الرغبة فى شرب كوب ماء نقى، هو الدافع الوحيد الذى قد يجعلك تلجأ إلى شراء أحد فلاتر المياه، لكن ماذا لو علمت أن تلك الوسيلة قد تكون أكثر ضررا وتلوثا من تناولك للمياه مباشرة من الصنابير؟ ذلك ما أكده عددا من الكيميائيين، وخبراء تلوث المياه، نتيجة لعدم الاهتمام بتاريخ الصلاحية المُدون على الفلاتر، واستمرار استخدامه.
الدكتور حسين عبد الشافى، قسم بحوث تلوث المياه، بالمركز القومى للبحوث، أكد أن استخدام الفلاتر فى المياه أصبح ضرورة، لأن مُعظم المنازل تعتمد على الخزانات، وهى عادة ليست نظيفة، ومهما تم بذل جهد لنظافتها، لا يمكن ضمان عدم وجود رواسب أو زواحف بها، وبالتالى تُصبح المياه غير صالحة للشرب، مشيرا إلى أن أفضلهم وأكثرهم صحة هم الثلاثة مراحل، لأنها لا تُفقد المياه فوائدها.
قال عبد الشافى، لـ"اليوم السابع"، إن الفلاتر تصبح ضارة عندما تستمر فى الاستخدام لفترة أكثر من المسموح بها، سواء 3 أشهر أو 6 أشهر أو عام، ويظهر عليها تغير فى اللون، وهو مؤشر تراكم الرواسب بشكل كبير، والتى تُصبح مصدر للبكتيريا والتلوث، لذا لابد من متابعتها بشكل جيد، حتى لا تُصبح المياه ملوثة بالكثير من البكتيريا بعد تكاثرها بها.
وأشار إلى أن المياه التى تنقلها المحطات نقية ونظيفة، خاصة أنها تعمل بالمواصفات العالمية، ويتم وضع كلور فى المياه بشكل زائد نسبيا، وذلك للقضاء على البكتيريا أو الملوثات التى تقابل المياه خلال رحلتها فى المواسير إلى المنازل، حفاظا على الصحة.
وفى نفس السياق، قال الدكتور كيميائى أحمد مصباح: إن المياه يتم فلترتها لأكثر من سبب، من بينهم: أن المياه تأتى من النيل مُحملة بالأجسام الصلبة مثل الطين والقش والتراب، بالإضافة إلى الأملاح الذائبة الضارة، والبكتيريا والطفيليات، وبالتالى تأتى أهمية استخدام الفلاتر لفصل المواد الصلبة، وتمررها للمرحلة التالية لها، والمعنية بالأملاح الذائبة، وهى مرحلة يمكن التفرقة بين أنواع المياه من خلالها، حيث تختلف مكونات الأملاح الذائبة، ونسبتها فى المياه، والتى يتم التحكم فى نسبة وجودها فى المياه، أو إزالتها تماما.
وأضاف مصباح، لليوم السابع: الشمعة الأولى تتخلص من الجسيمات الصلبة ذات الحجم الكبير، والثانية من الجسيمات الصلبة ذات الحجم الصغير، والثالثة تؤكد التخلص من الجسيمات تماما، وتحافظ على الأملاح الذائبة البكتيريا والطفيليات، لذا يُفضل الفلتر ذات الخمسة مراحل، خاصة أن الشمعة رقم أربعة تحتوى على فحم مُعالج بطريقة كيميائية يجعله نشط لامتصاص كل الأملاح الذائبة وكل الروائح الكريهة، والأملاح النشطة التى قد تسبب مشاكل فى المخ، والرئة والدم، وتصبح المياه نقية، والمرحلة الخامسة تقتل البكتيريا والرائحة.
وأوضح ان استمرار استخدام الفلاتر حتى بعد انتهاء تاريخ الصلاحية، يؤدى إلى تراسب الجسيمات بشكل إما يجعلها حاجزا يمنع مرور المياه، أو أن يضغط على الأغشية وتخترقها يجعل المياه مُركزة بالملوثات والبكتيريا، بمعدلات تفوق تلك الموجودة فى الحنفية قبل الفلتر، لافتا إلى أن طبيعة المياه تختلف من منطقة لأخرى، ففى القاهرة غير أى محافظة أخرى، وفى منطقة كالتجمع، ليست كمنطقة مثل وسط البلد، مشيرا إلى أن تلوث المياه قد يصيب بأمراض مثل: حصوات الكلى، فشل كلوى، وتليف فى الكبد، أما إذا تم تناول مياه مُحملة بأملاح الذئبق فأنه يصيب بسرطان فى المخ، وأملاح الرصاص تؤدى إلى فقد البصر، الكربون يؤدى إلى الذبحات.
من ناحيته، قال الدكتور أحمد سامى، عضو مجلس نقابة العلميين: أن الفلاتر إما لتنقية الشوائب والمواد الكيميائية الضارة، وإما ميكروبيا، والمياه الطبيعية عادة تظل بها نسبة الأملاح من 200 إلى 250 مليجرام، وتظل نسبتها مقبولة حتى 500 مليجرام، أو تقل حتى 100 مليجرام، لكنها فى حال انخفاضها عن ذلك تُصبح ضارة للجسم، وحال زيادتها تضر بالكُلى، مشيرا إلى أن محطات المياه تضيف كلور للقضاء على البكتيريا الضارة، وفى حال زيادة تركيزه بشكل كبير قد يؤدى ذلك إلى اتحاده مع المواد العضوية ليشكل مادة مُسرطنة تُسمى بـ"تراى هالوميسان".
وأشار سامى، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، إلى ضرورة أن يتم تغيير شمع الفلاتر بشكل دورى، والالتزام بالصلاحية المُحددة لكل منهم، لضمان عدم صدأ أيا من ملحقات الفلاتر، حتى لا ينعكس ذلك على صحة من يشرب المياه منه، مؤكدا على ضرورة وجود قانون لترخيص معامل لتحليل المياه خاصة، لإجراء التحاليل بشكل دورى على مستوى الجمهورية للمنازل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة