يعتبر الإنترنت من أهم أسباب ووسائل انتشار الإرهاب فى العام، وتمكنت المنظمات الإرهابية من التواصل بشكل سرى للغاية من خلال الإنترنت، فهو المكان الآمن والأفضل للتخفى بعيدا عن المراقبين.

وقالت صحيفة "كوبى" الإسبانية إنه للعام الرابع على التوالى، يجتمع خبراء مكافحة الإرهاب الإسبان فى مؤسسة "ميموريال" للتركيز على كيفية منع التطرف، ووقف تجنيد الشباب، حيث أعدت رئيسة المؤسسة، مارى مار بلانكو، ومدير المؤسسة، فلونسيو دومينجو، ومجموعة من الباحثين الدوليين، لهذه الدورة، وأكدوا أن "الإنترنت" أهم الوسائل التى من خلالها ينتشر التطرف بشكل سريع وسهل ولمنع ذلك فلابد من تشديد الرقابة على الإنترنت بشكل محكم.

وأشار عدد من الخبراء إلى أنه لابد من وضع استيراتيجية عامة لمنع أى شخص من الانضمام إلى صفوف المنظمات الإرهابية مثل داعش والقاعدة.

وستتضمن الدورة، التى تستمر يومين، أيضًا أستاذ العلوم السياسية والباحث الرئيسى فى معهد إل كانو الملكى، فرناندو ريناريس، الذى سيتناول الإرهاب فى إسبانيا بعد 15 عامًا من هجمات 11 مارس فى مدريد.

وقال الخبراء الإسبان أن "أهمية شبكات التواصل الاجتماعى وخطورتها وعلاقتها بانتشار التطرف وفكر الإرهاب يتم تحديدها من جانبين، كثافة استخدام أفراد المجتمع بشكل عام لوسائل التواصل الاجتماعى، واعتماد الجماعات المتطرفة على وسائل التواصل الاجتماعى لنشر التطرف، وتجنيد الشباب.

وأكد ريناريس من قبل أن "الإنترنت أداة قابلة للتواصل ومريحة ورخيصة وسريعة وآمنة للدعوة إلى الأفكار المتطرفة ونشرها، ففى البداية كان الإرهابى يتسلح ببندقية وحزام ناسف، أما الآن فالوضع أصبح مختلفا فيتسلح أيضا بجهاز حاسب محمول وآلة تصوير، وهو الذى حول الإنترنت لأداة رئيسية فى النشاط الإرهابى الدولى.

وأكد الخبير الإسبانى أن الإنترنت تحول إلى مدرسة كبيرة لتعليم الإرهاب، مشيرا إلى أن الإرهابيين يصلون إلى المعلومات الكافية التى يرغبون فى الوصول إليها من الجمعيات الخيرية والأشخاص الذين يمكن استغلالهم.

ويتزايد استخدام شبكات التواصل الاجتماعى بشكل مستمر بين كافة الفئات العمرية داخل الأسر والشرائح الاجتماعية المختلفة، إلا أن أخطر المستخدمين وأكثرهم ضرراً وتأثيراً من حيث نشر الميول الإرهابية هم الأفراد الناشطون بشكل عقائدى مع الجماعات المتطرفة، الذين يتم تكليفهم على شكل مجموعات باختراق عقول الشباب والتأثير عليهم عاطفيا، بتوجيه خطاب دينى حماسى يشجع على العنف وتكفير الحكومات والدعوة لمناهضة الحكام وتأييد التطرف ورموزه، ويعمل هؤلاء على تصوير نموذج داعش باعتباره فى نظرهم يمثل الأداة العملية لترجمة الخروج على الأنظمة والمجتمعات.