عندما تعرف أن رجل الأعمال الأمريكى الشهير "وارين بافيت" الذى يعد ثالث أغنى رجل على مستوى العالم حسب تقييم مجلة فوربس، والذى تبرع بـ 3.6 مليار دولار من أسهم مجموعته بيركشاير هاثاواى لخمس منظمات خيرية منها مؤسسة بيل ومليندا جيتس، وذلك فى أكبر إسهام فى خطة بافيت للتنازل عن ثروته، حتما سوف تفكر فى الأشياء التى شكلت هذا الرجل، وبالطبع سوف تجد كتابا مهما كان له أثر كبير فى ذلك، وقد تأثر "بافيت" بكتاب "المستثمر الذكى " لـ بنيامين جراهام، الذى صدرت طبعته الأولى فى عام 1949، أى منذ 70 عاما بالتمام والكمال.
وقدم موقع valuewalk عرضا للكتاب قام به "كريس لى سوسانتو" قال فيه "إن كتاب المستثمر الذكى لبنيامين جراهام كتاب عظيم لدرجة أن "وارين بافيت" نفسه كتب مقدمة له، ذكر فيها أنه قرأ الطبعة الأولى من الكتاب لأول مرة عام 1950، وكان عمره تسعة عشر عامًا فقط فى ذلك الوقت، لقد ظن آنذاك، وما زال، أن المستثمر الذكى هو إلى حد بعيد أفضل كتاب عن الاستثمار.
ويؤكد العرض أن فكرة الكتاب تقوم على أساس "كيف يمكننا تقليل احتمالات المعاناة من خسائر، وكيف يمكننا تعظيم فرص تحقيق مكاسب مستدامة" وتساءل العرض: ماذا يعنى جراهام بـ مستثمر "ذكى"؟ وأجاب أنه يقصد ذلك "الصبور، المنضبط، الحريص على التعلم، والذى يسخر عواطفه ويفكر فى مستقبله".
ويقول "حسونة الطيب" فى قراءة للكتاب فى صحيفة الاتحاد الإماراتية "يعتبر كتاب المستثمر الذكى، الذى تجاوزت مبيعاته مليون نسخة، بمثابة المرجع الذى تستدل به سوق الأوراق المالية منذ نشره لأول مرة فى 1949، حيث أثبتت تطورات السوق على مر الزمان، حكمة استراتيجيات جراهام. ومع الاحتفاظ بوحدة النص الأصلى للكتاب، تتضمن هذه النسخة، مراجعة حديثة للصحفى المالى جيسون زويج، بغرض تقديم عرض للسوق الحالية والظروف المالية الراهنة وتقديم المزيد من الفهم لكيفية تطبيق مبادئ الكاتب".
ويضيف "الطيب" يعتبر كتاب المستثمر الذكي، وهو بمثابة كتاب للسياسة الاستثمارية، واحداً من أهم الكتب التى تساعد القارئ العادي، على تحقيق أهدافه المالية. ونجح المؤلف فى تحويل مفاهيم صعبة لمصطلحات يسهل فهمها، علاوة على إمكانية تطبيقه من قبل المستثمر العادي.
وكتاب المستثمر الذكى شيق ومفيد رغم أن عدد صفحاته يبلغ حوالى 700صفحة، ويعد من الكتب المثالية لكل المهتمين فى مجال الاستثمار، وبالأخص العاملين فى البورصة، فهو من أهم الكتب الثرية بالمعلومات التى تعمل على تأهيل المستثمر ليكون أكثر نجاحاً، حيث يقدم كتاب المستثمر الذكى المعلومات المختلفة فى مجالات العملات المالية، والسندات، والأسهم، وما إلى ذلك من مجالات الإستثمارات المالية، وبالرغم من حجم الكتاب الكبير إلى أنه يتميز بالكتابة الشيقة، والإرشادات الغزيرة التى ترشد المستثمرين للتطوير من أسلوبهم وسياستهم.
ما يقوله وارن بافيت عن كتاب المستثمر الذكى
يقول "وارن بافيت" عندما سئل عن أفضل كتاب للاستثمار "قرأت الطبعة الأولى من كتاب المستثمر الذكى منذ 67 سنة عندما كنت فى التاسعة عشرة من عمرى، ومنذ ذلك الحين وأنا اعتبره أفضل كتاب على الاطلاق عن الاستثمار"
وقد صرَّح وارن بافيت بأن الفصلين 8 و20، كانا حجر الأساس لنشاطه الاستثمارى المنطقى والمعقول لمدة تزيد عن 60 عاما، فتعلم منه كيف يفكر بسهم ما، وكيف يفكر بسوق الأسهم، واقترح على كل المستثمرين أن يقرأوا هذين الفصلين، ويعيدوا قراءتهما فى كل مرة يكون فيها السوق على وجه الخصوص، قويًا أو ضعيفًا.
ومن أفكار الكتاب
ومن أفكار الكتاب
السعر يأتى فى مقابل القيمة
"هى أولى أفكار كتاب المستثمر الذكى، وقام جراهام بتعريف الفرق بين كل من القيمة والسعر، حيث أوضح أن السعر هو قيمة ما تقوم بدفعه لشراء ورقة مالية، والقيمة هى ما تقوم باستلامه فى حالة قمت ببيع الورقة المالية أو ما تعرف بالسهم.
ولهذا فإن كل من السعر والقيمة يرتبطان ارتباطاً وثيقاً ببعضهما البعض، كما ينصح جراهام المسثمرين بعدم الإهتمام بالسوق وحالته سواء كان فى صعود او فى هبوط، ولكن على المستثمر أن يقوم بالتركيز على قيمة السهم.
القيمة الحقيقية هى أساس الاستثمار
نصح بنيامين جراهام فى كتابه بتلك الفكرة، والتى يعنى بها أنه يجب على المستثمر أن يقوم بإدراك القيمة الحقيقية للشركة مهما كان سهمها، إما فى صعود أو هبوط، وقام بتصوير الفكرة فى مثال حيث صور جراهام فيه مدى أهمية الفكرة، وقد أوضح بأنه فى حين قام المستثمر بشراء سهم، فسيأتى إليه يومياً شخصية تسمى "مستر ماركت" وتقوم الشخصية تلك بتقديم عرض يومى لبيع ما تم شرائه، وهناك احتمالية أن يرتفع السعر مرة، وينخفض فى مرة أخرى، وعليك ألا تهتم لتلك الشخصية أبداً لطالما كنت مقتنعاً بقيمة السهم فى الشركة.
المضاربة مقابل الاستثمار
أوضح بنيامين جراهام تلك الفكرة أن كل من عمليتى الشراء والبيع تتم فى الأساس بالإعتماد على الإختيار، وهناك من المستثمرين ما يرى أن المضاربة هى ضرورية وبدون خطة عمل.
بنيامين جراهام.. الأب الروحى
أما مؤلف الكتاب بنيامين جراهام، فيعتبره الكثيرين الأب الروحى لمدرسة الاستثمار بناءً على القيمة الحقيقية، التى يتم استخدامها للاستثمار، وقد تتلمذ على يديه كثيرون من مشاهير سوق المال، بدأ حياته المهنية ببورصة وول ستريت كـ مراسل فى شركة للوساطة المالية تُدعى هندرسون ولوب، وانحصر عمله آنذاك على تسجيل أسعار الأوراق المالية على لوح خشبى لقاء 12 دولار فى الأسبوع، ثم تطورت مسؤولياته لكتابة التقارير المالية، وليصبح أيضًا شريكًا فى شركة الوساطة التى يعمل بها.
وبحلول عام 1919م بلغ الدخل السنوى له 600,000 دولار، وهو لم يتجاوز عمر الخامسة والعشرين، أسس بنيامين جراهام شركة استثمارية مع جيروم نيومان عام 1926م والتى كُتب لها العيش والنجاة من أزمات مالية متعددة كانهيار عام 1929م، الكساد العظيم، والحرب العالمية الثانية، والحرب الكورية، إلى أن تمت تصفيتها عام 1956م.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة