كتاب "القرآن والمتغيرات" يسأل: كيف للنص الثابت أن يستجيب للواقع المتغير؟

الثلاثاء، 23 يوليو 2019 11:00 م
كتاب "القرآن والمتغيرات" يسأل: كيف للنص الثابت أن يستجيب للواقع المتغير؟ غلاف الكتاب
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
من الكتب المهمة التى تثير الكثير من النقاش وتفتح الباب لكثير من التفكير كتاب "القرآن والمتغيرات الاجتماعية والتاريخية" لـ محمد أبو القاسم حاج حمد، والصادر عن دار الساقى.
 
ويناقش الكتاب كيف يمكن للنص القرآنى الثابت بشكله ورسمه ومحدودية مفرداته أن يستجيب للواقع اللامتناهى بأحداثه ونوازله ووقائعه؟
 
ويحاول المؤلف أن يؤكد فى هذا الكتاب للحركات الإسلامية التى ما زالت تنظر فى القرآن بمنهج فكرى ماضوى، أن التغيير لايمكن أن يكون بالعودة إلى الوراء وسحبه إلى الحاضر بمشاكله وأجوبته، ويفترض المؤلف أن القرآن قادر أن يتفاعل مع كافة مناهج المعرفة والثقافات البشرية، وقابل للاستجابة للمتغيّرات الاجتماعية عندما يتمّ التعامل معه بشكل منهجى. 
 
وفى قراءة للكتاب قام بها الحاج أوحمنة دواق، ونشرتها مؤسسة (مؤمنون بلا حدود) جاء فيها "الكتاب فى اتجاهه العام، يطرح إشكالية مهمة تتصل بالعلاقة بين الوحى الإلهى والتاريخ، ومراحل الصلة بين الوحى فى تجلياته المتنوعة، وكل المشكلات النفسية والاجتماعية والأنثربولوجية التى تمثل الإنسان فى رحلته الوجودية، منذ آدم عليه السلام، وصولا إلى مرحلة الظهور الكلى".
 
وأضافت القراءة "تعرض الفيلسوف السودانى محمد أبو القاسم حاج حمد (2004م) فى هذا الكتاب ضمن مدخل وتقديم وفصول ثلاثة وخاتمة، إلى أهم الإجابات التى تتضمنها فلسفته، المتمحورة حول الجمع بين القراءتين، وجدل الغيب والإنسان والطبيعة، وإسلامية المعرفة، والظهور الكلى للمنهج السلمى ودين الهدى والكافة، وشِرعة التخفيف والرحمة وحاكمية الكتاب. تعرض للمدارس الوضعانية والتاريخانية الشكلانية المادية التى تصر على عدم جدوى الروح والمتعاليات ابتداء. وأيضا كون المنتوج الثقافى الإنسانى محكوم بملابسات زمانية وبيئية واجتماعية ونفسية وأنثربولوجية، إذ لا يمكن أن تقارب المعطيات المعرفية وما يحفها، إلا ضمن إطار المشروطية ومحكومية الارتهان لضغط التاريخ وعوامله المتنوعة التى تنعكس على الوعى بعد أن تنتجه ابتداء، فتوحى له بمضامينه وأحكامه، ويضعه ضمن أفقه الصلب الذى لا يمكن الإفلات منه".
وتابعت القراءة "يشرع محقق الكتاب ومقدمه، الدكتور محمد العاني؛ فى عرض الإشكالية العامة التى تحكم الصلة بين الإيمان والمعرفة، وبينهما واللغة، وبينهما والواقع، وكيف تظهر أزمة العلاقة بين المتعالى والتاريخى ضمن جدل الإيمان والمعرفة، فإذا انطلقنا من أن الإيمان بالمتعالى والوحى بوصفهما متجاوزين للواقع إيمانا، فإن المعرفة تفرض علينا أبدية الحاجة للغة، وما تمارسه الخيرة على الوعى من شرط. فيؤدى الحال إلى نوع من الارتهان الدائم، لها سياقاتها ورمزها، والناظم العام الذى أنتجت داخله وحواليه، والتى تتحول إلى منتج مقابل له".
 
ومحمد أبو القاسم حاج محمد كاتب ومفكّر سودانى، عمل مستشاراً علمياً لـ "المعهد العالمى للفكر الإسلامي" فى واشنطن. أسّس عام 1982 "مركز الإنماء الثقافي" فى أبو ظبى وأقام أول معارض الكتاب العربى المعاصر بالتعاون مع العديد من دور النشر اللبنانية. أسّس فى قبرص "دار الدينونة" لإعداد موسوعة القرآن المنهجية والمعرفية، ومجلة "الاتجاه" التى تعنى بشؤون الفكر والإستراتيجيا فى نطاق الوسط العربى والجوار الجغرافي. صدر له عن دار الساقى "الحاكمية" و"جذور المأزق الأصولى".
 
 
القرآن والمتغيرات
 

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة