صور.. حكايات أزياء وملابس التراث الإنسانى بالأقصر من عصور مصر القديمة لـ 2019

صور .. حكايات عن أزياء وملابس التراث الإنسانى بالأقصر من عصور مصر القديمة حتي 2019.. الفراعنة إستخدموا الكتان والحرير والجلود "الإزار" وعليه "حرملة" لكبار رجال الدولة و"التنورة" فقط للفقراء و"الفستان الضيق" للسيدات.. وفي 2019 الرجال يرتدون "الجلباب البلدي" وأسفله "التقشيطة الخفيفة" ..والسيدات يرتدين "الجرجار والحبة والجبة والقناع" .. والشباب والفتيات يتوجهن للملابس الجاهزة لتوفير الوقت والمال

"الأزياء" هى التراث الإنسانى الذي يدل على المجتمعات على مر العصور، فمصر كانت ولازالت عاصمة الأزياء التراثية المميزة والملابس هى الوجه الآخر لمنظور المرآة للتقنيات والإمكانيات الصناعية للمجتمعات المختلفة، ومدينة الأقصر كانت في العصور الفرعونية عاصمة مصر القديمة إبان حكم ملوك طيبة القدماء المصريين، وحالياً أصبحت عاصمة الثقافة والتراث وعاصمة السياحة العالمية، ومن هذا المنطلق تعتبر محافظة الأقصر من محافظات الصعيد التي لها تراث خاص في ملابسها منذ قدم التاريخ وحتي الآن.

ملابس وأزياء العصور المصرية القديمة بعاصمة مصر مدينة طيبة
 

وفي هذا الصدد يقول الطيب غريب مدير بمعابد الكرنك، أن ملابس القدماء المصريين كانت تعكس التقنيات والإمكانيات التي وصلوا إليها، وقيامهم بتوثيق حياتهم علي جدران المعابد والمقابر الفرعونية المختلفة، وكذلك احتفاظهم ببعض تلك الأقمشة من الكتان والحرير والجلود أيضاً داخل مقابرهم التى دفنوا فيها حياتهم، استعداداً للحياة الأخرى بعد الموت، موضحاً أن الملابس فى أى مجتمع تدل على مستوى ثقافته فهى السمة الخاصة والتى تدل على كافة المجتمعات حول محافظات مصر بل وحول العالم بأكمله.

ويضيف الطيب غريب لـ"اليوم السابع"، أن القدماء المصريون بمدينة الأقصر استخدموا الكتان والحرير فكانت أبرز الأقمشة وقتها لوفرتها فى كافة ربوع البلاد فهو يستخرج من النبات، كما كان بعض الكهنة يرتدون الملابس من جلد الحيوان فى فترات مختلفة من عصرهم، مؤكداً أن الكتان قوى ومرن ومناسب للطقس الحار فى الصيف والطقس البارد فى الشتاء، ولكن الأقمشة لديهم كانت مستويات، فالطبقات العليا كانت تستخدم نوع جيد من الكتان، وسيداتهم كانوا يرتدين الملابس الحريرية المميزة لتدل على مستوي المعيشة لديهن.

ويؤكد الآثرى الطيب غريب، أن نوع ملابس الرجال فى العصور القديمة كان يسمى "الإزار" الطويل ولكن الطبقات العليا من المجتمع كانت ترتدى مع الإزار مايسمى بـ"حرملة" وهو عبارة عن رداء قصير واسع يتم وضعه على الكتف ويغطى الظهر والصدر، وكان غالبية الفقراء والعمال فى كافة جدران المعابد والمقابر يظهرون وهم يرتدون "تنورة" فقط قصيرة لتسهيل العمل ومصنوعة من الكتان، أما النساء فكانوا يرتدين الفساتين الضيقة وبعدها الفساتين الفضفاضة من الكتان والحرير بأشكال مختلفة من قطعة واحدة أو قطعتين علوية وسفلية.

ملابس وأزياء أهالي الأقصر من الكبار والشباب فى 2019
 

وفي عام 2019 اختلفت نوعية الملابس بتغير الزمن فعلياً، فيقول الباحث عبد المنعم عبد العظيم مدير مركز التراث بالصعيد، أن ملابس الرجال والسيدات الصعايدة بالأقصر، إختلفت كثيراً عن العصور السابقة، فيرتدى الرجال "الجلباب" البلدى أسفله "التقشيطة"، والسيدات يرتدين "الجرجار" و"الجبة" و"القناع" و"الحبرة"، والشباب والفتيات يرتدون الملابس الكلاسيكية الجاهزة من المحلات المختلفة.

ويضيف الباحث عبد المنعم عبد العظيم لـ"اليوم السابع"، أن أسماء ملابس السيدات حالياً تأتى من طبيعة استخدامها فيوجد "الجرجار" الذي يكون طويلا للغاية لكى يمسح القماش آثار أقدام السيدة خلال المشى لكى لا يتتبعها أى أحد، وكذلك "الجبة" فهى ملبس أسود اللون يتدلى منه الذهب أو الفضة أو الحلى المتنوع حسب الحالة المادية،  وكان الغالب فى الحلى اللبة والكردان قديماً، والقناع هو أشبة بـ"الطرحة" فهو طويل نسبياً  وقد يمتد حتى قدمى المرأة، مؤكداً على أن السيدات بالقرى والنجوع فى الأقصر مازلن يحافظن على تراث الملابس التاريخية حتى الآن، موضحاً أن الملابس النسائية يتم تصنيعها في ورش مخصصة وتستغرق عملية صناعتها من 4 لـ7 أيام حسب طبيعة تصنيعها، والأسعار تختلف حسب نوع الحرير المستخدم والألوان وغيرها والمجهود الذى يتم فى تصنيع القطعة، مؤكداً أن الأسعار لا تقارن أمام العبايات الجاهزة فى المحلات التي تتهافت عليها الفتيات والسيدات في المدن، موضحاً أن السيدات في القري والنجوع المختلفة يفضلن إرتداء ملابسهن التراثية وهي "الحبرة والجبة والقناع" ويتوجهن للورش والترزية لتصنيعها.

ويؤكد الباحث عبد المنعم عبد العظيم مدير مركز التراث بالصعيد، أنه بالنسبة للرجال والعمد والمشايخ في القري والنجوع المختلفة، فهم يرتدون "الجلباب البلدي" والذي يتم شراء قطعة قماش لها بأشكال وألوان مختلفة لإرسالها للترزي للحصول علي المقاسات وبدء عملية تصينعها وتجهيزها بالخياطة اليدوية وبالماكينات، فهي عبارة عن جلباب من قطعة قماشية واحدة بها شق في منطقة الصدر بالأعلي، ويرتدي أغلب الرجال أسفلها "تقشيطة" عبارة عن جلباب خفيف مصنوع من القماش الأقل حجماً ووزناً.

ويقول سيد حسين أبو العيون ترزي ملابس بمدينة إسنا، أن صناعة "الجلباب البلدي" بمحافظة الأقصر لا تختلف كثيراً عن محافظات الصعيد فيقوم الزبون بشراء قطعة القماش بالنوع الذي يتمناه أو يجده بالأسواق ومن أنواعها "الكشمير والسلكة والقولت والسيتيا وغيرها"، ويقوم بقياس طول الرجل أو الشاب لصناعة جلبابه بطريقته الخاصة.

ويضيف ترزي الملابس الأقصري لـ"اليوم السابع"، أنه بالنسبة للرجال والشباب الذين لا يرتدون الجلباب البلدي كالباقيين، فبعض منهم يشترون أقمشة أيضاً لتفصيل قميص وبنطلون للذهاب لأعمالهم أو مدارسهم وخلافه، مؤكداً علي أن مدة التفصيل للقميص والبنطلون يستغرق وقتاً أقل في التصنيع والتجهيز لتسليمه للزبون، موضحاً أنه نسبة كبيرة من الشباب والفتيات حالياً يرتدون الملابس الجاهزة فالشباب يرتدون البنطلون الجينز الجاهز والتي شيرت وخلافه، والفتيات يرتدين الجيبة أو البنطال والأقمصة والبلوزات وغيرها من الأزياء الحديثة.