صور.. مأمور قسم أول أسيوط منقذ 100 طفل من الحريق لـ"اليوم السابع": ما فعلته واجب ولا أنتظر التكريم.. رجال الشرطة مستعدون لتقديم أرواحهم فى سبيل أمن البلاد والمواطنين والأطفال.. ورد فعل الناس الإيجابى أكبر جائزة

بطل من عالم آخر، استطاع أن ينقذ 100 طفل ورضيع فى واقعة نشوب حريق بحضانة "الشابات المسلمات" بمدينة أسيوط، والذى نتج عنه إصابة 14 شخصًا باختناقات.

وبالرغم من مرور 7 شهور أو أكثر على الواقعة، إلا أن أهالى المنطقة جددوا مطالبهم على مواقع التواصل الاجتماعى، بتكريم العميد حاتم الخشت مأمور قسم أول أسيوط، الذى استطاع إنقاذ الأطفال من الاختناق والموت نتيجة النيران التى طالت الحضانة ونقل على إثرها المأمور إلى مستشفى الشرطة لتلقى العلاج نتيجة الإجهاد الكبير والاختناق الذى أصابه أثناء الإنقاذ.

وقال العميد حاتم الخشت فى تصريح خاص لـ"اليوم السابع"، إنه لا يعلم السبب فى فتح الموضوع مرة أخرى، وإعادة نشره، ولكنه فوجئ بمواقع التواصل الاجتماعى تعاود نشر صوره، وهو بالمستشفى بعد نقله لتلقى العلاج وصور الحضانة وسيارات الإطفاء وبشكل أكثر من يوم الواقعة ذاتها.

وأضاف "الخشت"، أنه مستمر فى عمله كمأمور لقسم أول أسيوط نفس دائرة الواقعة وأنه خضع لفترة علاج لمدة أيام معدودة ولا ينسى زيارة اللواء الشهيد جمال شكر مدير أمن أسيوط السابق، واللواء جمال نور الدين محافظ أسيوط له فى المستشفى وبعض زملائه وبعض قيادات مديرية الأمن كما استقبل عددا كبيرا من أهالى الأطفال وبعض ممثلى المدارس التى بها الأطفال مقدمين الشكر له ولرجال الشرطة ولرجال الحماية المدنية على ما قدموه وبذلوه خلال الحريق والسيطرة على هذا الحريق الذى كاد أن يودى بحياة قرابة الـ100 طفل، فضلا عن تكريمى من بعض الجمعيات الأهلية والحقوقية وبعض الأحزاب بالمحافظة.

وأوضح الخشت، أن ما قام به هو واجبه كرجل شرطة، وواجب إنسانى لا ينتظر منه الشكر أو التقدير وأن كل رجال الشرطة مستعدون لبذل وتقديم أرواحهم فى سبيل أمن البلاد والمواطنين والأطفال فهذا ما تعلمناه وهذا ما سنعلمه لأبنائنا ومن يأتون بعدنا لإستكمال المسيرة وأصوات الأطفال وبكائهم أثناء إندلاع الحريق كان كفيلا بتحريك الحجر قبل البشر ولا أنسى مساعدات الطلاب الذين تسلقوا الحوائط ورجال الدفاع المدنى الذين بذلوا كل ما فى وسعهم لإنقاذ الأطفال.

وكان "اليوم السابع" قد انفرد بحوار مع العميد "حاتم الخشت" فى منتصف يناير من هذا العام وتحدث فيه المأمور عن بداية تلقيه البلاغ وبمجرد أن علم أن هناك أطفال بالمبنى لم يتمالك أعصابه وأخذ قوة من قسم الشرطة وسيارة إطفاء موجودة بالقسم تابعة للدفاع المدنى وتوجه بها إلى مكان البلاغ وتناول كيف كانت الطريق مزدحمة وكيف كان يضغط على سرينة الشرطة بشكل مستمر حتى يتم فتح الطرق حتى يصل للبلاغ بأقصى سرعة.

وتعرض الخشت خلال حواره إلى حماس الشباب المتجمعين حول الحضانة عندما رأوه يقتحم النيران فدخل معه عدد ليس بالقليل وأنه ذهب للطابق الثانى على الفور فوجد أطفالا صغارا منهارين من البكاء وأطفال رضع وبدأ البعض فى التوجه بالأطفال إلى سطح المبنى كونه أكثر أمانا وأن لحظات إخلاء الأطفال كانت من أصعب اللحظات عليه وعلى من معه فأصوات الأطفال والرضع والبكاء المستمر سبب حالة من الهلع وكان يحتاج الى سرعة التفكير فكنت أصعد إلى الطابق الثانى وأحمل طفل وطفلين فى يدى ثم أنزل بهما إلى خارج الحضانة ثم أعود مرة أخرى إلى الطوابق العليا وهكذا قرابة الـ5 مرات حتى تمكنا بمساعدة قوات الحماية المدنية ورجال الإطفاء من السيطرة على الحريق وإنقاذ كل الأطفال الرضع والصغار من هذا الحريق الهائل الذى كاد أن يودى بحياتهم جميعا وأضاف خلال حواره أنه من أصعب المشاهد على الإطلاق التى تعرض لها أنه بعد إخلاء عدد كبير من الأطفال وجدت صدفة وأنا أقوم بمراجعة الأسرة الموجودة فى الغرف طفل عمره 8 شهور لا يصدر صوتا وكان من الممكن أن ننساه وكان حينها سيلقى حتفه بسبب النيران والأدخنة ولكن الحمد لله أننى كنت أراجع الأسرة والغرف ولم أشعر بأى تعب إطلاقا وصعدت إلى الأدوار العليا أكثر من مرة وكان هناك أطفال فوق السطح لم أكن قلقا عليهم وبعد أن بدأت الأمور تتضح وأخرجنا كل الأطفال بمعاونة رجال الحماية المدنية، والشباب المحيط بالجمعية وفى لحظة من اللحظات بدأت أشعر بضيق تنفس شديد ودوار ولم أشعر بعدها إلا وأنا على سرير المستشفى بعد أن حاولت أن أقاوم الإغماء ولكن من الواضح اننى تشبعت كثيرا بالأدخنة بالإضافة إلى الإنهاك والتعب نتيجة الصعود والنزول بالطوابق العليا.

وكانت مديرية أمن أسيوط قد تلقت بلاغا بنشوب حريق بحضانة الشابات المسلمات بمدينة أسيوط، وبالانتقال والإسعاف والحماية المدنية تبين صحة البلاغ وتبين نشوب حريق بمطبخ الحضانة امتدت إلى الأدوار العليا وتمكنت قوات الحماية المدنية والعميد حاتم الخشت مأمور قسم أول أسيوط من إنقاذ العشرات من الأطفال قبل امتداد النيران إلى أسرتهم بالطوابق العليا وتحرر المحضر اللازم.