بخطوات لا تعرف الكلل استطاعت إسرائيل نصب شراكها حول الدولة السورية، مستغلة فى ذلك ما ألم بدمشق من أزمات كبرى حينما طالتها رياح الربيع العربى، وما تلاه من انفلات أمنى وسقوط البلاد فى دوامة الحرب الأهلية والنزاع المسلح، ما فتح بدوره الباب لتسلل الإرهاب وسيطرة تنظيم داعش وغيره من الكيانات الإرهابية على مساحات شاسعة من الأراضى السورية لسنوات عدة.
وبخلاف تقديم الخدمات اللوجستية للكيانات المسلحة، وفضلاً عن المناوشات العسكرية المتقطعة التى أقدمت عليها إسرائيل ضد سوريا خلال الفترة الماضية، دأبت تل أبيب على تنفيذ مخطط يهدف إلى التسلل لمفاصل الاقتصاد السوري بشكل غير مباشر، وهو ما كشفت عنه وسائل إعلام إسرائيلية، حيث ذكرت أن رجل الأعمال الإسرائيلى الشهير موتى كهانا، سيتولى تصدير البترول السورى من المناطق الكردية التى تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية.
وذكر موقع "آى 24" الإسرائيلى، أنه بعد 8 سنوات في سوريا، عندما تم سحق المعارضة السورية، والأكراد والقبائل العربية توحدوا تحت إطار قوات سوريا الديموقراطية (قسد)، لإقامة منطقة نفوذ خاصة بهم تشكل 30% من سوريا ، مضيفا أن النفط فى سوريا أصبح أحد الطرق لمنع الرئيس السورى بشار الأسد وايران من السيطرة على سوريا، لكونه بدون الوقود في دمشق الأسد وجماعته سيتحركون على الدراجات الهوائية.
وأشار الموقع أن رجل الأعمال الإسرائيلى "لديه مصادقة وموافقة من الاكراد على تصدير 125 ألف برميل نفط يوميا، لكنه يريد زيادة هذه الكمية لتصل حتى 450 الف برميل نفط وينتظر الموافقة على ذلك، كما انه ينتظر الموافقة الأمريكية على تصدير هذا النفط. بعد حصوله على الموافقة الكردية.
المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية
وكشفت تقارير إعلاميه عن وثائق مسربة تضمنت موافقة من مسئولة "مجلس سوريا الديموقراطية" إلهام أحمد، بتفويض رجل الاعمال الإسرائيلي موتي كهانا، تمثيل المجلس في كافة الأمور المتعلقة ببيع النفط السوري فى المناطق الكردية التي تسيطر عليها القوات سوريا الديمقراطية التي تدعمها القوات الامريكية.
وبحسب ما ورد فى الوثائق، فإن مسئولة مجلس سوريا الديمقراطية ذكرت فى مراسلات: "إننا نقدّر إنتاج النفط بأن يُصبح بحدود 400 ألف برميل يومياً، فيما هو اليوم بمعدل 125 ألف برميل، مع إعطاء كاهانا حق استكشاف وتطوير النفط، محدّداً سعر البرميل من 22 إلى 35 دولاراً".
وتسيطر قوات سوريا الديموقراطية تسيطر على 80% من حقول النفط السورية. وتقدر العائدات السنوية المستقبلية من بيع هذا النفط إلى أكثر من 3 مليار دولار سنويا في حال تم تطبيق ما ورد في المراسلات المتبادلة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة