غضب الرب.. ثلث العالم يفنى فى زمن "الموت الاسود".. اعرف الحكاية

الخميس، 04 يوليو 2019 06:00 م
غضب الرب.. ثلث العالم يفنى فى زمن "الموت الاسود".. اعرف الحكاية الموت الأسود
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى مثل هذا اليوم، فى 4 يوليو من عام 1348م، أصدر البابا كلمنت السادس، مرسوما بابويا ضد اضطهاد اليهود فى زمن "الموت الأسود"، وهو الإعلان الكنسى الذى تجاهله الناس لتستمر أعمال القتل.
 
وزمن الموت أو الطاعون الأسود أو الموت العظيم، هى إشارة إلى وباء الطاعون الذى اجتاح أنحاء أوروبا بين عامي 1347 و1352 وتسبب في موت ما لا يقل عن ثلث سكان القارة، حيث انتشرت أوبئة مشابهة في نفس الوقت في آسيا والشرق الأدنى، مما يوحي بأن هذا الوباء الأوروبي كان جزءاً من وباء عالمي أوسع نطاقا، لكن ما علاقة اضطهاد اليهود بهذا الوباء وكيف تدخلت الكنيسة فى تلك الأزمة.
 
بحسب موسوعة "الجماعات اليهودية.. تواريخ" (الجزء الرابع ص 411) للمفكر الدكتور عبد الوهاب المسيرى، فإن وباء الموت الأسود قضى على نحو 25 مليون نسمة من سكان قارة أوروبا، وهو عدد يشكل ما بين ثلت ونصف سكان القارة فى الفترة من 1447 إلى 1350 م، وقد شخص الوباء بأنه نوع من أنواع الطاعون.
 
وبحسب "المسيرى" لم يكن هناك تفسير علمى لهذه الظاهرة فى العصور الوسطى، فأصابت الناس بالذهول، وفسرته الجماهير بأنه "غضب الرب بسبب فساد الناس" كما اتجهت الشكوك نحو أعضاء الجماعات اليهودية لأن معدلات الإصابة بين اليهود كانت أقل نسبيا من المعدلات العامة مع أن أعضاء الجماعات اليهودية كانوا يعيشون بين الجماهير، ولعل هذا كان يعود إلى عزل اليهود فى الجيتو – حى كان يقتصر على الأقليات- عن بقية السكان وإلى وضعهم الطبقى المميز وقوانين الطعام الخاصة بهم.
 
وبسبب هذا الشكوك قامت الجماهير بالهجوم على أعضاء الجماعات اليهودية فى أنحاء متفرقة من أوروبا، لعل أقلها فى أسبانيا وجنوب فرنسا، وأكثرها فى الإمبرطورية الرومانية المقدسة، وخصوصا ألمانيا، وكانت التهمة الموجهة إليهم هى قيامهم بتسمم الآبار للقضاء على المسيحيين، وتعد هذه الهجمات من أشد الهجمات وطأة التى تمت ضد اليهود باستثناء تلك التى تمت أثناء حروب الفرنجة، بحسب وصف الدكتور عبد الوهاب المسيرى.
 
ومما يجدر ذكره أن عمليات الهجوم والطرد لم تكن مقصورة على اليهود رغم إنهم قد يكونون ضحيتها الأساسية، فقد كان سكان المدن أحيانا يطردون الشحاذون، وفى بعض الحالات قاموا بطرد النبلاء ووجهت تهمة تسميم الآبار لبعض كبار الكهنة أيضا.
 
ويشير الكتاب إلى أن الكنيسة حاولت القيام بدورها من أجل حماية اليهود، فأصدر البابا كليمنت السادس مرسوما للدفاع عن اليهود، كما بين بعض الدوافع الاقتصادية الكامنة وراء الهجمات مثل التخلص من الديون والمنافسة التجارية، وبين أن اليهود لا يمكن أن يكونوا مسئولين عن الموت الأسود لأنه وصل إلى مناطق لا يوجد فيها يهود، وكذلك حاولت الطبقة الحاكمة من الملوك والأمراء وكبار الممولين الدفاع عن اليهود، ولكن هذه المحاولات كانت دون جدوى فى بعض الأحيان، لأن الهجوم على اليهود، كان يأخذ شكل الثورة الشعبية، التى لم يكن بإمكان السلطة الحاكمة التصدى لها.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة