كيف تحايلت الصين على التعريفات الأمريكية؟ بكين نقلت منتجاتها إلى دول وسيطة لتوريدها لواشنطن بجمارك أقل.. والشركات الأمريكية تقوض حلم ترامب بإحياء شعار "صنع بأمريكا".. و4 دول هى الفائزة من الحرب التجارية

السبت، 06 يوليو 2019 08:30 م
كيف تحايلت الصين على التعريفات الأمريكية؟ بكين نقلت منتجاتها إلى دول وسيطة لتوريدها لواشنطن بجمارك أقل.. والشركات الأمريكية تقوض حلم ترامب بإحياء شعار "صنع بأمريكا".. و4 دول هى الفائزة من الحرب التجارية الرئيس الأمريكى ونظيره الصيني
كتب: بيشوى رمزى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

فى الوقت الذى يمكن للحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة أن تترك تداعيات سلبية كبيرة على الاقتصاد العالمى، بما فيها الاقتصاد الأمريكى نفسه، إلا أنه فى الوقت نفسه ربما تحقق بعض الدول انتصارات كبيرة من جراء تلك الحرب، خاصة فى القارة الآسيوية وهو ما بدا فى الأشهر الماضية.

 

ولعل الإجراءات التجارية التى اتخذها الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، بفرض تعريفات جمركية على الواردات القادمة من الصين، لم تقتصر فى أهدافها على تحقيق التوازن التجارى بين واشنطن وبكين، وأنما تحمل فى طياتها أهداف أخرى أكثر عمقا تتمثل فى تشجيع الداخل الأمريكى على المنتجات المصنوعة فى الداخل، حيث أن الجمارك المفروضة على السلع الصينية تدفع نحو بيعها بأسعار مرتفعة فى السوق الأمريكية، وهو ما يكبد التجار الأمريكيين خسائر كبيرة.

 

إلا أن التجار الأمريكيين ربما وجدوا طريقا أخر، يقوض هدف ترامب، يمكنهم من خلاله الحصول على المنتجات الصينية الرخيصة، عن طريق وسيط، عبر توريدها إلى الولايات المتحدة عن طريق دول أخرى، وعلى رأسها كوريا الجنوبية وفيتنام وتايوان وبنجلاديش، وهو الأمر الذى يحقق مكاسب جماعية، سواء للصين أو الدول الوسطاء السالف ذكرهم أو التجار الأمريكيين، بينما تبقى الولايات المتحدة هى الخاسر الوحيد فى النهاية.

 
 
الرئيس الأمريكى دونالد ترامب
 

وتقوم الفكرة التى باتت تعتمد عليها الصين لتحقيق هذا الهدف على أساس إعادة معالجة منتحاتها فى إحدى الدول المذكورة، وبالتالى يتم توريدها كجزء من منتجاتها، إلا أنه من غير المعروف حتى الآن ما إذا كانت الصين دشنت فروع لها فى الدول الأخرى، أم أنها تقوم بتوريدها ليتم معالجتها بأقل قدر من قبل المصانع المحلية فى تلك الدول.

 

وبحسب إحصائية نشرها موقع "سى أن إن" الأمريكى، فإنه خلال الأشهر الخمسة الأولى من عام 2019، استوردت الولايات المتحدة بضائع أقل بنسبة 12% من الصين إذا ما قورنت بنفس الفترة من العام الماضى، ولكن الواردات من فيتنام ارتفعت بنسبة 36%، وزادت بنسبة 23% من تايوان، و14% من بنجلاديش، و12% من كوريا الجنوبية.

 

من جانبها، قال حوالى 40% من الشركات التى شملتها الدراسة فى مايو من قبل غرفة التجارة الأمريكية ونظيرتها فى شنجهاى إنها تدرس أو نقلت بالفعل بعض الصناعات التحويلية خارج الصين بسبب الرسوم الجمركية. بالنسبة لأولئك الذين نقلوا الإنتاج، تحول حوالى ربعهم إلى جنوب شرق آسيا. قال أقل من 6% أنهم انتقلوا أو يفكرون فى الانتقال إلى الولايات المتحدة.

 

التعريفات التى فرضها ترامب على السلع الاستهلاكية مثل قبعات البيسبول والأمتعة والدراجات وحقائب اليد التى يتم تصنيعها فى الصين أكثر تكلفة للمستوردين الأمريكيين، بالإضافة إلى الضرائب تم فرضها على مجموعة متنوعة من الآلات والسلع الصناعية، بما فى ذلك بعض الأجهزة والأدوات الأخرى، كالصحون والغسالات والمجففات وفلاتر المياه.

رئيس الصين
 
كان الرئيس ترامب قد قال الأسبوع الماضي إن المحادثات "عادت إلى مسارها" وأن الرسوم الجمركية الجديدة معلقة بعد اجتماعه مع الرئيس الصينى شى جين بينج على هامش قمة مجموعة العشرين والتى عقدت فى مدينة أوساكا اليابانية.
 
 
إلا أن حالة الذهول التي أصابت التجار الأمريكيين فى مايو الماضى عندما وصلت قيمة التعريفات الجمركية إلى أكثر من 200 مليار دولار من البضائع بحجة أن الصين تخلت عن الاتفاقات السابقة ربما دفعتهم إلى طريق أخر يمكنهم من خلاله الاحتفاظ بمكاسبهم.
 






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة