أكرم القصاص - علا الشافعي

"بعبع أردوغان الجديد".. "على باباجان" يتحول من أبرز رجال الرئيس التركى لأكثر المهددين لعرشه.. الديكتاتور حاول إقصاءه عبر وظيفة بأوزوبكستان لمحاولة عرقلة تأسيسه لحزب منشق عن العدالة والتنمية.. والأخير يفسد خطته

الأحد، 14 يوليو 2019 04:30 ص
"بعبع أردوغان الجديد".. "على باباجان" يتحول من أبرز رجال الرئيس التركى لأكثر المهددين لعرشه.. الديكتاتور حاول إقصاءه عبر وظيفة بأوزوبكستان لمحاولة عرقلة تأسيسه لحزب منشق عن العدالة والتنمية.. والأخير يفسد خطته بعبع أردوغان الجديد
كامل كامل – أحمد عرفة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

"سبق أن انفصلت شخصيات برفقة نواب برلمانيين ليشكلوا مجموعة داخل البرلمان، هل تتذكرون هذه الشخصيات إن سألتكم عن أسمائهم؟".. هذا السؤال وجهه رجب طيب أردوغان لوفد من الصحفيين محاولا التقليل من استقالة على باباجان من حزب العدالة والتنمية والتأكيد على أن شخصية على باباجان سينتهى، كما انتهى غيره من الشخصيات التى استقالت من حزب العدالة والتنمية، وفى السطور التالية نعرفك على "على باباجان" الذى أثارت استقالته من حزب العدالة والتنمية ضجة كبيرة فى تركيا.

على باباجان من مواليد 9 أكتوبر 1967 تخرج من كلية تيد فى أنقرة عام 1985، درس فى جامعة الشرق الأوسط التقنية فى أنقرة 1989 وحصل على البكالوريس فى الهندسة الصناعية، ذهب إلى الولايات المتحدة بمنحة من مؤسسة فولبرايت لإكمال دراسته، وفى عام 1992 حصل على درجة الماجستير فى إدارة الأعمال من معهد كيلوغ للإدارة فى جامعة نورث فى ولاية الينوى.

دخل السياسة فى عام 2002 بوصفه أحد مؤسسى حزب العدالة والتنمية وعضو مجلس الإدارة فيه، ثم انتخب عضوا فى مجلس النواب عن مدينة أنقرة فى 3 نوفمبر 2002 ، وعين وزيراً للشئون الاقتصادية فى 18 نوفمبر 2002 ، وكان أصغر عضو فى مجلس الوزراء وعمره 35 سنة. وساهم فى إصلاح الوضع الاقتصادى فى تركيا محققاً الانتعاش الاقتصادى بعد سنتين من مباشرة عمله بعد سنوات من الأزمات الاقتصادية التى عانتها الدولة، وحاول دائماً الابتعاد عن الساحة السياسية والتركيز على الإصلاح الاقتصادى. وفى 24 مايو 2005 أعلن رجب طيب أردوغان تعيينه فى منصب كبير المفاوضين فى محادثات انضمام تركيا للاتحاد الأوروبى. كما حضر العديد من الاجتماعات الدولية بما فيها منتدى دافوس فى سويسرا، كما إنه كان المفاوض فى ملف انضمام تركيا للاتحاد الأوروبى.

وظل باباجان شخصية تتصدر المشهد السياسى والاقتصادى فى تركيا حتى وقت قريب، لكنه غاب عن الأنظار بصورة مفاجئة بعد عام 2014، إلى أن قدم استقالته من حزب العدالة والتنمية مؤخرا، مع تزايد التسريبات عن عزمه إنشاء حزب سياسى جديد بدعم من الرئيس السابق للجمهورية التركية عبد الله جول.

بعدما استقال هاجمه رجب طيب اردوغان بقول أنه أبلغ باباجان أنه حر فى اختيار طريقه، غير أنه يتوجب عليه ألا يغفل عن أنه لا يحق له تقسيم الأمة، وهو ما يفعله بالفعل، وأنه لن يتمكن من تحقيق شىء بتقسيمه الأمة.

وقال باباجان فى خطاب الاستقالة "كنت أحد مؤسسى حزب العدالة والتنمية عام 2001 وأنا فخور بأننى أسهمت قدر الإمكان فى تطوير بلادنا، وخلال تولى منصبى كنت مؤمناً بالمبادئ والقيم التى أعلنها حزبنا، لكن فى السنوات الأخيرة نشأت فجوة عميقة بين العمل الحقيقى والمبادئ فى كثير من أنواع الأنشطة، مما شكل صدمة كبيرة بالنسبة إلى".

وأضاف "العالم تغير سريعاً، وباتت تركيا تواجه تحديات كثيرة" مبيناً أن البلاد بحاجة إلى رؤية جديدة للمستقبل، وأنه لا بد من محللين وإستراتيجيين وبرامج جديدة تستجيب لروح العصر.

واعتبر أنه يشعر مع كثير من زملائه بالمسؤولية التاريخية للقيام بهذا العمل الذى سيكون حسب رأيه ممكناً فى حال إشراك كوادر جديدة، مضيفا "فى هذا السياق يعد استمرار عضويتى فى حزب العدالة والتنمية أمراً مستحيلا".

الكاتبة الصحفية بصحيفة "خبر تورك" ناغيهان آلتشى قالت فى مقال إن باباجان يسعى لتأسيس حزب جديد، وكان من المحتمل أن يسمى "الحرية والعدالة" أو "الحرية والرفاه" ثم طلب باباجان ألا يكون هناك تشابه فى الاسم مع حزب العدالة والتنمية أو حزب الرفاه الذى أسسه الراحل نجم الدين أربكان.

وأضافت الصحفية أنه بعد ذلك اقتُرح اسم "الحرية والقانون" الذى يعتقد أنصار باباجان أنه الأنسب للفلسفة السياسية وللمطالب الاجتماعية الحالية، موضحة أنهم كانوا يريدون إطلاق الحزب فى سبتمبر لكن هناك من يقول إنه قد يعلن عنه فى الشهر الحالي.

واعتبرت أن سيكون "صانع ألعاب، وموجهاً روحياً للسياسى الطامح، وسيقدم الدعم اللازم له، فى حين سيبقى خلف الستار".

وسعى الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، إلى إبعاد القيادى المنشق عن حزب العدالة والتنمية على باباجان، عن المشهد السياسى، إلا أن الأخير تمكن من إفساد مخطط أردوغان ومحاولات عرقلته تأسيس حزب جديد منشق عن الحزب التركى الحاكم.

وقالت صحيفة "زمان"، التابعة للمعارضة التركية، إن أنظار الرأى العام فى تركيا تتجه إلى أردوغان، وكيف ستكون خطواته فى حال نجاح على باباجان المنشق عن حزبه فى تأسيس حزبه الجديد، موضحة أنه خلال رد أردوغان على أسئلة الصحفيين فى الطائرة القادمة من البوسنة والهرسك، فضحه لسانه عما كان يفكر فى حق على باباجان، حيث أكد أنه عرض على باباجان الذهاب إلى أوزبكستان والعمل معها مهمة مشتركة، لكن يبدو أنه لاحظ نيته ورفض الاقتراح.

وأضافت الصحيفة التركية المعارضة، أنه بحسب تصريحات أردوغان الأولى على استقالة باباجان من حزبه، استعدادًا لإعلان تأسيس حزبه الجديد، فقد كان ينوى تكليف على باباجان بمهمة رسمية فى أوزبكستان، إلا أنه اكتشف خطة أردوغان لإبعاده عن المشهد السياسى ورفض العرض.

من جانبه أكد أيمن نصرى، رئيس المنتدى العربى الأوروبى للحوار وحقوق الإنسان بجنيف، أن الدولة التركية تواجه سلسلة تحديات سياسية فى آخر عامين بلغت ذروتها عام 2019 نتيجة للأسلوب السياسى الذى يتبعه أردوغان وحزبه فى إدارة الدولة داخليا وخارحيا والذى أدى إلى حالة من الغضب والاعتراض فى الشارع التركى على هذه السياسات الدكتاتورية.

وأضاف رئيس المنتدى العربى الأوروبى للحوار وحقوق الإنسان بجنيف، فى تصريح لـ"اليوم السابع"، أن أبرز تلك التحديات هو التعديل الدستورى فى 2017 والذى مهد لإقرار نظام رئاسى فى الحكم يمنح أردوغان صلاحيات رئاسية واسعة  وأيضا الانتهاكات الواضحة فى ملف حقوق الإنسان وقمع الصحافة، موضحا أن كل هذه الأمور أدت إلى تنامى قوة المعارضة السياسية متمثلة فى حزب الشعب الجمهورى المعارض.

وتابع أيمن نصرى: تجلت هذه القوة بشكل واضح فى فوز مرشح المعارضة اكرم إمام أوغلو فى انتخابات بلدية اسطنبول وهى رسالة واضحة من أن جزء كبير من الناخبين الأتراك  قد انضموا لصفوف المعارضة معلنين رفضهم لهذه السياسات التى يتبعها النظام التركى والتى تتمثل فى إتهام خصومه السياسيين بأنهم على صلات بتنظيمات إرهابية للقضاء عليهم والتنكيل فضلا عن تعامل سيئ للغاية مع الملف الخارجى وخصوصا الملف السورى والذى بسببه أصبحت العلاقة بين تركيا دول الأتحاد الأوروبى مضطربة جدا .










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة