محمد فودة

محمد فودة يكتب.. فضل "اللحظات الأخيرة" فى رمضان

الثلاثاء، 04 يونيو 2019 03:23 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

بقلم: محمد فودة
 

"خاب وخسر من أدرك رمضان ولم يغفر له" هكذا قال الحبيب المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام، فى معرض حديثه عن رمضان، وما به من فضائل كثيرة لا تعد ولا تحصى ولا أول لها ولا آخر.. واللافت للنظر فى هذا الحديث الذى جاء فى روايات كثيرة أن الرسالة التى أراد أن يبعث بها سيدنا محمد الى الأمة هي أن من تغافل عن الذكر والعبادات في شهر رمضان وانقضى الشهر بدون عمل يستحق عليه الغفران، فإنه شقى فى الدنيا والآخرة وقد خسر الكثير والكثير وبالطبع فإن أول ما يخسره هو عدم الحصول على المغفرة والعتق من النار.

 

الأمر الذى يدفعنى إلى القول الآن ونحن فى آخر يوم فى شهر رمضان بضرورة أن نتحرى فضل الاجتهاد فى العبادة، حتى وان كنا قد فاتنا هذا الفضل طوال الأيام الماضية، فالله سبحانه وتعالى عفو غفور ورحمته سبقت كل شيء .وهو ما يجب أن نضعه أمام أعيننا فى تلك اللحظات التى نعيشها وألا نستسلم لهذا الوضع وألا نتعامل على أساس أن رمضان قد انتهى وأننا لن نتمكن من اللحاق بقطار المغفرة والعتق من النار.

 

وكل من فاته فضل الاغتراف من نفحات رمضان عليه أن يقتنص تلك اللحظات الفارقة التى نعيشها، ويجعل منها نقطة انطلاق حقيقية وصادقة ونابعة من القلب، فأبواب السماء مفتوحه دائما لمن يدعو من قلبه وبإخلاص شديد وأبواب السماء مفتوحه لتقبل كل عمل صالح نفعله خالصاً لوجه الله. تصديقاً لقوله جل شأنه (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ)، كما أن الإكثار من الصدقات شىء مستحب طوال العام، فما بالنا وإن كانت فى تلك الأيام الطيبة الطاهرة المباركة ففيها الثواب الكبير والأجر العظيم حيث تتنزل الرحمات من السماء ويصبح الطريق مفتوحا بيننا وبين الخالق دون أية حواجز ودون أى حجاب فيغدق علينا برحمته وغفرانه. لما فيها من التقرب إلى الله تعالى وابتغاء الأجر والثواب منه سبحانه عن طريق الإحسان  للآخرين  فقد قال تعالى : { مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ } حيث يترتب على الصدقات تأكيد الروابط الاجتماعية في المجتمع من خلال العطف على الفقراء والمساكين واليتامى والمُحتاجين وسد حاجتهم .

 

ها نحن الآن نودع اجمل واحلى ايام عشناها فى رحاب هذا الشهر المريم .. شهر رمضان المبارك فعلينا ان نرفع اكف الضراعة سائلين المولى عز وجل العفو والعافية والمغفرة والرضوان ونقول كما كان يقول الحبيب المصطفى :

 

اللهم لا يبلغ مدحك قول قائل ولا يجزي بآلائك أحد.. لك الحمد لا نحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك وجهك أكرم الوجوه واسمك أعظم الاسماء وعطيتك أحسن العطايا أنت الرب وسواك العبد أنت الخالق وسواك مخلوق أنت الرازق وسواك مرزوق أنت الغني وسواك فقير أنت القادر وسواك عاجز لامعبود بحق سواك ولا إله الا أنت وعبيدك سوانا كثير .

 

ربنا باسمك الأعظم ووجهك الأكرم نسألك أن تعتق رقابنا ورقاب آبائنا وأمهاتنا وإخواننا ومن أحبونا من النار.

 

يا ودود يا مبدئ يا معيد يا ذا العرش المجيد يا فعالا لما يريد صب علينا الخير صبا ولا تجعل عيشنا كدا.. يا أحد يا صمد بعزك الذي لا يرام وبملكك الذي لا يضام وبنور وجهك الذى ملأ أركان عرشك نسألك الجنة ونعيمها.

 

ربنا برحمتك التي وسعت كل شيء إنك عفو تحب العفو فاعف عنا.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة