خالد ناجح

إفريقيا فى عقل وقلب السيسى

الإثنين، 15 يوليو 2019 06:16 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نعيش سويا فوق هذه القارة العجوز التى عانت ولاتزال من ويلات الصراعات والحروب التى لا يخفى على أحد حجم التحديات التى تواجهها، والتى خلّفت حجمًا هائلًا من الدمار والتخريب، حتى أصبحت مشاهد اللاجئين والمرضى والمجاعات معتادة، وصوت صرخات الأطفال جزءًا من حياتنا اليومية، مع أن شباب وأبناء القارة السمراء يستحقون أفضل مما نحن فيه الآن على الأقل.
 
قدر هذه القارة أن تكون مطمعًا للدول الكبرى بسبب ثرواتها والاستفادة من خيراتها دون النظر لتنميتها أو عمل شراكات حقيقية تقوم على أى قدر من العدالة، التى تمكن هذه الدول من العيش بسلام وأمن وتحقيق الحد الأدنى من رفاهية مواطنيها.
 
ليجئ فى هذا الزمان الرئيس عبدالفتاح السيسى الذى يقدر هذه الشعوب العظيمة ويدرك كم تضحياتها وبالقدر نفسه يدرك مدى الآلم والمعاناة التى "طحنت" شعوب قارتنا الطيبة.
 
زار الرئيس دولًا لم يزها أى رئيس مصرى من قبل، ونجح فى تحويل أنظار الشعوب الإفريقية نحو القاهرة التى لن ولم تبخل على أشقائها الأفارقة فى مد يد العون والمساعدة، ونشطت حركة الرئيس مع توليه رئاسة الاتحاد الإفريقى، ويوما بعد يوم تزداد الجهود المشتركة مع الزعماء الأفارقة لإيجاد حلول لمشكلات ونزاعات عانت منها القارة السمراء لعقود طويلة، إلى جانب  تطوير البنية التحتية لدولها وتهيئتها لعمل تنمية مستدامة لكل دول القارة التى كانت بدايتها الحقيقية فى إقامة سوق إفريقية مشتركة، ومن المؤكد أن منطقة التجارة الحرة الإفريقية ستصبح واحدة من أكبر مناطق التجارة الحرة فى العالم، والتى أعلن عنها الرئيس السيسى فى نيامى عاصمة النيجر، ومصر التى تترأس الاتحاد الإفريقى هذا العام وتتحمل مسئولية تنفيذ أجندة التنمية الإفريقية، وربط الدول ببعضها البعض بشبكة طريق وكبارى وخطوط سكك حديدية، وأنفاق أسفل الأنهار والمجارى المائية، كما تعمل على دعم الجهود التنموية بتطوير البنية التحتية للدول الإفريقية والتى لا تزال هى الواجهة التجارية الأمثل على مستوى العالم، بوصف أسواقها "بكر" لم تكتشف بعد بالشكل الأمثل، ونتطلع إلى أن تتوفر للبلدان الإفريقية الفرصة لتنفيذ المشروعات التى تتوافق مع احتياجاتها الأساسية.
 
ما قام به الرئيس يعد نصرًا عظيمًا وإنجازًا تاريخيا عجزت كل الزعامات الإفريقية عبر التاريخ فى تحقيقه خوفا من القوى العالمية، ولكن رئيس مصر تحدى العالم لينقذ شعوب القارة السمراء كاتبًا لها تاريخًا جديدًا، بل استطاع الرئيس أن يحرر إفريقيا من سلبيات النظام الاقتصادى العالمى الذى استولى على خيراتها وثرواتها لعقود طويلة لتخطو بخطوات ثابتة نحو التنمية المستدامة لتحقيق أجندة 2063.
 
الرئيس عبد الفتاح السيسى يرى أن القارة الإفريقية هى مستقبل الاقتصاد العالمى، و أن إفريقيا تفتح أبوابها نحو المستقبل والاقتصاد وبالتأكيد سيعمل الرئيس على نقل تجربة مصر لجميع الدول الإفريقية وخاصة الشباب وتمكينهم وتوفير الإمكانيات التى تسمح لهم بإطلاق طاقاتهم وتنمية قدراتهم فى الإبداع، ويسعى لتطوير ثرواتنا البشرية وتأهيل شباب القارة لمواكبة تطورات العصر والاضطلاع بمهامهم فى قيادة مستقبل إفريقيا، بالإضافة إلى تدعيم الروابط الثقافية والحضارية بين شعوب القارة ترسيخا للهوية الإفريقية وإعلاءً لمبادئ التضامن الإفريقي.
 
إفريقيا أصبحت دولة واحدة ومصالحها مشتركة وهذا ما أكدته  السفيرة أريكا كيومبورى، الممثل الدائم لبعثة الاتحاد الإفريقى بالولايات المتحدة خلال كلمتها فى فعاليات اليوم الثالث من مؤتمر قادة التعليم العالى فى إفريقيا، التى قالت إن هذا الاتفاق سيجعل إفريقيا دولة واحدة وليس 55 دولة، ومن هنا فإن إفريقيا تمر بمرحلة فارقة وتكتب تاريخًا جديدًا.  
 
السفيرة أريكا كيومبورى قالت إنها تحترم شجاعة الرئيس عبدالفتاح السيسى، وتقدر مواقفه الحازمة تجاه القضايا الإفريقية، مضيفة: "مستعدون معكم لِلَم الشمل الإفريقى بما يخدم قضايا التنمية، وبما يساعد على تحقيق الاكتفاء الذاتى للقارة السمراء"، فإفريقيا تمتلك موارد ضخمة وهناك عمليات لدراسة الفرص المشتركة فى سوق يضم مليارًا و 200 مليون شخص، وهى سوق قادرة على استيعاب أى تكامل يتم إنشاؤه، وهو ما  أكده الرئيس عبد الفتاح السيسى خلال جلسة المائدة المستديرة «وادى النيل ممر للتكامل الإفريقى والعربى» بملتقى الشباب العربى والإفريقى الذى انعقد فى أسوان.
 
وأكدت كيومبورى على أهمية استفادة الدول الإفريقية من ثروات القارة وألا تتركها فريسة للدول الأجنبية، وتحقيق الاستقلالية الشاملة فى كل شىء، وخصوصًا فى مجال التعليم، فينبغى أن تكون هناك مناهج إفريقية خالصة بعيدًا عن تدخلات دول من خارج القارة لفرض مناهج مضللة أو  مناهج ترسخ لثقافات غربية لا تتوافق مع الثقافة الإفريقية، وهذا ما قاله الرئيس سابقا، وتتفق السفيرة أريكا كيومبورى مع رؤية الرئيس على أن اتحاد الجامعات الإفريقية يمكنه أن يحدث تغييرًا ويقوم بدور إيجابى فى صناعة مناهج تشد من عضد الدول الإفريقية وتنمى فكرة الولاء للقارة والاندماج والتسامح، نظرًا للدور البارز للتعليم الذى جعله يتحكم بشكل قوى فى مختلف مناحى الحياة، وبات جهة قوية ومهمة فى دعم التوجهات السياسية والاقتصادية.
 
التجربة المصرية ليست بعيدة عن الشعوب الافريقية فمصر كانت آيلة للسقوط، ولكن بالفكر والعمل والإرادة والإدارة حققت المستحيل وهو ما يرغب فيه الرئيس السيسى بنقل تجربته لجميع إفريقيا، فامتلك الرئيس السيسى قلوب الشعوب الافريقية من خلال مبادراته البناءة التى تخدم كل شعوب القارة، وحمل السيسى هموم القارة فى شتى الفعاليات الدولية ومعه حلول ورؤية علمية وتحقق التنمية والمصالح المشتركة لكل الدول.
 
احترم السيسى شعوب القارة فبادلوه الاحترام والحب لما يحمله فى قلبه من حب لتنمية القارة وتحقيق رفاهية لكل شعوبها، فحقق ما لم يستطع غيره تحقيقه وأصبح كالماء حل النماء أينما وجد.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة