"المنيا بلد المحبة"..مسلمون يفتتحون كنيسة وسط إطلاق الزغاريد.. أقباط القرية: إخواننا ساهموا فى تجهيز حفل الافتتاح وحضور القداس.. والعمدة: المحبة بيننا لا تنتهى.. وكاهن الكنيسة: عادة بيننا ليست جديدة (صور)

السبت، 27 يوليو 2019 07:00 م
"المنيا بلد المحبة"..مسلمون يفتتحون كنيسة وسط إطلاق الزغاريد.. أقباط القرية: إخواننا ساهموا فى تجهيز حفل الافتتاح وحضور القداس.. والعمدة: المحبة بيننا لا تنتهى.. وكاهن الكنيسة: عادة بيننا ليست جديدة (صور) افتتاح الكنيسة
المنيا – فريق المحافظات

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ضرب أهالى إحدى قرى شرق النيل جنوب محافظة المنيا، مثلاً رائعًا فى التماسك والوحدة الوطنية بين صفوف المصريين، أثناء افتتاح كنيسة "مارجرجس" للأقباط الكاثوليك فى قرية نجع الدك، اليوم السبت، بحضور الكثير من مسلمى ومشايخ القرية وسط إطلاق الزغاريد.
 
أحد أقباط القرية
 
وفور أن تخطو قدماك القرية البسيطة التى تطل على نهر النيل ويبلغ تعداد سكانها 7 آلاف نسمة تقريبًا تجد لافتة كبيرة تحمل صورة الأمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب ويرافقه بابا الفاتيكان مكتوب عليها " شعب نجع الدك مسلمين ومسيحيين يرحبون بكم".. تلك كانت بداية الحب والتآخى بين نسيج الوطن هناك، غير أنك فور وصولك لكنيسة القرية التى تم هدمها وإعادة بناءها وافتتاحها اليوم، تجد عمائم المشايخ وسبح المسلمين تعانق الصليب والكهنة والمصلين الوافدين للقداس التدشينى للكنيسة.
 
"اليوم السابع" عاش أجواء افتتاح كنيسة مارجرجس التى تم تدشينها اليوم بحضور سفير الفاتيكان بمصر "برونو موزارو"، و الأنبا إبراهيم إسحق بطريرك الأقباط الكاثوليك، والأنبا باسيليوس فوزى مطران ايبراشية سوهاج، والأنبا بطرس فهيم مطران الأقباط الكاثوليك بالمنيا، والمئات من مسلمى وأقباط القرية، الذين أكدوا على حبهم لبعضهم البعض والفرحة المتبادلة عند بناء كل بيت لله سواء مسجد كان أم كنيسة.
 
افتتتاح الكنيسة
 

مسلمى القرية: تربينا منذ الصغر فى منازل الأقباط 

يقول عمدة القرية عصام عمر، إنه لا يوجد كلمة مسلم أو مسيحى فى القرية، فدائما ما نحضر افتتاح الكنائس، ويشاطرنا المسيحيين افتتاح المساجد، فطباع أهل البلد تتسم بالحب والمودة ، ولم نشهد أبدا أية مشكلات بيننا، فالتسامح والأخوة تعلمناه منذ الصغر ونورثها جيل بعد جيل لأبنائنا والاختلاف فقط فى "البطاقة".
 
يضيف عمر لـ"اليوم السابع" أن نجع الدك التابعة للقرية الأم "الشيخ تمى" هى قرية معروف عنها شدة حب الأهالى لبعضهم البعض، وفعل الخير بينهم وبين بعض لا يعرف تغيير الديانة، وهذا ما تربى عليه الجميع منذ عشرات السنين.
 
محمود عاشور رجل سبعينى و أحد مسلمى القرية الذين حضروا منذ السابعة والنصف صباحا لحضور الافتتاح، قال: إننا أخوة فى الفرح والعزاء ولا يوجد أى فرق، ودائما ما نجلس فى منازل بعضنا منذ الجدود والصغر، ونأكل فى منازل بعضنا يوميًا، مقدما الشكر لكل من ساهم فى بناء الكنيسة لتصبح منارة جديدة فى قريتهم البسيطة.
 
افتتاح الكنيسة بحضور سفير الفاتيكان
 
وقال وصفى حكيم، أحد أقباط القرية، الذى جاء لحضور القداس، إنه منذ أن كان طفلاً كان يذهب لأحد المشايخ يدعى "عبدالجواد" لحضور الكتاب، ويأتى كذلك الأطفال المسلمين لحضور القداس، ونشارك بعضنا كل الأوقات بالحب، مؤكدا أنهم لم يسمعوا عن أية مشكلات بين الأهالى منذ أكثر من 80 عامًا منذ معيشتهم بالقرية، وعلموا أبنائهم أن الدين لله والحب والمجتمع للجميع.
 
وأشار وصفى إلى أنه منذ الصباح الباكر ويقوم العديد من شباب القرية المسلمين بمساعدتهم فى تجهيز حفل الافتتاح، ونقل أية احتياجات إليهم، إذ يوجد العديد من منازل المسلمين بمحيط الكنيسة، والكل رحب ببنائها أكثر من الأقباط أنفسهم.
 

إمام مسجد القرية: بناء المسجد والكنيسة يؤديان لطريق واحد وهو طريق الله

الشيخ خليفة فرحات، إمام مسجد القرية، وأحد حضور افتتاح الكنيسة، قال إن بناء الكنيسة وبناء المسجد يؤديان لطريق واحد وهو الله، وقرب وجود الكنيسة من المسجد بالقرى يدل على التماسك وحق المواطنة، ويذكرنا ببناء الكنيسة المعلقة بجوار مسجد عمرو ابن العاص بمصر القديمة، مما يؤكد أن مصرنا هى بلد الأمن والأمان.
 
أحد المسلمين حضر للقرية منذ الثامنة صباحا
 
واستطرد إمام القرية، قائلاً: نسيج القرية المتمثل فى الأهالى يقفون يدًا فى يد لمناهضة أية سلبيات، وينشرون الحب دائما بين الأطفال والشباب والكبار، وهذا هو سر تماسك الأهالى ومحبتهم، مستشهدا بواقعة ذهاب صحابة النبى وهجرتهم للحبشة والتقوا بالملك النجاشى وبعد محاولة الأعداء الفتك بهم، حماهم الملك والأساقفة، وقالوا "بعث فينا النبى فعلمنا الأمانة والسلام، فقال ما جاء به رسولكم وعيسى يخرج من مشكاة واحدة"، وهذا خير دليل على الحب والأخوة.
 

أحد الأقباط: المسلمون أول من حمى الكنيسة فى أعقاب أحداث العنف عام 2013

وقدم إسحق وفيق، عضو هيئة الكنيسة، الشكر للمسلمين وجميع الحضور، مؤكدًا أنه فى أعقاب حالة الانفلات الأمنى عام 2013 وقف المسلمون لحماية الكنيسة من أية اعتداءات، وحموها كأنها مسجد ، وأنهم لن ينسوا كل تلك المواقف من مسلمى القرية التى تدل على الوعى والتدين والتماسك بينهم.
 
فيما قال القس حبيب غطاس، راعى الكنيسة، إن حضور أعداد كبيرة من مسلمى القرية ليس أمرًا جديدًا، فهى عادة تربوا عليها منذ الصغر، ودائمًا ما يشاركون فى المواقف المختلفة سواء الأعياد أو الأفراح والعزاء، وتدشين الكنائس، مشددًا على نشر ثقافة المحبة وأن تصبح كل القرى بمحافظات مصر مثل أهالى "نجع الدك".
 

عضو هيئة الكنيسة: المسلمون عرضوا مساعدات أثناء البناء أكثر من مرة.. وأول من جهزوا للحفل

ويروى لنا سامى ناجح، عضو هيئة مكتب الكنيسة، أنه منذ بداية خطوات الهدم والبناء ويرى العديد من المسلمين يعرضون مساعداتهم يوما بعد الآخر، حتى تم إنشاء الكنيسة فى وقت قصير، مضيفًا أنه تم إعادة بناء الكنيسة على مساحة 400 متر، مكونة من 5 طوابق، إذ تم تخصيص الدور الأرضى مكاتب وقاعة لراعى الكنيسة، والدور الثانى للصلاة، والثالث فصول لتعليم الأطفال، والرابع قاعة اجتماعات، والطابق الخامس والأخير كسكن لراعى الكنيس وأية وفود قد تأتى للزيارة.
 
وأختتم ناجح حديثه، قائلاً: إن حالة الفرحة بين الأقباط وأخواتهم المسلمين تكاد تكون متساوية أثناء أعمال بناء الكنيسة، فأهالى القرية والعمدة وجميع العائلات معروف عنهم الحب والمآخاة منذ عشرات السنين، وظهر ذلك فى حضور المشايخ والأهالى المسلمين لافتتاح الكنيسة منذ الصباح، والمشاركة فى فرحتنا، مؤكدًا أن تلك لم تكن المرة الأولى التى يشارك فيها المسلمون افتتاح الكنائس بالمحافظة، ودائمًا ما تظهر روح الحب بيننا جميعًا فى تلك المناسبات.
 
 
 
 
العمدة
 
 
 
القس حبيب غطاس كاهن الكنيسة
 
 
 
الكنيسة من الداخل
 
 
 
الكنيسة
 
 
 
امام القرية أثناء افتتاح الكنيسة
 
 
 
تدشين الكنيسة
 
 
 
قداس التدشين
 
 

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة