مثل غيرها من الحرف اليديوية ، تواجه مهنة "الإسكافى" حربا شرسة مزدوجة مع التكنولوجيا الحديثة فى التصنيع، إلى جانب ارتفاع أسعار المواد الخام والجلود، الأمر الذى تسبب فى إغلاق عدد كبير من ورش الأحذية، إذ أكد عبد الغنى محمد عبد الغنى، الذى يعد أقدم إسكافى فى مدينة بنها، ويعمل بتلك المهنة منذ 30 عاما، مهما كانت الظروف التى تحاصر أى صنعة، سواء كانت تكنولوجيا أوغيرها سيظل الحرفى عمله نادرة .
وأضاف عبد الغنى لـ " اليوم السابع" ، أنه عمل فى هذه المهنة منذ أن كان فى الصف السادس الابتدائى، مؤكدا أنه منذ نعومة أظافره وهو يعشق المهنة، ومهما واجهته الظروف لم يفكر في تركها ، بسبب عشقه لها، مشيرا إلى أنه تعرف على المهنة وأسرارها عندما كان يذهب لخاله الذى كان يعمل بالمهنة، وفى أحد الأيام ذهب خاله ليؤدى صلاة الظهر، وجاء ذبون يطلب إصلاح حذاء.
وأضاف "عبد الغني"، أنه لم يفكر طويلا وقام باستلام الحذاء من الزبون، وبدأ فى إصلاحه، وعندما جاء خاله ، وشاهده وهو يعمل طلب منه الاستمرار فى إصلاح الحذاء، مشيرا إلى أن خاله بدأ تلقينه أسرار المهنة حتى أتقنها، قائلا: "حب المهنة تحبك، وأنا حبيت مهنة الإسكافى، وهي إدتنى كتير، مش هسيبها لحد ما أموت".
وتابع "عبد الغني"، قائلا: "في الفترة دي كنت أصغر إسكافي في القليوبية كلها، وكان عندي 11 سنة ، وفضلت مع خالى لمدة 12 سنة، إلى أن توفاه الله، وقمت بشراء هذا المحل ببنها، وأعمل به حتى اليوم، ومررت خلال هذه السنوات بأزمات وانفراجات و المهنة، علمتني الصبر، والحمد لله ربنا جزانى بها".
وأوضح، أن الفترة الحالية تختلف عن الماضى في أعمال الإصلاح للأحذية، قائلا: "دلوقتي المادة المصنوع منها الأحذية عمرها ما هتكون زى الأول وحتى لو سعرها كام، لأن زمان كان فيه أمانة، و "المادة الخام مش ولا بد" وكنا بنفصل الحاجة للزبون تقعد معاه عمر، وأنا كان يهمني زبوني، لأن فيه صنايعية بييجي على الزبون وكأنه بيقول له مش عاوز أشوف وشك تاني".
وأشار "عبد الغني"، إلى أن فترة الرواج الخاصة بمهنة الإسكافى، تبدأ عقب انتهاء احتفالات عيد الأضحى المبارك وخاصة موسم دخول المدارس، قائلا: "موسمنا هو دخول المدارس غير كده الحال بيكون نايم ومفيش شغل، لكن ربنا مش بينسي حد خالص، والمهنة بصراحة ادتني كتير، وحاليا ابنى بيشتغل معايا فى الإجازات وبيكمل تعليمه كما هو وإخواته".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة