اجرى ع رزقك وخليها ع الله

كوب عصير قصب ترك الثلج أثره على زجاجه الخارجى فتحولت إلى "كوباية مشبرة".. هذا المشهد كفيل بأن يجذب أى شخص فى ظل ارتفاع درجات الحرارة، الذي نعيشه هذه الأيام ،خاصة أن عصير القصب من المشروبات الشعبية التى تحولت إلى طقس يفضله عدد كبير من المصريين خلال الأيام الحارة، فتجد المحال المتخصصة فى بيعه مزدحمة بالعديد من الأشخاص الذين ينتظرون دورهم فى الحصول على كوب من العصيرالمنتظر ليروى ظمأهم، ذلك العصير الذى كان يُعصر يدويًا فى البداية، إلى أن تم اختراع بعض آلات العصر الكهربائية مع التقدم التكنولوجى.

 

 

 

 

ورغم اختفاء ماكينة عصر قصب السكر اليدوية، إلا أن هناك بعض الأشخاص فى القرى الصغيرة  مازالوا يستخدموها، ويعتبرونها مصدر رزقهم الوحيد فى الدنيا، وبطل قصتنا اليوم أحد هؤلاء الأشخاص.

ورث "عم محمد" المهنة التى يمتهنا منذ 35 عامًا أبًا عن جد، ويبدأ يومه منذ الساعة الثانية بعد منتصف الليل، حيث يرتدى وزوجته ملابسهما البسيطة، ويبدأن  فى تجهيز معداتهما وتبدأ حينها رحلة السفر من مسقط الرأس فى قرية "بهبيت" إلى الأسواق والموالد والأماكن المختلفة التى تضمن له تجمع عدد كبير من الأشخاص الذين يمكن أن يشتروا منه العصير.

 

 

 

 

لا يملك من حطام الدنيا سوى 4 أطفال وزوجته، وعربة خشبية يضع فوقها جهاز عصر القصب اليدوى، فيبدأ رحلته هو زوجته يوميًا لمدة 3 ساعات للوصول إلى السوق، وحلت بهما عربة العصير فى سوق قرية "مزغونة" فى البدرشين حيث يتولى هو مهمة تجهيز أعواد القصب وتكسير قوالب الثلج، بينما تمسك زوجته  بالقصب وتضعه فى الماكينة ويعاونها فى عصره أحد الرجال لإدارة "الترس" المسؤول عن عصر القصب، ليثقبل الجميع على تناول كوب من عصير القصب الطبيعى الطازج دون أية إضافات، كل ذلك مقابل جنيهان فقط.

 

 

 

 

"اتعودت على الشغلانة وورثتها عن أجدادى وماليش مكان محدد بروح أى مكان بسعى فيه ورا رزقى فين ما يكون".. كلمات قالها عم محمد عن عمله فى عصر القصب، وأضاف أنه يقف بمعاونة زوجته فى السوق منذ الخامسة فجرًا وحتى الثانية ظهرا ، واختتم حديثه لـ "اليوم السابع" قائلًا: "الحمد والشكر لله إني باكلها حلال ودا بالدنيا ومافيها".