أكرم القصاص - علا الشافعي

طالب بدرجة مقاتل .. ابن الشرقية رفض الاستسلام لمرض السرطان وتفوق فى الثانوية العامة .. محمد فتح الله: عشت ظروفا صعبة بعد قرار بتر قدمى.. واستئصال الورم "دب الروح فيا من جديد".. وحلمى تكريم أسرتى من المحافظ

الجمعة، 26 يوليو 2019 01:31 م
طالب بدرجة مقاتل .. ابن الشرقية رفض الاستسلام لمرض السرطان وتفوق فى الثانوية العامة .. محمد فتح الله: عشت ظروفا صعبة بعد قرار بتر قدمى.. واستئصال الورم "دب الروح فيا من جديد".. وحلمى تكريم أسرتى من المحافظ محمد بطل حارب مرض السرطان فتفوق فى الثانوية العامة
الشرقية – إيمان مهنى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

اكتشاف الإصابة بمرض لعين مثل السرطان هو بمثابة صدمة قد تدمر حياة أى شخص يستسلم لها ، القليلون فقط من يتحدون لتحقيق الأفضل ويخرج من أزمته منتصرا ، محمد فتح الله ذو الـ17 عاما ابن محافظة الشرقية، واحد من بين هؤلاء الأبطال الذين رفضوا الاستسلام للمرض، يخوضون حربا شرسة مع المرض من اللحظة الأولى، فهو طالب بدرجة مقاتل لم يستسلم لمرضه، رفض تأجيل الدراسة وظل يراجع دروسه من داخل المستشفى ، وتفوق فى الثانوية العامة ويواصل محاربة المرض بشراسة.

في قرية طحلة بردين التابعة لمركز الزقازيق محافظة الشرقية، يعيش محمد فتح الله مع أسرته وأشقائه، الذى أكد أنه قبل عام كان يعيش حياة كلها سعادة واستقرار، يمارس هواياته المفضلة لعبة كرة القدم "كمهاجم" ورأس حربة للفريق ، ويجوب الجولات الرياضية ، يقول محمد إنه ظهر ورم أعلى كاحل القدم وظن أنه ناتج عن إصابة ملعب ، هو ذات التشخيص الذى أكده الأطباء فى البداية وبدأ العلاج و التمارين والعلاج الطبيعى ، ليمر شهرين دون نتيجة وزيادة فى الألم ، و بعرضه على أحد أساتذة العظام فى جامعة الزقازيق ، اكتشف أنه نوع نادر من سرطان العظام ، وطالبه بسرعة البدء فى العلاج.

IMAG5990

ويقول محمد فتح الله: شعرت بالصدمة فى البداية وأن حياتي انتهت ، وفقدت الأمل فى الحياة ودمرت حالتى النفسية ، خاصة مع بدء العلاج الكيماوى بـ 6 جلسات مكثفة أسبوعيا، وعشت أربعة شهور من أصعب لحظات حياتى التي قرر فيها الأطباء عمليه بتر القدم ، " حسيت أن حياتى انتهت "، مؤكدا أن نجاح جراحة استئصال الورم بدون بتر القدم كانت هى طاقة الدفع لعودة الحياة له وللأسرة ، مضيفا قائلا: " دبت الروح فيا من جديد " .

وأوضح أنه بدأ رحلة التحدى مع المرض ورفض تأجيل الدراسة، قائلا: "أخذت على عاتقى أن أكون من أوائل الثانوية العامة ، كنت أذهب للمستشفى لأخذ باقى الجرعات والتي وصل عددها لـ 18 جرعة بالكتب وجهاز لاب توب لمراجعة دروسى أثناء الجرعات، متابعا : " بالرغم من الألم إلا أنه كان عندى أمل وهدف أسعى لتحقيقه".

وتابع : "واصلت أيام الامتحانات السهر مع العلاج ، وبالفعل حصلت على مجموع 381   درجة بنسبة %93، وأوصل التحدى مع استبدال هوايتى المفضلة من كرة القدم الي الاهتمام ببرامج الكمبيوتر وأخذ دورات تقوية فى اللغة الإنجليزية ، تمهيدا للالتحاق بكلية التجارة شعبة اللغة الانجليزية" ، مؤكدا  : " حلمى الانتصار على مرض السرطان" ، وتكريم المحافظ الدكتور ممدوح غراب لأسرتي لأنهما عاشوا فترات صعبة جدا بسبب مرضى".

FB_IMG_1564090740287

يقول فتح الله عبدالمعبود والد الطالب ، مشرف بإحدى الشركات الخاصة، لـ" اليوم السابع": "لقد استقبلنا الخبر بصدمة شديدة وارتباك، حاولنا التواصل مع العديد من الأطباء المختصين ، جميعهم أكدوا صعوبة الحالة لندرة الإصابة بهذا النوع من الأورام وأن تأخير يوم هي مجازفة بالحياة".

ويكمل الأب: لم أنتظر دوري في قوائم انتظار المستشفيات العامة ، وقررت تحمل تكاليف علاجة الباهظة جدا حتى لو تكلف الأمر أن أبيع هدومى من أجل الحافظ على حياته، قائلا : "أوقات صعبة عشناها عند إعطائه جرعات الكيماوى المكثفة ، حيث كان يأخذ كل أسبوع جلسة ، تعرضه للألم نفسيا وصحيا بسبب الجرعات  ، فكان يعيش بالأيام لا يستطع النوم أو الأكل محروم من الحركة ، ودمرت نفسيتنا، خاصة بعد إجماع الأطباء المعالجين والاستشارين فى مصر والخارج بعد عرض التقارير الطيبة عليهم، أنه لابد من عملية بتر للقدم ، مضيفا أن ما حدث معجزة من الله عندما وجد الأطباء أن الشريان والشعيرات الدموية فى منطقة الورم لم تتأثر وقام الطبيب باستئصال عظمى من أسفل الركبة الى قبل الكاحل وتركيب شرائح أسمنت طبى لحين إجراء عملية أخرى بعد عام لزراعة عظام مع استمرار العلاج.

وتكمل والدة محمد : "فى لحظات ظننت أن ابني خلاص راح مني، لكن الله كان رحيم في قدره معنا" ، والأطباء كان يوصفون ابنى بالبطل لصبره وتقبله لمرضه والتغلب على متاعب جلسات الكيماوي ، ورغبته فى محاربة المرض ، فهو صبور طول عمره منذ كان طفلا ، مضيفة أننا مازلنا فى المرحلة الأولى ، وأمامه طريق طويل فى محاربة المرض ، فنحن كل شهر نجري أشعة وتحاليل ومتابعات علاجية له ، إلا أن حالته النفسية تحسنت وعودته للحياة كانت طاقة النور التى أعادت لأسرتنا البهجة، بعد عام من الحزن ، لافتة إلى أن مدرسي المدرسة كان لهم دور كبير في تفوقه وتمكينه من مراجعة دروسه ، فكانوا يحضرون للمنزل ويشرحون له المناهج.









الموضوعات المتعلقة


مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة