محيى الدين سعيد

في علاقاتنا الاجتماعية.. كلنا مقصرون

الثلاثاء، 04 يونيو 2019 08:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قبل سنوات وحين كانت وسائل التكنولوجيا تتأهب لفرض سطوتها على عالم البشر، نشرت دراسات وأبحاث عديدة تلفت إلى خطورة تأُثير الاعتماد على تلك الوسائل فى إدارة علاقات البشر المجتمعية، وتحذر من زيادة معدلات الإحساس بالعزلة الاجتماعية بين بني البشر فى ظل تحولهم إلي العيش في فضاء إلكتروني، وواقع افتراضي، يمارسون عبره أغلب ما كان يجب عليهم أن يعيشوه في واقعهم الحقيقي وليس الإلكتروني.
 
وبمرور الوقت ثبتت جدية تلك التحذيرات وصحة ما توصلت إليه نتائج تلك الدراسات، وجاءت دراسات جديدة فى المقابل تحاول أن تحبب إلي الناس العودة إلي سياق حياتهم وعلاقاتهم الاجتماعية الطبيعية ، حتي أن دراسة لفريق بحثي بجامعة أمريكية توصل إلي أن "  قضاءَ وقتٍ سعيدٍ  بين  الأهل والأصدقاء من شأنه أن يقلل  من خطر الموت المبكر بنسبة 50%،  وأن ضعف العَلاقات الاجتماعية يُوازي تدخين 15 سيجارة في اليوم، و  تراجع الحياة الاجتماعية يُعادل معاناة إدمان الخمر" ، ولم تكتف الدراسة بذلك ، بل ذهب الباحثون القائمون عليها إلي التأكيد علي أن "    العَلاقات الاجتماعية تزيد في صحة الإنسان أفضل من اللقاحات التي تمنع الإصابة بالمرض".
 
مناسبة التذكير بتلك الدراسات ونتائجها ما نشهده حاليا من تأثيرات واضحة وحادة لوسائل التواصل علي مجتمعات كمجتمعنا المصري، الذي عرف علي الدوام بتماسك بنيانه البشرى، وقوة ومتانة العلاقات بين أفراده، في حين أن المجتمعات الغربية لم تكن بحاجة إلي هذه الوسائل للتأثير علي التواصل المجتمعي والعائلي بين أفرادها ، ويبدو الأمر جليا بيننا في مناسباتنا وأعيادنا التي صارت مشاركاتنا الاجتماعية فيها وتواصلنا في رحابها قاصرا علي رسائل التهنئة التي نتبادلها عبر مواقع التواصل ، حتي أن أغلبنا لم يعد يعتمد علي الاتصال الهاتفي وبات يكتفي برسالة تبعث مجمعة إلي الأهل والأصدقاء ومن هم علي قوائم الواتس آب أو الماسينجر، من دون تواصل حقيقي سواء بالتزاور كما كان الأمر في السابق أو حتي بالاتصال الهاتفي كما كان الأمر في عهد قريب ، صحيح أن الدنيا تشغل الجميع، وأن ضغوط الحياة تضع الجميع تحت عجلاتها القاسية ، لكن ربما كان في عودتنا إلي أن نأنس ببعضنا البعض، وفي تراحمنا وتوادنا ، ما يعطينا مزيدا من القوة علي مواجهة تلك الضغوط، لا أن نبقي أسري لها علي الدوام . 
 
أٌقول ذلك وأنا أول المقصرين، عسى أن يكون فى عيد الفطر المبارك فرصة للتعويض.. كل عام وأنتم بخير.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة