغاية، ولكن مع تقدمنا في العمر، يصبح الأمر أكثر صعوبة، ويزداد الأمر تعقيدًا إذا كانت الظروف على الطريق سيئة.
ومن هنا أجرى فريق جامعة نيوكاسل بقيادة البروفيسور فيل بليث والدكتور لي، دراسة حول الوقت الذي يستغرقه السائقون الأكبر سنا لاستعادة السيطرة على السيارة الآلية في سيناريوهات مختلفة وكذلك جودة قيادتهم في هذه المواقف المختلفة.
وباستخدام أحدث تقنيات محاكاة DriveLAB بالجامعة، تم تقسيم 76 متطوعًا إلى فئتين عمريتين مختلفتين (20-35 و 60-81)، وتعرضوا لهذه التجربة، حيث ثم طُلب منهم استعادة السيطرة على سيارة آلية وتجنب مركبة ثابتة على طريق سريع وفي ظروف جوية سيئة عندما تكون الرؤية سيئة.
وتم قياس الوقت المستغرق لإعادة السيطرة على السيارة عند ثلاث نقاط وكانت جودة القيادة جيدة، لكن وقت رد فعل المتطوعين الأكبر سناً كان أبطأ بكثير من السائقين الشباب، فقد استغرق الأمر حوالي 8.3 ثانية بالنسبة لهم للتعامل مع العقبة مقارنة بحوالي 7 ثوان بالنسبة للفئة العمرية الأصغر سنا.
كما وجد الباحثون أيضًا أن السائقين الأكبر سناً يميلون إلى إظهار جودة قيادة أسوأ فيما يتعلق بتشغيل عجلة القيادة والمسرع والفرامل، مما يزيد من خطر وقوع حادث.
استكشف فريق البحث أيضًا آراء السائقين الأكبر سناً ومتطلباتهم تجاه تصميم السيارات الآلية بعد اكتساب خبرة مباشرة مع التقنيات الموجودة على جهاز محاكاة القيادة.
وكان السائقون الأكبر سناً إيجابيين بشكل عام تجاه السيارات الآلية، لكنهم قالوا إنهم يريدون الاحتفاظ بمستوى معين من التحكم في سياراتهم الآلية، وشعروا أيضًا أنهم يحتاجون إلى تحديثات منتظمة من السيارة، وبالتالي فإن السائق لديه وعي بما يحدث على الطريق وأين هم حتى عندما يكونون مشغولين بنشاط آخر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة