محمد أحمد طنطاوى

أسرار الروائح الكريهة على الطرق الزراعية

الأربعاء، 24 يوليو 2019 12:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

"الوجه البحرى".. عبارة خفيفة على المسامع، تعطيك إحساس بالانتعاش والبهجة بمجرد سماعها، ودائما الواجهات البحرية فى العقارات والشقق تكون لها أسعار مميزة وطلب خاص، ارتباطا بفكرة " الهواء" الذى نصفه جميعا بأنه "بحرى"، إلا أنك لو كنت من المسافرين على الطريق الزراعى لمحافظات الوجه البحرى، أو الدلتا، أو الشمال، كما هى على الخريطة، من القليوبية مرورا بالمنوفية والشرقية والدقهلية ودمياط، ستشتم رائحة نتنة تهب كل 10 كيلو مترات تقريبا، وكأنها جيف حيوانات نافقة أو مقابر أو مقالب قمامة، لدرجة أن هذه الرائحة تتسلل إلى السيارة، حتى ولو كانت نوافذها مغلقة.

ما أتحدث عنه تجربة شحصية حدثت قبل نحو ثلاثة أسابيع مضت، حيث كنت فى زيارة إلى محافظة دمياط، وطوال الطريق الممتد من القاهرة إليها، لم تفارق هذه الرائحة النتنة أنفى، وكأن هناك من ينشرها عمدا على الطريق، ما جعلنى أتساءل كل من ألقاه ما سبب هذه الروائح، ليجيب البعض أنها مزارع الدواجن المنتشرة على الطريق، والبعض الآخر يقول أنها تأتى من إلقاء الحيوانات النافقة على جابنى الترع المنتشرة فى هذه المنطقة، إلا أن المعلومات الحقيقية عن أسباب هذه الروائح لا يعرفها أحد وتحتاج إلى بحث وتقصى.

تلوث الهواء بهذه الروائح الكريهة قد يفسر السبب الكامن وراء عشرات الأمراض التى انتشرت فى منطقة الدلتا خلال الفترة الأخيرة، خاصة مع شيوع المسئولية مابين وزارة البيئة وسلطات المحافظات والمحافظين فى هذه المناطق، فالأمر يحتاج إلى تدخل عاجل من وزارة البيئة ووزارة التنمية المحلية من أجل الوصول إلى حلول واضحة لهذه المشكلة، وتحليل عينات الهواء، ومعرفة أسباب الروائح الكريهة، التى باتت مصدر إزعاج لكل من يمر على الطريق الزراعى.

يجب أن تقوم وزارة البيئة بدورها فى الكشف عن السبب الحقيقى لمصادر التلوث فى الدلتا، والعديد من الطرق الزراعية، ليس فى الوجه البحرى فقط بل فى محافظات شمال الصعيد أيضا، فالمشكلة متكررة، خاصة أن هذه المناطق مأهولة بالسكان، وقد تكون نوعية الهواء مصدرا أساسيا فى انتشار أنواع معينة من الأمراض أو نشاط أنواع من الفيروسات والبكتريا، قد تشكل خطورة على الصحة العامة للمواطنين.

نحتاج إلى توجيه من وزارة التنمية المحلية للمحافظين بضرورة مراقبة كل ملوثات الهواء وما قد يؤثر على الصحة العامة للمواطنين، فالأمر ليس بسيطا أو هينا أو ساذجا من وجهة نظر البعض، ولكنه هام للغاية، ويحتاج إلى حل سريع، فالهواء لا يعرف غنيا أو فقيرا، والحفاظ على سلامته أساسى لبقائنا جميعا.

 







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة