على عبد الرحمن

"سبوبة" التبرع لبناء المساجد

الجمعة، 12 يوليو 2019 01:14 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

"إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ".. الآية الكريمة تدلل على فضل عمارة المساجد وشهادة الله سبحانه وتعالى لمن يفعل ذلك بالإيمان.. وعمارة المسجد فى هذه الآية، بحسب بعض المفسرين، ليست قاصرة على الصلاة فقط ولكن يدخل فيها أيضًا بناء وتشييد المساجد، وفى فضل بناء المساجد روى فى الصحيحين أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "مَنْ بَنَى مَسْجِدًا يَبْتَغِي بِهِ وَجْهَ اللَّهِ بَنَى اللَّهُ لَهُ مِثْلَهُ فِي الْجَنَّةِ".

بدأت بهذه المقدمة لأقطع الطريق عمن يظن أننى ضد عمارة وبناء المساجد، على العكس تمامًا فهى من أحب الأعمال إلى الله، كما أننى لست ضد جمع تبرعات لبناء أو استكمال أعمال بناء المساجد، أو جمع تبرعات لتأثيث المساجد، ولكن ضد الدعوات المستفزة التى نراها على بعض القنوات الفضائية المغمورة فى صورة إعلانات مدفوعة الأجر.

"نفسى أشوف المسجد قبل ما أموت.. انظروا إلينا نظرة رحمة.. يا أهل الخير انقذونا وساعدونا فى بناء المسجد".. هذه العبارات والاستعطافات هى التى تستخدمها فضائيات "بير السلم"، للتسول والسرقة من باب التبرع لبناء المساجد، والتدليس والزعم بأن القرية التى يجمعون لها تبرعات لبناء مسجد ليس بها مسجد.

فضائيات بير السلم، التى تحدثت عنها هنا الأسبوع الماضى، تستغل حاجة البعض وتخدعهم بزعم مساعدتهم فى جمع تبرعات لبناء مسجد للقرية، وتطلب منهم أن يوجهوا رسائل للمشاهدين لمساعدتهم فى ذلك وهى فى الحقيقة "سبوبة" لهم يجمعون من ورائها الأموال، فترى مثلا بعض السيدات يؤكدن أنهن يحرصن على الصلاة فى المسجد، ولكن لبعد أقرب مسجد عنهن فى القرية لمسافة تصل إلى 3 كيلومترات أحيانا يقصرن فى ذلك ويكتفين بالصلاة فى المنزل، لذلك يناشدن أهل الخير فى مساعدتهن لاستكمال بناء المسجد.

الفضائيات المغمورة تصور الإعلان إما داخل أرض فضاء تم فرشها ببعض "الحصر" أو "الشكائر البلاسيتيك"، بينما يقف شخص يدعى أنه داعية إسلامى يخطب فيهم، ولكنه يوجه حديثه للمشاهدين، حول أهمية وفضل عمارة وبناء المساجد، وبعد الخطبة يلتقى مع المصلين الذين يبكون وهم يوجهون استغاثات لأهل الخير تطالبهم بالتبرع لبناء المسجد، وكأنهم يقيمون فى قرية لا مسجد فيها ولا حتى زاوية لتقام فيها الصلاة.

الغريب فى هذه الإعلانات والاستغاثات للتبرع لبناء المسجد، أنها لا توجه لمسئول أو وزارة بعينها، والغريب أيضًا ما قاله لى أحد الأصدقاء من أن هذه الإعلانات قديمة جدًا ومستمرة فى البث وكأن أحدًا لم يتبرع قط منذ إطلاقهم الحملة، وما يدلل على ذلك فى أحد الإعلانات يقول "الداعية الذى لم يثبت إن كان داعية أم لا":"أناشدكم ونحن فى شهر رجب" أى أن الإعلان تم تصويره قبل نحو خمسة أشهر.

الأمر يحتاج إلى تحقيق من وزارة الأوقاف فى هذه الإعلانات وهل فعلا أهل هذه القرى الذين يظهرون فى الإعلانات ليس لديهم مسجدا فى قريتهم، فى نفس الوقت الذى تحقق فيه الهيئة الوطنية للإعلام فى مثل هذه الإعلانات وتبحث عن تصاريح بث هذه القنوات.. التبرعات لبناء المساجد فضيلة تحتاج لرقابة.









الموضوعات المتعلقة

الهجرة إلى الصعيد

السبت، 18 مايو 2019 12:00 ص

رخصة أمنية لامتلاك كلب.. !

السبت، 14 يوليو 2018 10:00 م

مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة