على الرغم من مرور أسبوع على أزمة تغريدات الرئيس الأمريكى دونالد ترامب ، التى طالب فيها أربع نائب ديمقراطيات بالكونجرس بالعودة من حيث جئن، لا يوجد أى مؤشرات على تراجع حدة الأزمة أو حتى رغبة من الرئيس الأمريكى فى تحجيمها، وبدا أن ترامب يستفيد من تصعيد لغة الإنقسام وأن الأمر تكتيك متعمد لكسب زخم يحتاجه الرئيس استعداد لموسم الانتخابات الرئاسية، حيث يعول مرة أخرى على كسب رضا أنصاره وليس إعجاب الأمريكيين من أجل قضاء أربع سنوات أخرى فى البيت الابيض.
صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية سلطت الضوء على الأزمة السياسية الأخيرة، وكيف كان رد فعل الرئيس ومستشاريه إزاء التطور السريع للأمر ، حيث قالت الصحيفة ، إن كبار مساعدى الرئيس لم يعتقدوا أنه يفهم بشكل كامل ما قد فعله عندما نشر قبل أسبوع ثلاث تغريدات عنصرية قبل أن يقوم برحلة إلى منتجعه للجولف.
فبعد عودته إلى البيت الأبيض، شعرت مستشارة الرئيس كيليانى كونواى، بأنها مضطرة لكى تخبره عن الأسباب التى جعلت تغريدته تتصدر عناوين الأخبار حول البلاد وأغضبت الحلفاء وأزعجت المعارضين. حيث كان دعوته لأربعة نائبات بالكونجرس، جميعهن مواطنات وثلاثة منهن ولدن بالولايات المتحدة بالعودة إلى أماكن منكسرة تماما تسودها الجريمة من حيث أتوا ، وأنه بقوله هذا ضرب وترا مؤلما من الناحية التاريخية.
ودافع ترامب عن نفسه قائلا : أنه كان يشاهد قناة فوكس نيوز بعد استيقاظه وأراد تهذيب النائبات إلهان عمر ، ورشيدة طليب والكسندريا اوكازيو كورت زوايانا بريسلى، كما ناقش الأمر من قبل مع مساعديه. وقال الرئيس إنه كان يعتقد أنه يقحم نفسه فى سياسات الحزب الجمهورى بطريقة جيدة.
ومثلما هو الحال، تصرف ترامب بمفرده. وقبل يوم من بدء العاصفة، فى ملعبه للجولف لم يثر ترامب ، الأمر ليعمل عشرات من أصدقاء الرئيس ومستشاريه وحلفائه السياسيين على مدار اليوميين التاليين خلف الكواليس فى محاولة لإصلاح الفوضى بدون أى اعتراف عام بالخطأ لأن هذه لم تكن طريقة ترامب المعهودة.
وقال السيناتور ليندسى جراهام، المقرب من ترامب، إن الرئيس أدرك أن جزءا من الأمر ليس جيدا، مشيرا إلى أن ترامب ، دائما ما يضرب بقوة ثم يقوم بالتعديل.
ومثل آخرين، حاول جراهام حث ترامب على إبعاد نفسه عن الفكرة العنصرية التى جاءت فى قلب تغردياته، بأن المهاجرين الأوروبيين وحدهم أو أحفادهم هم من يحق له انتقاد البلاد. وكتب مستشارو الرئيس نقاط له للحديث عن عضوات الكونجرس تقوم بالتركيز على أفكارهن وسلوكهن وليس هويتهن. ورغم أن الأمر قد يظل يحمل طابعا عنصريا، كما قد يرى البعض، إلا أنه لن يكون صريحا جدا على الأقل .
لكن محاولات الحد من الضرر لم تنقذ الجمهورين المنتخبين من صراعهم المزمن لكى ينأوا بأنفسهم عن تجاوزات ترامب، وطالب الديمقراطيون بحساب من خلال تصويت فى مجلس النواب يدين التصريحات العنصرية للرئيس يظهر وحدتهم ورؤيتهم الأخلاقية. بينما يقوم البيت الأبيض ، فى المقابل بحملة للحشد وجعل ترامب على تواصل مستمر مع أنصاره. وبعدما شعر كثيرون أن العاصفة اصبحت تحت السيطرة، أشعل أنصار ترامب النيران مجددا بهتافهم "أعدها إلى بلادها" مساء الأبعاء خلال مسيرة انتخابية للرئيسية فى نورث كارولينا .
وترى "واشنطن بوست" أن الأزمة السياسية كانت مألوفة واستثنائية فى آن واحد، فقد شملت كل جوانب السياسة الأمريكية من حملة الانتخابات الرئيسية إلى البيت الأبيض والكابيتول. كما أن كثيرين من الحزبين الذين يعرفون جيدا تاريخ ترامب، فى الخطاب المشحون عنصريا قد شعروا بالهول من المدى الذى ذهب إليه هذه المرة. وكان الجمهوريون يخشون من الضرر المحتمل إلا أنهم ترددوا فى مواجهة ترامب أو معارضته. بينما يسعى البيت الأبيض وحملة ترامب إلى احتواء الغضب دون تنفير الأنصار الرئيسيين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة