"رجعوا تكليف بيطرى"، حملة طلابية أطلقها اثنان من طلاب الفرقة الثانية بكلية الطب البيطرى، وشاركهم بها مئات من طلاب كافة كليات الطب البيطرى بالمحافظات، وعددا من حديثى التخرج، على مواقع التواصل الاجتماعى، وذلك للمطالبة بإعادة التعيين للأطباء البيطريين، والذى توقف منذ عام 1995، أى منذ 24 عاما تقريبا، دون سبب واضح، واستمراره لبعض المهن الطبية الأخرى.
قال الطالبان مؤسسا الحملة، لليوم السابع، إن الأساس فى إطلاق تلك الحملة، هو علمهم بأن المواطنين لا يدركون أهمية الطب البيطرى بالنسبة لهم، ولا أحد يدرك دور الطبيب البيطرى، سوا المتخصيين به والدارسين له، رغم أنه يُعد خط الدفاع الأول عن المرضى ضد أكثر من 200 مرض مشترك بين الإنسان والحيوان، مشيرا إلى أنهما بحثا عن أفضل الطرق لتحسين صورة الطبيب البيطرى، وكانت البداية هى تعيين الأطباء البيطريين، والذى سيتيح بدوره فرصة لتوضيح الخدمات التى يقدمها الطبيب البيطرى للمجتمع، وإطلاق حملات بالقرى والأرياف لتعريف المواطنين بالطب البيطرى.
من ناحيته، قال الدكتور محمد نبيل، عضو مجلس النقابة العامة للأطباء البيطريين، إنه لا يوجد تفسير واضح لوقف التعيينات للأطباء البيطريين منذ عام 1995، وحتى الآن، رغم وجود درجات خالية منذ سنوات، مشيرا إلى أنه خلال عدة سنوات سيخرج أكثر من ٦٠% على المعاش من الأطباء البيطريين الحكوميين بدون وجود بديل.
وأكد نبيل، لليوم السابع، أنه لابد من نقل خبرات الأطباء البيطريين، الأكبر سنا للشباب وإلا ستنهار منظومة الطب البيطرى، موضحا أن اهتمام الدولة والقيادة السياسية بالثروة الحيوانية والداجنة يتطلب وجود أعداد كبيرة من الأطباء البيطريين، لافتا إلى دعم مجلس النقابة العامة للأطباء البيطريين، لمطالب شباب الأطباء البيطريين، وحديثى التخرج.
فيما قال الدكتور شرف الدين فيصل شرف، عضو مجلس النقابة العامة للأطباء البيطريين، إن الدستور نص فى المادة 79 منه، على ضمان الدولة للمواطن غذاء صحى وآمن، وسلامة الغذاء من الأصل الحيوانى والداجنى والسمكى، والتى تُعد أحد أهم مسئوليات الأطباء البيطريين، لافتا إلى أن تطبيق تلك المادة يحتاج إلى إعادة تكليف الأطباء البيطريين، فى ظل وجود عجز كبير فى الأعداد.
وأكد شرف، أن الحفاظ على صحة المواطن تبدأ من دفاع الطبيب البيطرى عنه، ضد خطر انتقال أكثر من 200 مرض مشترك بين الحيوان والإنسان، مضيفا: وحرصا على صالح الوطن والمواطن المصرى لابد من إعادة ملف الثروة الحيوانية والداجنة والسمكية وسلامة الغذاء القائم عليها، إلى الطبيب البيطرى، مشيرا إلى أن إقصاء البيطريين عن واجبهم لا يضر فقط بصحة المواطن، بل واقتصاد الدولة.
فى سياق مُتصل، قال الدكتور يوسف العبد، عضو مجلس النقابة العامة للأطباء البيطريين، إن مجلس النقابة تدعم مطالب حديثى التخرج، بإعادة تعيين الأطباء البيطريين، فى الوقت الذى تهتم الدولة بمشروعات الثروة الحيوانية والداجنة والسمكية، فى ظل وغياب دور الأطبار البيطريين من تلك المشروعات، مشيرا إلى وجود عجز كبير جدا فى التعينات بالجهاز الإدارى للطب البيطرى، مشيرا إلى أن دور الطبيب البيطرى فى هيئة سلامة الغذاء ضعيف جدا مع أنه العمود الأساسى فى هيئة سلامة الغذاء.
وتابع: الطبيب البيطرى دوره كبير جدا فى الحفاظ على سلامة وصحة الإنسان والوقاية من الأمراض، موضحا أنه لا بد من وجود طبيب بيطرى على رأس أى منشأة سياحية وأى مطعم؛ لحماية أولادنا من الأمراض والحفاظ على سمعتنا دوليا من حدوث أى حالات تسمم للسائحين.
وأكد الدكتور خالد العامرى، نقيب الأطباء البيطريين، إنه نتيجة لتوقف التعيينات، أصبحت هيئة الثروة السمكية، لا يوجد بها سوى 18 طبيبا بيطريا فقط، وتباشر الهيئة عملها الفنى على مستوى 27 مديرية فى المحافظات من خلالهم، بالإضافة إلى اقتصار مسئولية التفتيش على الأغذية واللحوم على مستوى الجمهورية على 150 طبيب بيطرى فقط، معنيين بالمرور على محال الأغذية جميعها والفنادق والقرى السياحية والمستشفيات البشرية، مؤكدا على ضرورة إعادة تعيين البيطريين، للحفاظ على صحة المواطنين، واقتصاد الدولة، وتنمية الثروة الحيوانية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة